إن حادث اغتيال الصيدلانية الشابة مروة الشربيني علي أيدي متعصب ألماني من أصل روسي - هذا الحادث يتطلب منا جميعا أن نتوقف ونفكر مليا، ونعيد حسابات كثيرة حتي تعود الأمور والأوضاع الي مجراها الطبيعي الذي كان سائدا بين المسلمين وجميع الأديان والشعوب الأخري في العالم كله، إن هذا الحادث لا يمكن فصله عما حدث بالأمس في ولاية شنجيانج الصينية التي تسكنها غالبية من المسلمين، وهي الأحداث التي اندلعت بين الصينيين والمسلمين من أبناء نفس الوطن وراح ضحيتها ٩٢١ قتيلا علي الأقل ، وإصابة ٦١٨ آخرين..
لا يمكن فصل ما جري لمروة الشربيني في المانيا، وعلي يدي الماني من أصل روسي، وما جري في الصين، وما يجري في بريطانيا وفرنسا مما دعا الرئيس ساركوزي للتوجه الي البرلمان في سابقة لم تحدث منذ أكثر من مائة عام وذلك ليلقي خطابا كان الجانب الأساسي منه يتعلق بزي النقاب الذي بدأ يظهر في شوارع المدن الفرنسية!
المسألة إذن لم تكن مقتصرة علي مروة الشربيني التي راحت ضحية التعصب الأعمي والجهل الغاشم الذي يتفشي- علي عكس ما نتصور - بين فئات عديدة من شعوب ومجتمعات العالم الأول، أو العالم المتقدم كما يحلو لهم تسميته، ويكفي أن يذهب أي مواطن مسلم الي أي دولة غربية أو أجنبية ليشعر بالتوجس والريبة من شخصه بمجرد أن تطأ قدماه أرض المطار!
إنها ظاهرة تفشت بشكل خطير وواضح نتيجة سوء الفهم لظاهرة التطرف، وبدعة التنظيمات الدينية المسلحة التي ظهرت في العالم الاسلامي ، و التي توجت أعمالها بأحداث 11 سبتمبر فكان أن أثارت العنصرية الدفينة في وجدان العامة من شعوب العالم كله، وفي ذلك لا يدرك هؤلاء العنصريون - وما أكثرهم هناك علي عكس ما يتصور العامة عندنا - لا يدرك هؤلاء أنهم لا يقلون انحرافا واجراما عن الجماعات الارهابية التي تتمسح عندنا بعباءة الاسلام.. إن أولئك وهؤلاء هم الوباء الحقيقي الذي يهدد البشرية بأكملها أكثر من تهديدات انفلونزا الطيور أو الخنازير.. أو حتي الحمير!
وفي مواجهة أولئك وهؤلاء لابد أن تتحد جهود الجميع وان تقف »الحضارات« كلها صفا واحدا في مواجهة هذا التخلف العالمي، وفي خندق الحضارات سنجد الاسلام،.. والمسيحية، وكل الاديان يرابطون علي خط الدفاع الأمامي في مواجهة الظلاميين من كل الأديان والملل، ومن كل الشعوب والأجناس!
منقول