إنتاج أول لقاح مصري فعال ضد أنفلونزا الطيور
القاهرة: نجح علماء الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، بالتعاون مع معهد هاربن للأبحاث البيطرية التابع لأكاديمية العلوم الزراعية بالصين, في إنتاج أول لقاح مصري فعال ضد أنفلونزا الطيور لحماية الثروة الداجنة في مصر.
وقد جاءت هذه الخطوة المهمة، كما يؤكد الدكتور أحمد السنوسي أستاذ علم الفيروسات بطب بيطري القاهرة بعد مذكرة بعث بها الدكتور أمين أباظة وزير الزراعة للدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة يوصي فيها بالتعاون مع الجهات البحثية العالمية مثل معهد أبحاث هاربن للتمكن من استنباط سلالة مضعفة من السلالة المصرية الضارية لفيروس أنفلوانزا الطيور "إتش5 إن1", لكي يصلح أعطاؤها لقاحاً لقطعان الطيور في مصر لتكوين المناعة اللازمة لديها وحمايتها من الإصابة بتلك السلالة الضارية.
ومن هذا المنطلق قام فريق من علماء الكلية برئاسة الدكتور أحمد بسطامي وعضوية كل الدكاترة أحمد السنوسي وكيل الكلية للدراسات العليا والدكتور حسين علي رئيس قسم الفيروسات والدكتور رفيق سليمان أستاذ المايكروبيولوجيا بالتعرف على السلالة المحلية المسببة للوباء خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".
وبعد تحليل المادة الوراثية لهذه السلالات باستخدام أحدث التقنيات المتوافرة بالمختبر المرجعي للمنظمة العالمية لصحة الحيوان والموجودة بمعهد هاربن للأبحاث البيطرية بالصين, تم تحديد السلالة الضارية وتم إضعافها, وتحضير دفعة تجريبية للقاح أنفلوانزا الطيور منها, وبتجربة اللقاح المحضر على أحد قطعان الدواجن, تم تحديد مستوي المناعة ودرجة الحماية الناتجة عن التحصين باستخدام ما يسمى "إختيار التحدي".
وأكدت النتائج الأولية للاختبارات التي أجريت بالصين فاعلية اللقاح المحضر من هذه السلالات بنسبة 100%, وعند اختبار اللقاح علي قطعان الدواجن المصرية تحت الظروف المحلية أثبتت النتائج فاعلية اللقاح في تحقيق الحماية اللازمة ضد المرض بنسبة 93%.
وبناءً على هذه النتائج, أوصت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتسجيل اللقاح وسرعة استخدامه في تحصين الدواجن المصرية ضد الفيروس المسبب لأنفلوانزا الطيور في هذا الموسم, وأصبح اللقاح متوافراً الآن بمصر.
وحول أسباب تحور فيروس الأنفلونزا البشرية باستمرار على مدي الأعوام وخروجه بأعراض ومظاهر مرضية مختلفة, أوضح الدكتور إسماعيل محمد رضا أستاذ الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة أن ذلك يرجع إلى إحتواء الفيروس على إنزيم خاص بالتكاثر الجيني من نوع الحمض النووي الريبوزي "أر إن إيه".
ويتميز هذا الجين بأنه أقل كفاءة وأكثر عرضة للخطأ في عمليات النسخ بنحو مليون مرة من الإنزيم المناظر له من نوع الحمض النووي الديزوكسي ريبوزي "دي إن إيه", ولذلك يحتوي كل فيروس جديد منتج في كل موسم علي أخطاء غير قابلة للتعديل, وتورث هذه الأخطاء وتتجمع بالتتابع لينتج عنها في النهاية سلالات جديدة متحورة.
ولذلك تخرج سلالات فيروس الإنفلونزا كل عام بصورة متحورة, وعلي العلماء والباحثين أن يستمروا في متابعتها كل عام وعزل كل السلالات الجديدة ومتابعة تراكيب تتابعها النيوكلوتيدي لكي يتمكنوا من إنتاج لقاحات فعالة ضد العترات الجديدة المتحورة, والتي يمكن أن تستخدم في تحصين الطيور أو البشر لحمايتهم من الإصابة بالفيروسات الضارية الشائعة, وإذا لم تتم هذه الجهود بالصورة الواجبة فلن يتم انتاج لقاحات مجدية ضد الإنفلونزا.
المصدر / شبكة الاعلام العربية