أمريكا تريد مبارك جديد بمصر(دي برس)
رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المصالح الأساسية للولايات المتحدة بالمنطقة العربية التي تحدث عنها الرئيس باراك أوباما في خطابة الأخير تعني استنساخ حسني مبارك جديد في المنطقة يسعى للمحافظة على أمن "إسرائيل" والمشاركة في حصار قطاع غزة فضلاً عن مشاركة واشنطن في مكافحة الإرهاب وما يعني استجواب وتعذيب المتهمين لصالحها.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الأحد 22/5/2011 حسبما ذكر موقع "الوفد" إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سرد ما يراه "المصالح الأساسية" لبلاده في مصر، والتي تنظم كيفية التصرف تجاه القاهرة، وسياساته لتعزيز مصالح الولايات المتحدة على أرض الواقع رغم أن خطابه كان يدعو للتغيير ولكن بنفس السياسة السيئة القديمة، وتشمل هذه السياسة نفس الطرق القديمة التي كان ينتهجها مع الأنظمة السابقة ومن بينها:
أولا: "مكافحة الإرهاب" وهذا البرنامج كانت واشنطن تتعاون فيه مع القاهرة ودمشق وعمان لاستجواب المتهمين بالإرهاب وما يشمل ذلك من تعذيب وتعزيز ثقافة سيادة الأجهزة الأمنية والوحشية التي تقتل المتظاهرين السوريين اليوم، ويظهر في مصر بثوب الثورة المضادة.
ثانيا: "وقف انتشار الأسلحة النووية" وهذا الأمر يسلط الضوء على ازدواجية المعايير الأمريكية حيث يقتل العلماء النوويون العرب وتهدد أمريكا إيران، فيما تقوم "إسرائيل" بتطوير ترسانتها غير المشروعة بسعادة وحرية بالغة.
ثالثا: "تأمين التدفق الحر للتجارة" ويعني الدفع برأسمالية المحسوبية على رقابنا، ورشوة الحكومات لبيع الأصول الوطنية وابتزاز الشراكات سيئة السمعة لنا.
رابعا: "تأييد إسرائيل" وهذا أدى إلى الإضرار بالأرض والموارد، ففيما سرقت الفلسطينيين، تجعل مصر السجان وسيطا غير شريف، ويفقد مصداقيته واحترامه لذاته.
وتوضح الصحيفة أن أوباما كان يعلم بدقة أن الثورة ضد حسني مبارك كانت بسبب تحقيقه "للمصالح الأساسية" للولايات المتحدة، إلا أن الصحيفة تستدرك بالقول إن كل اللوم لا يقع على أمريكا وحدها، فقد كانت هناك أنظمة عربية تسعى بنشاط لإيجاد السبل لخدمة مصالح أمريكا و"إسرائيل"، وتجلب الخراب لشعوبها.
وتشير الصحيفة إلى أن قول أوباما أنه سيواصل التغيير من خلال نفس السياسات السيئة نفسها، وهذا يعني تكبيل مصر بمزيد من الديون، وهذا كله يكبل مصر ويجعلها غير حرة في قراراتها وهذا لا يبني بل يهدم.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا كان أوباما جاداً في دعم حق تقرير المصير، فيجب عليه أن يفعل بعض الخطوات الهامة مثل تقديم إعفاءات ضريبية للأمريكيين الراغبين في قضاء إجازاتهم بمصر وتونس، وإعفاء الواردات المصرية من الضرائب، والبحث عن الأموال المسروقة والاحتفاظ بها حتى الانتخابات، ووقف المساعدات الأمريكية لـ"إسرائيل"، وإغلاق الثغرات الضريبية التي تشجع مواطني الولايات المتحدة على تمويل المستوطنات في فلسطين، وتشجيع الشفافية فيما يتعلق بأسلحة "إسرائيل" النووية.