كتب- أيمن شعبان وأمير الراوي:
ياسمين أنور إمام طفلة حالمة يشع من عينيها براءة الحلم ونور الأمل، غادرت منزلها الكائن بمحافظة أسيوط صباح الأربعاء في رحلة مدرسية، آملة في قضاء يوم سعيد.. استقلت أتوبيس الرحلة الذي بدأ يشق طريقه باحثا عن يوم حالم يظل محفورا في ذاكرتها البريئة.
وبين طول المسافة، وترقب الوصول لمكان الحلم، وبينما كانت ياسمين غارقة في أحلامها الطفولية، استيقظت فجأة على صرخات واستغاثات من زميلاتها، وأيقظتها مياه السيول من حلمها، لتستفيق على كابوس سيول جرفت أتوبيسها وأحلامها، ليحيلها من جمال الحلم، لقسوة مطاردة الموت.
زاغت نظرات ياسمين، وجاهدت لتنجو بنفسها من الموت، مجاهدة بأذرع واهنة لم تسعفها حداثة سنها بالقوة، وبدأت تخور قواها لحظة بعد أخرى، وخاصة وهي تفقد كل لحظة واحدة من رفيقات أحلامها، وزميلات دراستها، استغاثت ياسمين وجدت وثابرت.. ولا مجيب.
استسلمت الطفلة ذات الـ 14 ربيعا لإرادة القدر، وأسلمت نفسها لإرادة خالقها، وخارت قواها ذاهبة في إغماءة أشبه بالموت، وبين أحلام تتلاشى، ومصير غامض.. حياة تنتهي وموت مقبل.. حدثت المعجزة، وعلق جسد ياسمين الواهن بتبة رملية وسط مستنقع الموت، لتنتصر الإرادة الإلهية لرغبة الحياة، وتنجو الطفلة البريئة بحياتها، وتكتب لها حياة جديدة، نابعة من رحم الموت.
تلك كانت إحدى المعجزات الإلهية التي شهدها حادث أتوبيس طالبات المنيا، الذي راح ضحيته، 13 شخص، وكانت أجهزة الأمن بالمنيا تلقت بلاغا بانقلاب الأتوبيس مساء الأربعاء والذي كان يقل مجموعة من التلميذات والمشرفات بمدرسة الوليدية الإعدادية للبنات أمام قرية "البرشة" بمحافظة المنيا بسبب سوء الأحوال الجوية وغزارة السيول حيث انجرف الأتوبيس وسقطت في وادي بنى حسن والذي كان مليئا بالسيول مما أدى إلى انقلابها ووقوع الحادث.
وتبين من التحقيقات المبدئية أن الأتوبيس رقم (ر ن ج 174) تابعة لشركة مصر للسياحة، كان يقل 43 تلميذة و7 مشرفين، بالإضافة إلى سائق الحافلة ويدعى سيد أحمد حسين مقيم بأسيوط ومساعده.
المصدر / مصراوى