على موافى يكتب: "نظرية الكعكة"
لا أعرف أأضحك أم أتذمر.. مما يحدث الآن.. فأكاد أجزم بأن "نظرية الكعكة تطبق بحذافيرها فى المجتمع الإسلامى المصرى.. كنا قديماً كعكة واحدة.. تملؤها ألوان الزينة.. تفوح منها أطايب اللذة واللون والرائحة.. أما الآن أصبحنا مكعكعين أى تفرقت الكعكة إلى كعكات.. كل منها فى وعاء.. يطلق طعماً ورائحة مختلفتين.. فظهرت جماعة الإخوان المسلمين واختارت ذلك الاسم الذى لا أستحسنه فهم "إخوان مسلمون" والشعب المصرى الباقى منه "أعداء كافرون".. هذا ما أفهمه من الاسم.. فكلنا إخوان مسلمون وليست جماعة أو مجموعة أفراد.. والأخرى هى السلفية.. والتى جعلت من باقى المصريين منافين لأمور السنة فهم"السلفيون" الذين يتبعون أوامر الله ويسيرون على درب السنة.. فالإسلام كان ولايزال وسوف يظل دين المدنية والتقدم.. أما بأفكار بعض الجماعات الهدامة.. لن تنعم مصر بمدنيتها وتقدمها.. وليس معنى ذلك أن تسير الدولة على منهج لا يراعى بين الحرام والحلال.. ولكن تبنى الدولة بمبادئ الإسلام الوسطية البعيدة عن التطرف البغيض.. فقد قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":"هلك المتنطعون" والمتنطعون هم المغالون فى أمور الدين.. فإذا كان خير الخلق قد قال هذا.. فكيف لا يطاع من قبل متخذى سنته ومطبقيها وهم أبناء الإسلام.. فلا خير فى قوم فقدوا اتحادهم وأخذ أفرادها يتخذون جماعات التى لا أعترف بها إطلاقا.. فأنا لا أتخذ الدين وسيلة حتى أقحم نفسى فى صراع سياسى دنىء.. فالإسلام أرقى من أن يدخل فى صراع نسبى على أمور دنيوية.. فهو المطلق الذى لا جدال فيه ولا نقاش.. أما ما يظهر الآن من خلط بين الدين والسياسة.. فهو أمر من وجهة نظرى مرفوض تماما.. فالإسلام ليس بحاجة إلى أن يمثله أفراد أو جماعات.. أما السياسة فالإسلام هو ذلك الدين الذى وضع أسس التعامل السياسى بين البشر.. ولو تفكرنا فى كل كلمة فى القرآن الكريم .. لوجدنا فى كل كلمة منهاجا سياسيا بل واستراتيجيا من شأنه أن يجعل مصر وأى بلد إسلامى فى موقع الريادة بالنسبة للعالم.. ولكن أقول إن الدين بتشبيه مجازى..
كالمشرط الذى إذا أمسك به الجراح الماهر أنقذ به الإنسان.. وإذا استخدمه غيره كان وسيله للقتل.. فرفقا بنا يا شباب ويا شيوخ المسلمين.. أن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية.. فقوة الإسلام فى كتلته وترابط أهله.. وليس بتقسيمه إلى فئات أو جماعات مهما كان نبل غرضها.. فالترابط ينتج عنه القوة والذى بدوره يفتح باب العفو والتسامح ومنه يفتح بابا للحب بين الناس.. ومن هنا يأتى نبل الأهداف ومصداقية العمل.. فيا حبذا لو عدنا كعكة واحدة.
اليوم السابع