الواد حمودة ابن بهانة الخبازة 00وهى مهنة بائدة مازالت موجودة فى قاع الريف00هذه الولية الرغاية جدا التى تصيبك بصداع مزمن بمجرد أن تجلس معها لمدة خمس دقايق 00ولا تفصل فى فاصل من اللت والعجن كما تفعل مع عجين الخبيز !
ابنها حمودة بقى كان عنده عادة من أرزل العادات وأقبحها وهى أنه لايستحم إلا من العيد للعيد بضرب البلغ (جمع بلغة وهو حذاء فلاحى )
اذا اردت أن تستثير غضب هذا الهلف فعليك برشه بالماء وعندها يتعفرت ويعفرك بالتراب وممكن يناولك بأى حاجة كإنتقام مباشر وهو يعمل بمقولة اللى يرشنى بالميه أرشه بالدم !
هذا الحمودة النتن الذى تميز رائحته من على بعد فدان لم يكتسب صداقة أحد فى يوم من الأيام لأن رائحته القذرة كانت تنفر أى واحد منه وتجعله يهرول بعيدا لذلك كان دائما وحيدا لا يرافقه ولا يصاحبه أحد !
وعشان وقعتى السودة فى يوم ربنا إبتلانى بهذا الحمودة النتن00
صعد إلى الاوتوبيس الذى ينقلنا من القرية إلى المدينة ولسوء حظ العبد لله لم يكن هناك مكان فاضى إلا كرسى بجوارى !
وطبعا صعد إلى الاوتوبيس البطىء الممل الذى تشعر معه بجميع المطبات والرجرجة حتى تكاد تتقيأ وكأنك راكب جمل أعرج !
تقدم منى فى إصرار وقد وجدت الشبيابيك تنفتح الواحد تلو الآخر وهناك من فقد وعيه فى الحال بفعل سحر الريحة الفتاكة !
وجلس إلى جوارى وكبس على أنفاسى وإنتشرت الرئحة كالنار فى القش فقمت من جواره مهرولا ووقفت فى آخر الاوتوبيس أتعذب من الهبد والرزع والرجرجة والبطء لكن الوقوف أرحم ميت مرة من الجلوس بجانب حمودة النتن !