لأن حياتك من صنع أفكارك
إليك خطتك للتجديد خلال العام الجديد
لهنّ – مع دخول عام جديد يبحث الجميع عن التجديد وتحقيق العديد من الانجازات وتنعمي بعام مليء بالإنجازات، أنت بحاجة فقط إلى معرفة نقطة البداية التي ستبدئين منها وتبتكرين دافعًا قويًا لمتابعة قراراتك، فهذا سيكسب تنفيذك للخطوات رؤية واضحة للنقطة التي أتيت منها والتي تقفين عندها الآن، وفي النهاية المكان الذي ترغبين في الوصول إليه.
الدكتور رشاد فقيه، خبير التنمية البشرية والتطوير الذاتي بجدة، يقدم لكِ في حديثه مع مجلة "سيدتي" سبع خطوات تساعدك على رسم خطة مبسطة تستقبلين بها عامك الجديد متى ما امتلكتها.
الوضوح
ينبغي عليكِ أولا حتى تبدئي أن تكتسبي وضوحًا كاملاً حول موقعك الحقيقي في هذه اللحظة، واطرحي الأسئلة التالية على نفسك:
- ما الذي أحببته في العام 2010م؟
- ما هي إنجازاتي في العام الماضي؟ وما هي الأشياء التي حدثت فيه وأرغب بتكرارها؟
- ما التحديات التي واجهتني في العام الماضي؟
- ما الأشياء التي لا أتمنى حدوثها مرة أخرى؟
- ما هي الدروس التي تعلمتها من خلال هذه التجارب، وما الذي أكسبها القيمة؟
- ما هي القرارات الإيجابية التي اتخذتها في العام الماضي، وما القرارات التي قد أتخذها في العام المقبل نتيجة لقراراتي السابقة؟
اليقين
إذا أدركت فعلا موقعك في هذه اللحظة، فإنك ستحتاجين الآن إلى بناء يقين كامل بأنك قادرة على تحقيق أي حلم إلى حقيقة، ويمكنك كتابة أي شيء في حياتك كان بالنسبة لك مجرد رغبة في الماضي، بالإضافة إلى ذكر بعض الأشياء التي كان تحقيقها صعبًا في وقت ما، ثم ضعي دائرة حول اثنين أو ثلاثة من الأشياء التي كان إنجازها يبدو أكثر صعوبة من غيرها، وبعد ذلك اكتبي الخطوات التي نفذتها؛ لتحويل كل من هذه الأشياء إلى حقيقة، فربما قمت بها بطريقة لا شعورية.
الحماس
اكتبي كل الأهداف التي تعتقدين أنك تريدين إنجازها خلال السنوات العشرين المقبلة، أهدافك الصحية، أو المتعلقة بعلاقاتك، أو أي شيء ترغبين بتعلمه بغض النظر عما إذا كان يبدو جنونيًا، ثم قومي بمراجعة قائمتك وضعي بجانب كل هدف الرقم الذي يمثل عدد السنوات التي ترغبين بتحديدها لتحقيقه بحسب اعتقادك.
التركيز
ضعي دائرة حول الأهداف الأربعة العليا الخاصة بالعام الواحد من قائمة أهدافك التي قمت بكتابتها (من الخطوة 3)، والتي ستسعين بكامل جهدك لتحقيقها هذا العام.
الالتزام
اكتبي بضعة أسطر حول السبب الذي يجعل تحقيق كل هدف من الأهداف الأربعة العليا التي اخترتها لتنفيذها هذا العام أمرًا "لازمًا".
الدافع
عليك أن تقرري ما هي الخطوة الواحدة الصغيرة التي ستقومين بها فورًا تجاه إنجاز أحد أهدافك الأربعة العليا، وبالمقابل ما هي الخطوة الواحدة الكبيرة التي ستقومين بها فورًا لإنجاز ذلك الهدف.
الذكاء
تذكري دائما أن معظم الأشخاص يحددون أهدافًا معينة مع بداية كل عام ولا يقيسون نتائجها إلا مع بداية العام التالي؛ لذا قيمي نفسك باستمرار، فكلما زاد تقييمك لشيء ما بشكل يومي أو أسبوعي على الأقل تحسن وسار إلى الأفضل.
سجلا لنجاحاتك
لتحصلي على حياة متوازنة ينبغي أن تكون أهدافك متوازنة، فهناك أهداف لنفسك وأخرى تريدين إنجازها لأحب الناس إلى قلبك، ومنها ما سيضعك على سلم النجاح المالي والمهني؛ لذلك يقدم لك الدكتور رشاد فقيه نصائح تفيدك في كل الاتجاهات:
- حددي الأشخاص والصفات التي يمكنك من خلالها إنجاز أهدافك، وتأملي العقبات التي يمكن أن تقف في طريقك، فقد تبدو كبيرة من الوهلة الأولى إلا أنها ستصغر كثيرًا بالتفكير فيها إذا وضعت على الورق.
- خصصي 30 دقيقة في كل يوم لتخططي لليوم التالي، فهذه طريقة سهلة لتتحكمي في مسار حياتك، إذا بدأتِ هذه العادة منذ الآن فسيسهل عليك الأمر عندما تبدئين مشوارك نحو هدفك.
- ضعي خططًا للطوارئ، هذه الخطوة مفيدة جدًا عندما تقطعين على نفسك عهدًا بإتمام شيء ما ضمن إطار زمني محدد، فربما واجهتك أمور غير متوقعة تؤخرك عن موعدك.
- ضعي سجلا لنجاحاتك، فهي دفعة تبقيك على حماسك وثقتك؛ لذلك ابدئي في تدوين رحلتك وارصدي جميع انتصاراتك، فمثل هذا السجل سيكون صديقًا حميمًا في لحظات الحيرة أو التفكير في الاستسلام.
- حافظي على ثبات هدفك ومرونة وسائلك، فقد يحدث أحيانًا أنك حددت الهدف ورسمت خطة لإنجازه ثم تتغير الفرضيات التي بنيت خطتك عليها.
- الماضي خزانة التجارب والذكريات ، وغالبًا ما يكون من المفيد لك أن تعودي لإلقاء نظرة عليه، وقد يكون ذلك الكتاب القديم الذي قرأته قبل سنوات صار لمحتواه الآن معنى أكبر، أو لعلها تلك الصديقة التي انفصلتِ عنها منذ زمن، لقد وصلت إلى هذه اللحظة وأنت تحملين كل هذه الكنوز الثمينة، وهذه هي فرصتك ؛لكي تلقي الضوء على هذه الكنوز مرة أخرى.
- لا تضيعي أيامك، وتطوري خطوة كل يوم عن اليوم الذي سبقه، وهذا ليس له علاقة بالعمر والظروف، فقط اقرئي وتعلمي وطوري نفسك باستمرار، وطبقي ما تعلمته ثم انقليه لمن حولك فلن تأتيك معلومات جديدة إلا إذا طبقت القديمة.
- انضباطك هو الجسر بين كل هدف وإنجازه، واعلمي أنك لن تحصلي على “المفروض”، بل على ما هو “لازم”، وتعتبر أول خطوة لتغيير جودة حياتك هي أن ترفعي المقاييس التي تضعينها لنفسك.
- في كل ليلة وقبل ذهابك إلى النوم هنئي نفسك بأحداث اليوم، وحتى لو لم يحدث شيء مهم فإن عبارة مثل "أحسنت فقد تجاوزت اليوم بنجاح" ستهيئك لاستقبال غدك بالتفكير الصحيح، ومهما حدث في يومك فأنت قوية بما يكفي لمواجهة الغد بكل ما فيه، قوية بما يكفي لتجاوز يوم آخر وواعية بما يكفي لتبصري الفرص الجديدة التي ستقابلك في الغد.
خطوات مدروسة
تحتاج الحياة منا إلى خطوات مدروسة ومرتبة لكي تنعمي بالعيش فيها وتتمتعي بكل ما يوجد بها من أشياء جميلة، ابحثي عن كل ما هو جديد ومختلف لكي تتغلبي على هذه الحياة الروتينية المملة ولكي تعيدي اكتشاف نفسك من جديد بشكل مميز ومختلف، وذلك بعدد من النصائح البسيطة:
امشي وراء هدفك
فكري فيما تحبين أن تفعليه في وقت فراغك وما الذي كنت تجيدين عمله وما الذي كنت تستمتعين به قبل زواجك وإنجابك لأبنائك؟ فإذا شعرت بأنك لست مغرمة بحرفتك الجديدة فربما تستطيعين التراجع والبحث عن غيرها.
احلمي أحلاما كبيرة
فإذا كنتِ تريدين جمع تحف مثلاً فتخيلي نفسك أنك تمتلكين معارض في إنحاء البلاد حتي تصنعي خطة مثيرة لحياتك كما تقول كارلا فريمان المحللة النفسية ومؤلفة كتاب "الإبداع في منتصف العمر".
حددي المعوقات
اكتبي المعوقات التي تقف في طريق تحقيق هدفك فهذا يساعدك على إخراجها من عقلك ، وفكري في الأساليب التي استخدمتها في الماضي في التعامل مع معوقات أخري.
حياة يومية جديدة
ابدئي كل يوم في تهيئة نفسك لبداية حياة جديدة وتصوري أنك مدرسة للأطفال مثلاً وصاحبة متجر ترتبين البضاعة, فالتظاهر بأنك الشخصية التي ترغبين أن تكونيها يقوي قدراتك ويعزز ثقتك بنفسك.
كوني أنانية
اتفقي مع نفسك علي أن تكوني أنانية ، فأنت كامرأة قد قضيت سنين من عمرك تضعين احتياجات أسرتك قبل احتياجاتك , ومنتصف العمر هو الوقت المناسب لوضع احتياجاتك أولاً علي الأقل لبعض الوقت ولا تشعري بالذنب لمجرد أنك تريدين أن تشعري بالسعادة.
كَوني صداقات
تعرفي علي الأشخاص المناسبين ، وناقشي خططك مع الأصدقاء الذين يشجعونك ويثقون في قدرتك علي تغيير حياتك وابحثي أيضا عن أشخاص قد عملوا في نفس المجال الذي ترغبين العمل فيه واسأليهم كيف بدأوا عملهم.
وأخيراً، اسألي نفسك ( لو لم يكن الآن فمتي إذن؟) ، فقومي إذن بخطواتك الأولي لتدفعي عجلة حياتك إلي الأمام وترينها في ضوء جديد كما تقول فريمان.
أصغر من عمرك
لا تقتصر فوائد تغيير الحياة والتخلص من الروتين اليومي على وصولك إلى أهداف جديدة فقط ، بل فإدخال تغييرات بسيطة على نظام حياتك اليومي يجعلكِ أكثر حيوية ونشاطاً ، ويظهرك أصغر من عمرك الحقيقي بـ 10 سنوات ، وإليكِ هذه الإرشادات :
- تنفسي ببطء : فالتنفس الهادئ يقلل من مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم، الذي تؤدي زيادته إلى ضربات غير طبيعية وغير منتظمة في القلب، ويقلل أيضاً من نسبة الأوكسجين التي تصل إلى المخ، مما يجعلك تشعرين بالضعف والإرهاق والميل إلى النسيان.
- أبطئي تنفسك بحيث تأخذين عشرة أنفاس في الدقيقة (عدي إلى ثلاثة مع أخذ كل شهيق وزفير) وتنفسي بطريقة تشعرين معها أن بطنك هو الذي يتمدد وليس صدرك.
- احصلي على قدر كاف من النوم : عندما تدخلين أعمق مرحلة من النوم يفرز الجسم هورمون النمو الذي يزيد من قوة جهاز المناعة، ويساعد على تجديد الخلايا وبناء العضلات والعظام ، وقلة النوم تحرم جسمك من القدرة على تجديد خلاياه.
- قومي برؤية نفسك شابة : إن عقلك يتحرك باتجاه الأهداف التي ترسمينها، فإذا كنت ترين نفسك أن السن تقدمت بك وفقدت شبابك ولياقتك، فستصلين فعلاً إلى هذه المرحلة ، أما إذا نظرتِ إلى نفسك على انك شابة ومليئة بالحيوية فستتصرفين من هذا المنطلق.
- ابتعدي عن الضغوط النفسية : فالشعور بالضغوط والإحباط يساعد على إفراز هرمون الأدرينالين الذي يسرع في ظهور عوارض الشيخوخة المبكرة، وكذلك يزيد من ارتفاع مستوى السكر في الدم الذي يؤدي بدوره إلى إتلاف خلايا البشرة.
- سعادتك من صنع أفكارك : تأكدي أن السعادة شئ مهم وضروري في هذه الحياة كما أنها تنبع من داخلك أنتِ فأنتِ التي تستطيعين أن تكسبي حياتك لونها البهيج أو القاتم ، والثقة في النفس لها أثر قوي علي صنع سعادتك .
- التفاؤل طريقك للحياة : قبل تنفيذ الأمور السابقة عليكِ أن تكوني متفائلة بدرجات عالية جداً ، لأن التفاؤل يساعدك في تنفيذ كل شيء بحب وسعادة ، كما أكدت دراسة أمريكية لجامعة دوك بولاية نورث كارولاينا أن المتفائلين قد يتمتعون بعمر أطول من المتشائمين الذين ينظرون بضجر إلى المستقبل والحياة.
المصدر / لهن