منتدى مصرى لكل المبدعين |
|
| الامام أحمد بن حنبل | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin مشرف عام المنتدى
عدد المساهمات : 169 تاريخ التسجيل : 23/05/2009 العمر : 45
| موضوع: الامام أحمد بن حنبل الأربعاء مايو 27, 2009 10:58 am | |
| الحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد و على آله و صحبه و سلم . من أنت يا ابن حنبل ؟ أرجل مثل بقية الرجال ؟ أم أشباه الرجال ؟ أشيخ عاش ثم قضى نحبه ؟
أحمد يا إخوان لم يكن هملا , بل كان عالما , كان بطلا ...كان آية .. كان فذا إذا المكارم فى الدنيا أشيد بها*** كانت كتاباً ، وكنا نحن عنواناً إن الحياة نهار أو سحابته *** فعش نهارك من دنياك إنساناً
لم يكن قلبه يهوى قسمات أنثى يراها البداية و النهاية , و لم يكن صدره يتزلزل بنبْـض سوى الحق , كان عقلا مفكرا يدرك أين شاطئ النجاة , فصار شمعة لا مثيل لها فى روعة الضوء , و حلق كعُصْفُـور أخضر يجمع السنة من كل روض مزهر و يدون لمن يأتى بعده , لنا .... ليترك أربعين ألف حديث شريف , كأنها الجَـنَّـات و النهر , فى موسوعة لمن طلب أطيب الخبر , بلا حقوق نشر و لا ربحية !
تحلى أحمد بطهر الوجدان و حب الخير , فلم يكْـرَه سوى الباطل و المبطلين , فكانت حياته قصة وعـبْـرة تروى كفاح إنسان حمل فى أعْمَاق صَدْره طهر حب ربه , نحسبه و الله حسيبه .... لم يعرف الصمت , حين نادى الحق لبى , فانطلقت المعانى كالدرر تنير الأرْضَ المستديرة كلها رغم المشقة ... أحمد بن حنبل هو رجل المائة الثالثة ، شهد له الجميع بأنه عالم ثقة إمام ورع , أمة وحده , سيد فى الثبات و الصبر . مولده و نسبه: ولد الإمام أحمد عام 164 هجرية في بغداد التى ينتقم منها الحاقدون لأنها كانت منارة للسنة .. فبعثروا كتبها و أحرقوا تراثها و مخطوطاتها , بعد أن اغتصبوا مالها و افترسوا أهلها ... و توفي الإمام أحمد عام 241 هجرية ...... كان عمره عندما مات الشافعي - رحمهما الله – يقارب الأربعين ، كأن الله تعالى تركه للأمة من بعده بعد أن بلغ أشده و استوى ! حيث كان الشافعي يكبره بأربعة عشر عاما رحمهما الله تعالى . شيخنا أحمد عربي من شيبان ..... يلتقي نسبه مع الرسول عليه الصلاة و السلام , عند الجد نزار بن معد . فهو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد ..إلى مازن بن ذهل بن شيبان . تيتم صغيرا ليصير مثلا كبيرا ! و يمسى حجة على من يتذرع باليتم و الضعف و الفقر , ليعيش الخور و الكسل و العجز ... و تولت أمه الطيبة تربيته الفريدة المثال فكانت نعم الأم , و نعم المربية و نعم السيدة الفاضلة ... لم تنتظر من ينير لها الطريق , كان منيراً بيقينها و ذكائها ، لم تكن حالمة ترى الحياة شوقا لرجل يمتطي صهوة الخيال , بل كانت تسبح فى الغسق وتشعل الدجى ترانيما حسنة ، كان حب الله يحدوها و هى تهب ابنها الفتى اليتيم لله تعالى .. و المدد لم يكن مالا و لا متاعا , بل كانا فقيرين , و لم يحدوها حلم ببذلة تحتويه و شهادة يوم يتخرج كما المثاليات فى زمن التلفاز
بل كان البيع لخير من ذلك , كانت تصنع منه آية ! يقف وسط الوحوش صامدا فى المحنة , لا تتبعثر نفسه بين الرغبات و الرهبات ..
فهى سيدة من زمن القمم , لم تلتزم نهجنا و ذات السلوك الرتيب , و لم تتعب نفسها فى حفظ أبجدية التساوى مع الرجل و التنافس مع الذكر كأنما خلقنا للتناطح كالكباش !
... و لا تسعى لخروجها مكشوفة ليقال حرة ! و لم تر تربية الأبناء ليست عملا ... فيقال لمن خرجت عاملة و لمن جلست أين عمل المرأة ! بل كانت تعمل ... و انظر إلى عملها و عملنا !
هى ربت أحمد ! و خرج ليسطع فى الدنيا حتى الليلة !
نحن عالة على كتبه ....حفظ لنا السنة و الفقه
و تحمل ليصلنا الدين نقيا
تحمل الجوع و البرد والسوط و السيف !
كانت أمه معه يوما بيوم , تصنع الرجل القادم ... فجر النور , و لم تعش الجنون كطائشات القوم
تمنت أن ترتقى و ارتقت , و جدير بها أن تسعد لأنها رأت أحمد نورا للدنيا , يحدث عن النبى صلى الله عليه وسلم , فيصمت الخلق انبهارا من الحديث و المحدث و من المتحدث عنه !
حتى و هو صبى كان سلوكه يدل على نعمة الله بمثل تلك الأم المسلمة ... * قال أبو سراج بن خزيمة – وهو ممن كان مع أحمد بن حنبل في الكتّاب صغيرا - إن أبي جعل يعجب من أدب أحمد
وحسن طريقته, فقال لنا ذات يوم : أنا أنفق على أولادي وأجيئهم بالمؤدبين على أن يتأدبوا، فما أراهم يفلحون، وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم ، انظر كيف يخرج ؟ و جعل يعجب .
* وكان الهيثم بن جميل بفراسته يقول عن أحمد :
أحسب هذا الفتى – إن عاش - يكون حجة على أهل زمانه
**************************
و يكبر الصبى النابه ... ها هو أحمد فى المسجد , لا يتكلم بل يسكت , فتعمر القلوب بالنظر لسمته , و ينساب الهدوء بين الحنايا مع دمعته الرقيقة الخاشعة
************************** فكيف لو تكلم ....أرأيتم الأم المربية حين تنتج جيلا مسلما ! رحمها الله رحمة واسعة و رضى عنها ...تحملت الفقر و ضحت بالشباب لتكون متفرغة لابنها النابغة , و لم تعش أرملة ميتة على أشلاء أمل قديم . و كان أحمد وفيا لأمه , لدرجة أنه خشى أن تزعجها سيدة أخرى بأى منغصات, فلم يتزوج حتى توفيت , و هو فى الثلاثين من عمره . كانت البداية بزرع الورد الذى لا يذبل بالكتاب المقدس المكرم المطهر فأعانته أمه المثالية على تعلم القرآن المكرم , تلاوة و حفظا , حتى لبسا تاج البهاء ... و وعى ابنها الذكر فى صدره و ختم القرءان حفظا .. و فى الخامسة عشرة دخل حلقات العلماء ليشرب من نهر السنة العذب السلسبيل فجلس فى مجالس الحديث الشريف حتى سمع ما ببغداد كله ! فقرر أن يجوب الدنيا , و يركب البحر و يشرب الصبر ليجمع كل كلمة قالها الحبيب صلى الله عليه سلم , و يحققها ( سندا و متنا ) , فيتأكد من صدق ناقليها عدلا , و يسمعها بنفسه منهم بلا واسطة , فيعلو به النقل و التوثيق العلمى التاريخى , فلا يكون بينه و بين النبى صلى الله عليه وسلم إلا أقل عدد ممكن , كى لا تشوب النقل شوائب ! لا يهم الوقت لا يهم الجهد لا يهم التعب لا يهم البرد لا يهم المطر فى سبيل الله نحيا مع الحب نحلق نشرب العلم نديا قشعريرة السعادة فيها الدفء المطلوب ... يرحل الشاب المجتهد المناضل في سبيل السنة الشريفة , حتى يذهب إلى شتى أركان دولة الخلافة الكبرى ... إلى الشامات والسواحل ..
| |
| | | Admin مشرف عام المنتدى
عدد المساهمات : 169 تاريخ التسجيل : 23/05/2009 العمر : 45
| موضوع: رد: الامام أحمد بن حنبل الأربعاء مايو 27, 2009 11:02 am | |
| r=red]]..[size=18] ومكة والمدينة
و باقى الحجاز واليمن
لفارس و خراسان
صعد الجبال , و وصل الأطراف , ثم زار الثغور فى مرمى العدو ..
كى لا يترك إرثا طاهرا عبقا , و لا رجلا فاضلا معه خير دون أن يلقاه و يدون و ينقح ..
جولة حول العالم من أجل الحق , و الحق وحده يا أحمد ...
للحق قمت , تعب اختيارى !
بقرار حر شجاع , ثم صمود لا يلين مع الريح ,
و لا تبدده الشهوات و التباريح , و لا يغرقه بحر الكسل الفسيح ....
شهد له الكل و كتب عنه الجميع
فلم يكن أسطورة و لا مبالغة , بل ترك أثرا ماديا , و خلف صحبا كراما زكوه فى كل مصر طاف به ...
من شيوخه الفضلاء :
ممن التقى بهم في الري الإمام عليّ بن مجاهد حيث رحل أحمد إليه عام 182 هـ، وهي أول سنة رحل فيها في طلب العلم ، وسمع من الإمام جرير بن عبد الحميد في الري أيضا , رحمهم الله جميعا .
ورحل إلى البصرة عام 186هـ في طلب الحديث ، وخرج إلى الكوفة في طلب الحديث
فأصابته حمى فعاد إلى بغداد.!
لا
لم يقرر الكف بسبب المرض , و قد تعلم من علمين فحق له أن يجلس ليفتى و يدرس فى المسجد و لا داعى لمزيد من السفر و الأمراض ... لا , بل نحتسب و نكمل المسيرة
طهور يا أحمد
طهور إن شاء الله ...
و قال أحمد بن حنبل :
دخلت عبدان سنة 186 هـ.
و دخلت البصرة خمس دخلات ! و ذلك ليسمع من محدثيها ، فلم تكن سفرة سياحة المعصية و لا تجارة دنيوية ...
و حضر فيضان دجلة الكبير عام 186 هـ في أيام الرشيد الذي اضطر الرشيد بسببه إلى النزول بأهله إلى السفن. ومنع والي بغداد ( السندى بن شاهك ) الناس من العبور إشفاقاً عليهم ( والى يخاف على الرعية ....! ) ، فأقام أحمد بن حنبل - تلك الفترة فقط - لا يستطيع الرحلة من أجل العلم ! لم يمنعه إلا الفيضان .... تلك هى الأعذار المقبولة يا أحباب .
* لقى أحمد الشافعي في أول رحلة , و فى أطهر بقعة , فى الحرم بمكة المكرمة ، و علم أحمد قدر الرجل , و تلقى عنه الفقه و هو معرفة الأحكام المفصلة لكل جزئية , و أصول الفقه و هى قواعد فهم الدليل و استنباط الحكم الشرعى , و كان أحمد ابن حنبل وفيا للشافعى رحمه الله , حتى روى عنه أنه مكث أربعين سنة ما بات ليلة إلا ويدعو فيها للشافعي.
و كان يقول
إنَّ الله يبعث على رأس كل أمَّة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها...
لقد أرسل الله تعالى عمر بن عبد العزيز على رأس المئة الثانية , وآمل أن يكون الشافعي على رأس المائة الثالثة.!
و رشحه الشافعي عند الرشيد لقضاء اليمن فأبى أحمد و قال له :
جئتُ إليك لأقتبس منك العلم
وكان ذلك في آخر أيام الرشيد.
ورشح الشافعيُّ الإمام ثانية لقضاء اليمن عند
الخليفة الأمين العباسي فأبى أحمد ، وكان ذلك عام 195 هـ.
فهو لا يريد منصبا و لا شيئا يشغله عن مهمة حفظ العلم و بثه ... و ليس لا هثا ليكون مستشارا له راتب ..
و قال فيهالإمام الشافعي :
" خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ منابن حنبل".
وقال عنه الأمام الشافعى أيضا :أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً ***وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُوإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً*** فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ و لم تتيسر لأحمد بن حنبل فرصة لقاء عالم المدينة النبوية مالك بن أنس
فكان يقول : لقد حُرِمتُ لقاء مالك فعوَّضني الله عز وجل عنه سفيان بن عيينة !
فأحمد بن حنبل يتحسر , لا على دنيانا و فومها و عدسها , بل على عالم علم جهبذ لم يره , و يسلى نفسه و يعزيها فى الخسارة , لا بالنوم و الأمانى و التناسى و تخدير النفس , بل بعالم آخر رزقه الله لقياه !
أرأيتم التربية ؟
و عرف الشافعي رحمه الله فضل أحمد فى الحديث , فكان يكثر من زيارته ، فيزداد كل منهما من علم أخيه الرائع
ولما سئل عن ذلك قال الشافعى , و هو شاعر فذ و لغوى أصيل :
قالوا يزورك أحمد و تــــزوره*** قلتُ الفضائل لا تبارح منزلـه إن زارني فبفضله أو زرته فلفضـله *** فالفضل فـي الحالـيـن لــه و ورد فى كتاب طبقات الحنابلة رحمهم الله :
قال الشافعي لإمامنا أحمد يوماً :
أنتم أعلم بالحديث والرجال , فإذا كان الحديثالصحيح فأعلموني , إن شاء يكون كوفياً أو شاء شامياً حتى أذهب إليه إذا كانصحيحاً. وهذا من دين الشافعي حيث سلم هذا العلم لأهله .
و قال عبد الوهاب الوراق :
ما رأيتمثل أحمد بن حنبل ,
قالوا له :
وإيش الذي بان لك من علمه وفضله على سائر من رأيت؟
قال : رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال أخبرنا وحدثنا ! .. .
هكذا يا أحباب يكون البحث النافع فى ذاكرة الأمة ..
و قال أبو زرعة الرازي :
حزرنا حفظ أحمد بن حنبل بالمذاكرة على سبعمائة ألف حديث!
قيل له وما يدريك قالذاكرته فأخذت عليه الأبواب......
و هو إمام في القرآن كما قال أبو يعلى رحمه الله :
قال أبو الحسين بن المنادي صنف أحمد في القرآن التفسير , و هو مائة ألف وعشرون ألفاًيعني حديثا , والناسخ والمنسوخ , و المقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى , وجواب القرآنوغير ذلك.
و لم تكن الصلة بالقرءان صلة بحث فقط , فالقرءان حديقة غناء , قال عبد الله بن أحمد : كان أبي يقرأ القرآن في كل أسبوع ختمتين إحداهما بالليلوالأخرى بالنهار.
الله ...سبحان الله
خرج أحمد البطل إلى اليمن مستكملا رحلته المباركة الميمونة , للعلامة عبد الرزاق بن الهمام اليمني , صاحب الموسوعة الحديثية المسماة بالمصنف .. | |
| | | | الامام أحمد بن حنبل | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|