كتاب: القرآن سبق شامبليون فى فك رموز الهيروغليفية!
=============================================
أسرار جديدة فى علاقة الهيروغليفية بلغة القرآن العربية يكشف عنها الباحث عادل عبد الحليم مدير الوحدة الأثرية بمطار القاهرة فى كتابه " سر اللغة المصرية القديمة " والذى نبتت فكرته لديه منذ أن كان طالباً فى كلية الآثار ، فقد وجد أن الكثير من الكلمات فى اللغة المصرية القديمة تستعمل فى اللغة العربية وأن حروف اللغة المصرية هى نفسها حروف اللغة العربية بعد أن مرت بمراحل التطور على مر السنين !
يقع الكتاب فى فصلين : الأول يتضمن أهمية اللغة وحروفها وكلماتها وفلسفة الكلمة وعناصر تركيب الكلمة والمخصصات والكلمات المصرية القديمة فى القرآن الكريم وفى لغتنا الدارجة ، وفى الفصل الثانى يتناول الأبجدية المصرية وشرحها من الألف إلى الياء .
اجتهاد جديد
يشير الباحث إلى جانب من الإعجاز اللغوى للقرآن الكريم حيث أن العديد من الكلمات التى استخدمها المصرى القديم للتعبيرعن متطلبات الحياة اليومية ذكرت فى القرآن لتعبر عن نفس المعنى القديم ، وأن اللغة بصفة عامة قد أنعم الله بها علينا كمادة خام مثل كل المواد الخام الحديد والنحاس والبترول وترك للإنسان حرية تشكيل هذه المادة واستخدامها فى الخير إن شاء أو فى غير ذلك .
ويفسّر الباحث الآية الكريمة اجتهاداً منه " وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين" البقرة 31 بأن هذه الأسماء هى علامات مستوحاة من البيئة البدائية عرضها سبحانه وتعالى على آدم أبو البشر ثم علمه صوت كل علامة من تلك العلامات ، ومن هذه العلامات التى تعلمها آدم بدأ البشر فى تكوين الكلمات من خلال الصفات التى تحملها كل علامة من العلامات المجسدة لأن الله أنعم على خلقه بحروف اللغة وأصواتها كمادة خام .
قال الباحث بكتابه أن حروف اللغة هى تلك العلامات التى تتراكب مع بعضها البعض لتكون لنا الكلمة ولقد فك لنا القرآن رموز اللغة المصرية القديمة قبل شامبليون بحوالى 1250عام ويتضح ذلك فى سورة القلم : " ن والقلم وما يسطرون" القلم1 وقد أقسم سبحانه وتعالى بحرف النون وهذا الحرف فى اللغة المصرية القديمة على شكل موجة ويرمز إلى الماء أو السائل الذى يمثل مادة الكتابة (المداد) .
ويريد المؤلف أن يفسر ذلك بالقسم الإلهي بمادة الكتابة التى تتمثل فى السائل (حرف النون) وأداة الكتابة وتتمثل فى القلم والكتابة نفسها وتتمثل فى قوله تعالى " وما يسطرون" وقد وردت كلمة "ذا النون" فى سورة الأنبياء آية 87 على أنه صاحب البحر أو الماء وليست صاحب الحوت التى ارتبطت بنبى الله يونس ، وهذا المداد أيضاً ارتبط بكلمات الله فى القرآن الكريم " قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا " الكهف 109
بين القرآن والهيروغليفية
يشير الباحث في فصل لاحق لحروف اللغة العربية وجذورها فى اللغة المصرية القديمة ؛ مثل حرف الألف فى اللغة المصرية على شكل طائر العقاب ملك الطيور له منقار معقوف ومخالب حادة ويرمز للقوة ، وصفات هذا الحرف القوة والعظمة والعلو والزعامة والقيادة والسيطرة . وحرف الميم يصور على شكل طائر البوم و يعبر عن الكائن الحى أو الإنسان بصفة خاصة أو الشخص المنقاد فإذا دخل حرف الألف على الميم فى كلمة (أم) تعنى قاد أو تزعم فهناك قائد وهناك منقاد ، ومن هنا جاءت صفة النبى الأمى فى سورة الأعراف 157 بأنه القائد أو الراعى أو المربى وليس المعنى الظاهرى فقط وهو من لايقرأ أو يكتب .
وكلمة "فك" فى اللغة المصرية تعنى تفرق أو تحرر أو هرب وترمز الحية لحرف الفاء والسلة لحرف الكاف ووردت فى القرآن " فك رقبة" البلد 13 وعندما نعكسها (كف) تأتى بمعنى منع أو غطى أو حجز واستشهد بقوله تعالى " وهو الذى كف أيديهم عنكم " الفتح 24
يوضح مؤلف الكتاب أن حرف الباء في الهيروغليفية يأخذ شكلين ؛ الأول شكل قدمين متلاصقين والثانى شكل صندوق حجرى مربع الشكل ذو غطاء حجرى وصفاته التوحد والتجمع والإخفاء والتآلف ويتضح ذلك من التصاق القدمين وارتباط الغطاء بالصندوق وصوت كلمة باء فى المصرية تعنى رجع وعاد ، وفي القرآن نقرأ الآية الكريمة " أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله " آل عمران 162 .
يتابع : نجد صوت كلمة بتر فى المصرية يعنى قطع وبطر تعنى رفض وبث تعنى نشر أو فرق أو أظهر وبحث فتش أو اجتهد وبخل تعنى منع وبدا تعنى ظهر وقد وردت فى سور الكوثر 3 القصص 58 الأنفال 47 البقرة 164 الشورى 29 الجاثية 4 يوسف 86 الأعراف 160 المائدة 31 محمد 38 آل عمران 180 النساء 37 ، وحرف التاء أو الطاء في الهيروغليفية على شكل رغيف من العجين مستدير الشكل صفاته الليونة والتمدد ؛ فنجد كلمة تخن بمعنى عظم وكلمة طرى بمعنى لين أو ضعيف ، وفي القرآن الكريم الآية الكريمة " لتأكلوا منه لحماً طرياً " النحل 14 .
أما كلمة طاف فبمعنى دار وحام ولف ،وطفل تعنى صغير ، وتم تعنى اكتمل ، وطمس غطى وتاه وضل، والآية القرآنية تقول " يتيهون فى الأرض" المائدة 26 .
وحرف الثاء في الهيروغليفية على شكل حبل تنتهى أطرافه بحلقتين للتقييد والتثبيت ويتصف بالتقييد والإعاقة فنجد كلمة ثبت أو تبت بمعنى شدد أو قيد أو عاق ، وفي القرآن الآية الكريمة " ويثبت به الأقدام" الأنفال 11 " يثبت الله الذين آمنوا" إبراهيم 27 البقرة 250 الرعد 39 الإسراء 74
وحرف الجيم على شكل سلاح فأس أو بلطة من المعدن وبه فتحة لتثبيت اليد وصفاته الحدة والقطع والتمزيق فنجد جاء بمعنى أدرك أو فاجأ في القرآن الكريم " إذا جاء أحدكم الموت" الأنعام 61 ، أما كلمة جذ فتعنى جزء أو قطعة وفي القرآن الكريم " فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم" الأنبياء 58 ، وجر أو كر بمعنى سحب أو أعاد وهو ما يتطابق مع هذا المعنى في سورة الأعراف 150 البقرة 167 .
كما ذكر الباحث العديد من الكلمات الأخرى وذكر معانيها باللغة العربية ووجودها بسور القرآن الكريم ، طاف كذلك بين ربوع ومعالم اللغة المصرية القديمة وعلاقتها باللغة العربية ، ومن هنا استنتج أن أحدا من العلماء لو كان تفهم معاني القرآن جيداً ودرس اللغة المصرية القديمة لفك رموزها بسهولة قبل شامبليون .
ويؤكد الباحث في الختام أن اللغة العربية هى التى اختارها الله سبحانه وتعالى لخلقه فى مشارق الأرض ومغاربها ويقول في محكم التنزيل:" تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا " الفرقان 1 ، وكذلك الآية الكريمة " إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " يوسف2 ، ويتضح مما سبق أن اللغة العربية ليست لغة العرب فقط بل يجب أن يتعلمها كل البشر الذين خاطبهم القرآن وقد أنزل للناس كافة وليس للعرب فقط .
المصدر: محيط