ديناصور ذو منقار شبيه بالطيور
يحكي قصة تطور الإصبع
اكتشف فريق علماء بقايا ديناصور فريد آكل للنباتات وذي منقار شبيه بالطيور في الصين. وقال الفريق إن الاكتشاف يبين أن الديناصورات من فصيلة الثيروبود Theropods، أو ذوات الأقدام الطيرية، كانت أكثر تنوعا إيكولوجيا في العصر الجوراسي مما كان يعتقد من قبل، ويوفر دليلا مهما على الكيفية التي تطورت بها يد الطيور ذات الأصابع الثلاثة من يد الديناصورات.
ويقول البروفيسور رتشارد لين، مدير برنامج في قسم علوم الأرض في المؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، التي مولت الدراسة، إن: «هذا العمل في حقل الديناصورات يوفر لنا منظورا كاملا جديدا لتطور أصابع الطيور».
ويقول البروفيسور جيمس كلارك الأستاذ بجامعة جورج واشنطن: «إن هذا الحيوان المكتشف ساحر فعلا، وعندما نضعه في سياقه التطوري، فإنه يقدم لنا دليلا حول الكيفية التي تطورت بها أيدي الطيور».
وقد تحقق هذا الاكتشاف، الذي نشرت تفاصيله في دورية نتشر العلمية الذائعة الصيت، على يد جيمس كلارك والبروفيسور زو زينج، الباحث في معهد علوم إحاثة الفقاريات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في بيكين. وشارك في تحليل أحفورة هذا الحيوان د. جون كوينيير مساعد البروفيسور كلارك.
ويقول البروفيسور زو: «هذا الاكتشاف مثير حقا، حيث إنه يغير ما كنا نعتقده عن يد الديناصور. كما أنه يربط بين البيانات المستقاة من عظام عمرها أكثر من مليون عام وجزيئات من طيور معاصرة».
وكان هذا الديناصور، الذي أسماه العلماء Limusaurus inextricabilis (أي سحلية المستنقع التي لم تستطع الهرب) في ترسبات عمرها 159 مليون عام في وادي جنجار في مقاطعة زينجيانج، بشمال غربي الصين. واكتسب الديناصور اسمه من الطريقة التي حفظ بها جسدا ديناصورين من هذا النوع، حيث يبدو أنهما سقطا في مستنقع موحل فوق بعضهما البعض.
وتبين الدراسة التي أجريت على هذه الأحفورة أن فكي الديناصور العلوي والسفلي كانا بلا أسنان، وهو ما يبين أن الديناصور كان يمتلك منقارا كامل التطور. وغياب الأسنان، بالإضافة إلى ذراعيه القصيرتين دون مخالب حادة وامتلاكه لقانصة كلها عوامل تفترض أنه كان من الديناصورات آكلة النباتات، رغم أنه من فصيلة معظمها من آكلي اللحوم.
وكانت يد الديناصور المكتشف فريدة من نوعها وقدمت للعلماء رؤية جديدة مدهشة غيرت الجدل المحتدم بينهم منذ فترة حول أي من الأصابع التي تمتلكها الطيور المعاصرة، التي انحدرت من أسلافها من ديناصورات الثيروبود. وتفترض أيدي ديناصورات الثيروبود أن الإصبعين الخارجيين فقِدا أثناء عملية التطورِ وبقت الأصابع الداخلية الثلاثة.
وفي المقابل، تفترض أجنة الطيورِ المعاصرة أنّ الطيورِ فَقدتْ إصبعَا خارجيا واحدا وآخر من داخل اليَدِّ. وعلى عكس كل ديناصورات الثيروبود الأخرى، فإن يَد ديناصور Limusaurus قد قلصت الإصبع الأول بشدة وزادتْ بشدة أيضا من حجمَ الإصبع الثاني. ويذهب البروفيسوران كلارك وزو إلى أن يَد ديناصور Limusaurus تُمثّلُ ظرفا انتقاليا فقد فيه الإصبع الداخلي بينما اتخذت الأصابع الأخرى شكلَ الأصابعِ بجانبه.
والأصابع الثلاثة في يد ديناصورات الثيروبود الأكثر تطورا هي الثاني، والثالث والرابع- وهو الترتيب نفسه عند أجنة الطيور المعاصرة- على النقيض من التفسير التقليدي بأنّها الأصابع الأول، والثاني والثالث.
وديناصور Limusaurus هو أول ديناصور من فصيلة الكيراتوصور Ceratosaurs يكتشف في شرقي آسيا وأحد أكثر الأعضاء بدائية في فصيلته. وفصيلة الكيراتوصور فصيلة شديدة التنوع من ديناصورات الثيروبود تحمل عادة قرونا على رؤوسِها، وكثير منها لديه أصابع عقديةُ غير عاديةُ تَفتقرُ إلى المخالبِ الحادّةِ.
والموقع الذي اكتشف فيه العلماء أحفورة ديناصور Limusaurus سبق أن اكتشف فيه العالمان كلارك وزو أحافير لطائفة من الديناصورات والحيوانات الأحدث ومن بينها الديناصور Guanlong wucaii، وهو أقدم ديناصور من فصيلة التيرانوصور tyrannosaur يكتشف حتى الآن وأقدم ديناصور من ذوات القرون وهو الديناصور Yinlong downsi؛ ونوع جديد من الستيجوصور هو Jiangjunosaurus junggarensis، إلى جانب أحفورة Junggarsuchus sloani أحد أسلاف التماسيح المعاصرة.
وساهم في تمويل أبحاثهما أيضا جمعية الناشيونال جيوجرافيك؛ ومؤسسة العلوم الطبيعية الوطنية الصينية وهيئات علمية أخرى.
محمد زكي
مجلة العربى /ابريل 2011