مصر لم تتخل عن الأشقاء العرب فى يوم من الأيام وكانت دائما الدرع الواقى والحصن العالى تحتضن الجميع وتدافع عنهم قديما عندما إجتاح التتار العالم الإسلامى ودمروا الخلافة العباسية وإرتكبوا المذابح فى بلاد العرب لم يقف لهم ويقهرهم إلا مصر بقيادة محمود بن ممدود(المظفر قظز) وعندما توالت الهجمات والإستعمار الصليبى تصدت لهم مصر بقيادة صلاح الدين الأيوبى وعندما إجتاح الإستعمار الغربى بلاد العرب وقسموها كانت مصر السباقة بطرد الإنجليز وعملت على تحرير الجميع
مصر قدمت الشهداء فى كل هذه الحروب ومن 48 ل67 وختاما بإنتصار 73 كانت تتولى الدفاع عن القضية العربية وقدمت البشر والمال فى سبيل الله وعانت ومازالت تعانى إقتصاديا من جراء الحروب التى خاضتها بينما إرتقت شعوب ماديا فى ظل لواء الكبيرة مصر ولم تكن مصر تتحرك بشخص زعيم ولكن بإرادة شعب تفانى فى العروبة وغرق فى الإيمان بالله وهو يشعر بكل المسئولية تجاه إخوته من الضعفاء فيهب لنجدتهم وهذا ما حدث فى حرب الخليج وقد حرر الكويت من منطلق إيمانه برد الظلم عن شقيقه الصغير الضعيف وليس لأن مبارك أمر
يا أهل الكويت هل وصل الأمر لأن تتهموا شعب مصر بأنه خائن لأنه أقصى الطاغية مبارك وزبانيته وتصفون ثورة مصر ثورة التطهير والعزة بأنها ثورة عميلة !
عميلة لمن ؟ هل الحرية عمالة ؟ وهل القواعد الأمريكية على بلاد الإسلام وإتخاذ القرارات بعد إعتمادها من البيت الأبيض وهل الخضوع لحكم العائلة الأبدى هو الشرف ؟
إن الكلام الفارغ الذى قيل بقناة القزم الكويتية(سكوب) لا يصدر إلا من الصغار ومن إعلام وحدوى موّجه لخدمة طغاة الحكام وإذا كان ما وصلنا إليه من حرية تصفونه هكذا فأدعوا الله ألا تنالوه وتذكروا أن الكويت يمكن أن تطمس فى لحظات ووقتها لن تجدوا ناصرا يبغى وجه الله ولن تنفع أموال ستزول فى لعبة الزمن الذى يرفع الناس لبعض الوقت ثم يهبط بهم إلى القاع والشعب المصرى بطبعه يترفع عن الصغائر والصغار ولكنه لا ينسى من يهينه ويرد بقوة ولكن فى وقتها لأنه كبير وأكبر مما تتصورن !
إن ما حدث فى مصر مثل ما حدث فيها من قبل كان دائما يغير وجه المنطقة بل ويؤثر فى العالم كافة لأنها كبيرة وإذا كنتم تخشون من أن يصيبكم قبس من نار ثورتها البيضاء التى تنير الطريق المظلم لكل مظلوم ومقهور فى دولة الفرد الطاغى فإن نارها قادمة بلا شك لأنها النار العظمى التى تضىء للشرفاء وتحرق الظالمين