نيران التعصب الطائفي تهدد مصر بمخاطر شديدة
إحالة 190 لمحاكمة عسكرية بعد مقتل 12 وإصابة 232
في أحداث طائفية دموية تهدد مصر بمخاطر شديدة, استنكرها الشعب بكل فئاته وقواه الوطنية, لقي12 شخصا مصرعهم, وأصيب232 مساء أمس الأول, بعد اشتباكات بين مسلمين وأقباط بمنطقة كنيستي مارمينا والعذراء بحي إمبابة بمحافظة الجيزة.
وفي أول رد فعل للتعامل مع الفتنة, قرر المجلس الأعلي للقوات المسلحة إحالة190 شخصا ـ تم القبض عليهم في الأحداث ـ إلي النيابة العسكرية العليا تمهيدا لإحالتهم إلي المحاكمة العاجلة لتوقيع العقوبات الرادعة علي كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا البلد.وقد سيطرت حالة من الرعب والقلق علي أهالي منطقة إمبابة, وخلت الشوارع التي شهدتها الأحداث من المارة بعد تنفيذ حظر التجوال بها. وأفاد شهود عيان أن أصوات سيارات الإسعاف لم تتوقف حتي ظهر أمس, ولجأ شباب المنطقة إلي استخدام الـ توك توك في نقل بعض المصابين إلي المستشفيات. وأغلق أصحاب المحال التجارية محالهم, وامتنع بعض الأهالي عن إرسال أبنائهم إلي المدارس رغم بدء الامتحانات في بعض الصفوف.
وانتقلت ردود أفعال الأحداث إلي وسط القاهرة, حيث تظاهر مئات الأقباط أمام مكتب النائب العام احتجاجا, ونددوا بالسلفيين, مؤكدين أنهم وراء تلك الأحداث.
وقطع المتظاهرون ملتقي شارع26 يوليو مع شارع رمسيس, مما أدي إلي ارتباك مروري بوسط القاهرة. وانضمت إلي المتظاهرين تظاهرة قادمة من شبرا, كما انضمت إليهم مجموعة كبيرة من المسلمين. وشهد ميدان عبدالمنعم رياض بعد عصر أمس اشتباكات عنيفة بين بعض الأقباط والمسلمين, تبادل فيها الطرفان التراشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف, وتم تحطيم بعض السيارات بالميدان, وأدي ذلك إلي سقوط عشرات المصابين من الطرفين.
وقد تحولت منطقة إمبابة ـ التي وقعت بها الأحداث ـ إلي ثكنة عسكرية بعد أن فرضت قوات الأمن والشرطة العسكرية حظر التجوال ظهر أمس, وقامت بإخلاء شارعي الأقصر وكنيسة مار مينا اللذين شهدا الاشتباكات.
وشهدت الشوارع الجانبية مشادات عنيفة بين بعض الأهالي, وتمكنت قوات الجيش من السيطرة علي الأوضاع.
وشدد المجلس العسكري ـ في رسالته رقم48 ـ علي أنه سيتصدي بكل حزم وقوة لجميع محاولات المساس بدور العبادة, وتوقيع أقصي عقوبة علي كل من يثبت اشتراكه في هذه الجريمة.
وفي بيان إلي الشعب عقب رئاسته اجتماعا طارئا للمجلس أمس, حذر الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء من أن مصر في خطر, مشيرا إلي وجود مخطط يهدد كيان الدولة. وأكد أن الحكومة في حالة انعقاد دائم وستتخذ ما يلزم.
وتفقد السيد منصور العيسوي وزير الداخلية أمس كنيستي مارمينا والعذراء بإمبابة وتعهد بتفعيل الأداء الأمني وإعادة الاستقرار.
وصرح الدكتور أشرف الرفاعي نائب كبير الأطباء الشرعيين بأن الجثث لمسلمين وأقباط, وأن7 أشخاص قتلوا بطلقات نارية, بينما تعرض أصحاب4 جثث للطعن بسلاح أبيض بالإضافة إلي جثة مجهولة الهوية.
وكانت الأجهزة المختصة قد تلقت بلاغا من شخص يدعي أبويحيي أكد فيه اعتزام بعض السلفيين التوجه بصحبة ياسين ثابت أنور خليل سائق للبحث عن زوجته عبير طلعت فخري التي اعتنقت الإسلام في23 سبتمبر2010, واحتجزت داخل منزل بجوار كنيسة مارمينا بشارع المشروع في إمبابة, وأرشد عن المكان.
وتجمع نحو1500 من السلفيين والمسيحيين أمام الكنيسة وسرعان ما ارتفع العدد إلي2000 شخص, وحدث إطلاق للرصاص في الهواء من عادل لبيب بولس وشقيقه عوني مما أدي إلي تبادل إطلاق الرصاص ومقتل12 شخصا.
كما أسفرت الأحداث عن احتراق كنيسة, وعشر شقق, و13 محلا تجاريا, وتصدع4 عمارات.
جريدة الأهرام