نهى الأفضل
عدد المساهمات : 560 تاريخ التسجيل : 26/09/2009 العمر : 37
| موضوع: الجارية والرحالة الفرنسى الأربعاء مارس 16, 2011 2:18 am | |
| | | | | | | رحلة إلى الشرققصة الرحالة الفرنسي والجارية "زينب"كتبت– شيرين صبحي موقع لهنعقب رحيل محمد علي وتولي ابنه عباس، قام الفرنسي جيرار دي نيرفال برحلته إلى الشرق سنة 1842 والتي ألف عنها كتابا بعنوان "رحلة إلى الشرق".يروي لنا حمدي البطران في كتابه "مصر بين الرحالة والمؤرخين" أن نيرفال حزم حقائبه وبدأ رحلته من باريس إلى مصر بالباخرة، وكانت وقتها "أم الدنيا" محطة للرحالة والمغامرين والجواسيس الأجانب الذين توافدوا على مصر بعد النهضة التي أحدثها محمد علي.بمجرد أن وصلت الباخرة إلى الإسكندرية، حتى صعد التراجمة إلى سطحها يبحثون عن الراغبين في المساعدة، وكان الترجمان في ذلك الوقت بمثابة المرشد السياحي، فكان من حظ نيرفال الترجمان "عبد الله" الذي نصحه أن يقيم في بيت مستأجر في المدينة بدلا من الفنادق الرخيصة.كان نيرفال يريد أن يحيا الحياة الشرقية تماما كأهاليها، وبالبحث وجد بيتا تملكه قبطية تسكن في حي الأقباط، وما أن استقر نيرفال وبات ليلة واحدة في منزله الجديد، حتى فوجئ في صباح اليوم التالي بشيخ الحي، يطلب منه أن يغادر البيت ويأخذ نقوده التي دفعها، ودار بينهما هذه الحديث الذي ترجمه الترجمان:- يجب ترك البيت- لماذا؟- لأن أحدا لا يعرف على أي نحو تعيش.- هل لاحظ احد أخلاقي السيئة؟- ليس هذا ما يقصده شيخ الحي.- إذن فرأيه هذا ليس طيبا.- يقول إنه كان يظن أنك ستعيش في المنزل مع امرأة.- ولكنني لست متزوجا.- إنه لا يعنيه في شيء أن تكون متزوجا أم لا تكون، ولكنه يقول إن جيرانك لهم نساء، وسوف يقلقهم ألا تكون لك امرأة، ومهما يكن فهذا هو العرف السائد في القاهرة.- وماذا عليّ أن أفعل؟- عليك أن تغادر البيت، أو تختار لك امرأة لتعيش معك.- قل له: إنه ليس من اللائق أن يعيش مع امرأة دون أن يتزوجها.لكن شيخ الحارة قال له أن أفنديا مثلك لا ينبغي له أن يعيش بمفرده، وأنه من المشرف دائما أن تأوي امرأة وتطعمها وتسدي لها الخير، وأحسن من ذلك أن تطعم الكثيرات منهن إذا سمح لك الدين الذي تعتنقه بذلك.انتهى الحديث إلى ذلك، لكن نيرفال الذي لم يكن يعلم التقاليد المصرية بعد، فوجئ ذات صباح أخر بعدد من العمال يتقدمهم شيخ الحي، وصعدوا إلى السطح وقاموا بعمل حاجز بينه وبين البيت المجاور، بحيث يحجب الرؤية عن الجيران. وأخبره شيخ الحي أن المنزل المجاور تقطنه امرأة تقدمت بشكوى ضده، لأنها رأته ينظر من سطح منزله إلى حديقة منزلها. ويجب أن يسوي نيرفال الأمر بذهاب زوجته إلى السيدة وعندها سينتهي الأمر.لكن نيرفال أخبر شيخ الحي مرة أخرى أنه غير متزوج ولا توجد امرأة في البيت، وهنا أمهله الشيخ ثمانية أيام ليحضر امرأة وإلا سيجبره على ترك البيت.بدأ نيرفال في البحث الفوري عن زوجة حسب التعاليم المسيحية، ولكن ذلك كان سيكلفه الكثير، فذهب إلى القنصل الفرنسي ليعرض عليه مشكلته، لكن القنصل أخبره أنهم يمتلكون حق طرده، ونصحه بأن يقتني جارية، فهي أرخص من تكاليف الزواج وستقوم مقام الزوجة، وأن القانون في مصر يسمح بذلك.ذهب نيرفال وترجمانه إلى وكالة النخاسين، وكان التجار يفتحون شفاه الجواري لرؤية أسنانهن لتقدير أعمارهن، لكن لم تحظ أي منهن بإعجاب الرحالة الفرنسي، فذهب إلى أشهر وأكبر تاجر جواري في مصر يدعي "عبد الكريم" وهناك شاهد أكثر من جارية على قدر من الجمال.عندما رأى التاجر حيرته أمر بإدخال جارية أخرى، وما أن رآها نيرفال حتى صدرت منه صيحة إعجاب، كانت الجارية جميلة جدا ذات عيون لوزية واسعة، وشعر طويل بني اللون، وكانت قد وصلت للتو من جزيرة جاوة الأندونيسية.. اشتراها نيرفال بأربعة أكياس بما يعادل 625 فرنكا.اصطحب نيرفال الجارية إلى بيته، وفي الصباح قدم لها الطعام لكنها رفضت تناوله، ولكنه لم يستطع التحدث معها، فقرر الاستعانة بسيدة فرنسية تعمل بالتمثيل وتجيد العربية، للعمل كمترجمة بينه وبين الجارية.. عرف نيرفال أن الجارية اسمها زينب وقد اختطفت وهي صغيرة من على شاطئ البحر وبيعت في القاهرة، وقالت أنها مسلمة ولم تتناول الطعام لأنها صائمة.وفي أحد الأيام طلب نيرفال أن يخبر الجارية بأن دورها قد حان للقيام بطهي الطعام لسيدها، غير أنها اعتبرت هذا الأمر يعد إهانة شديدة لها لأنها لم تأت لتصبح خادمة!وقالت للمترجم: قل لسيدي، إنني سيدة لا خادمة، وأنني سأكتب للباشا إذا لم يضعني سيدي في المكان اللائق.لكن نيرفال صاح: وما دخل الباشا بهذا الموضوع؟ لقد اشتريت الجارية لخدمتي، فإذا لم يكن لدي القدرة على اكتراء الخدم، فإنني لا أرى سببا يجعلها تحجم عن القيام بأعمال المنزل، كما تفعل النساء في كل البلاد.لكنها قالت: إن لكل جارية الحق في التوجه على الباشا، وطلب إعادة بيعها وتغيير سيدها، وأنها مسلمة، ولن تقبل أبدا أداء الأعمال المهينة.. شعر نيرفال بالندم لأنه سيضطر للإنفاق عليها فيما تبقى له من الرحلة، وقرر أن يعلمها الفرنسية ليوفر نفقات المترجم.كانت أموال نيرفال قد بدأت في التناقص، وكان يفكر في استكمال رحلته إلى لبنان وتركيا، فأراد أن يتخلص من الجارية فقال لها:- يا طفلتي الصغيرة، إن كنت تريدين البقاء في القاهرة أنت حرة.كان يتوقع منها الاعتراف بالجميل، لكنها بادرته صارخة: حرة ! .. ماذا تريد أن أصبح وإلى أين أذهب؟ من الأوفق أن تبيعني مرة ثانية إلى عبد الكريم.- لكن يا عزيزتي الأوروبي لا يبيع النساء- قالت وهي تبكي: وماذا أفعل إذن؟ هل أستطيع أنا كسب عيشي؟- تستطيعين الالتحاق بخدمة سيدة من دينك.- صاحت باستنكار: أنا أصبح خادمة؟ أبدا، بعني مرة ثانية إلى عبد الكريم، فسيشتريني باشا من الباشاوات وأصبح عنده سيدة عظيمة.قرر نيرفال أن يصطحبها معه بعد أن قالت له وهي تشير بإصبعيها: أنا وأنت.. سوا سوا .على الباخرة وعند غروب الشمس سمع نيرفال أن المؤذن يؤذن للصلاة، ويتجمع الناس ويوجهون وجوههم تجاه مكة ويؤمهم في الصلاة رجل ذو لحية. لم يمنع الرحالة جاريته من الصلاة معهم، لكنه لاحظ أن الرجل صاحب اللحية يكثر من الحديث معها.فوجئ نيرفال أن الأتراك المسلمين يقولون له إن المرأة التي برفقتك ليست ملكا لك، لكنه اخبرهم أن معه إيصال شراءها، لكنهم ردوا أن النخاس لا يملك حق بيع امرأة مسلمة لرجل مسيحي. استدعى نيرفال الجارية وسألها:- ماذا قال لك هؤلاء؟- قالوا لي أنني مخطئة وأنا المؤمنة، ببقائي مع الكافر.- ولكن ألا يعلمون إنني اشتريتك؟- يقولون إن أحدا لا يملك حق بيعي لك.- أتظنين أن هذا صحيح؟- الله اعلم.- هؤلاء الرجال مخطئون ولا تتحدثي إليهم بعد الآن.عندما وصلت الباخرة إلى بيروت قال القبطان لنيرفال أن ثمة علاقة نمت بين أرميني شاب وجاريته، وهنا قرر نيرفال أن يتخذ قرارا حاسما وقال للشاب: ألم تفكر في الزواج؟
- لا أملك ما أقدمه كمهر.
- أمسك نيرفال يد الأرميني وقال: إنها تروق لك، سأزوجها لك.
- ذهل الشاب فقال نيرفال: أتتردد في القبول، أبعد أن تغري امرأة في حوزة غيرك، ترفض أن تتكفل بها بعد أن أعطيها لك؟
وصل نيرفال إلى بيروت واستأجر مسكنا بين المسيحيين المارونيين، لكن زينب المسلمة لم تتوافق معهم، وكانت تعتبر نفسها محاطة بمن هم أقل منها، وكانت تطلب منهم خدمتها.
عرف نيرفال أن هناك مدرسة في بيروت هي الوحيدة التي تدرس فيها الفرنسية، فأرسل زينب، وبعد أسابيع من إقامتها، قالت له مديرة المدرسة: لن أيأس من الوصول إلى تبشيرها بالمسيحية، ولكن الجارية أصرت على موقفها، ويقول نيرفال في خاتمة كتابه:
- يبدو أن الجزء الأول من هذا الكتاب قد نجح بسبب قصة الجارية، وهي لا تزال حية ترزق، وقد اضطررت إلى تغيير اسمها في طبعة كتابي، وهي الآن متزوجة في إحدى مدن الشام، وأن مصيرها استقر بصورة سعيدة وأنني تسببت في تغيير مصيرها إلى الأبد، ولم أطمئن على مستقبلها إلا عندما علمت أن وضعها الحالي كان من اختيارها المطلق، وقد ظلت على عقيدتها الإسلامية، رغم كل الجهود التي حملتها على اعتناق الأفكار المسيحية، ولن يستطيع الفرنسيون من الآن فصاعدا شراء الجواري من مصر، لأن أحدا منهم لن يجازف بإلقاء نفسه في المتاعب التي تجرها تلك المسئولية الأبدية..! |
عدل سابقا من قبل نهى في الأربعاء مارس 16, 2011 10:49 am عدل 1 مرات | |
|
أصداف عضو نشيط
عدد المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 14/03/2011
| موضوع: رد: الجارية والرحالة الفرنسى الأربعاء مارس 16, 2011 10:24 am | |
| | |
|
أحمد فتحى عضو جديد
عدد المساهمات : 7 تاريخ التسجيل : 15/11/2010
| موضوع: رد: الجارية والرحالة الفرنسى الأربعاء مارس 16, 2011 10:36 pm | |
| | |
|
كامل عضو نشيط
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 20/02/2011
| موضوع: رد: الجارية والرحالة الفرنسى الجمعة مارس 18, 2011 2:13 pm | |
| | |
|
sameraman عضو جديد
عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 17/03/2011
| موضوع: رد: الجارية والرحالة الفرنسى الأحد مارس 20, 2011 7:31 am | |
| | |
|
hanan77 عضو فضى
عدد المساهمات : 127 تاريخ التسجيل : 30/06/2009 العمر : 38
| موضوع: رد: الجارية والرحالة الفرنسى الثلاثاء أبريل 12, 2011 12:26 pm | |
| | |
|