أقيلوا حكومة وقف الحال
محمدعلي خير
تمنيت ألا ينفي الدكتور عصام شرف ماتردد عن قرب اجراء تعديل وزاري محدود في حكومته..ربما ظن شرف أن حكومته لاتزال جديدة وأن تغيير بعض الوزراء قد يعطي انطباعا بتسرع قد جري أثناء تشكيل تلك الحكومة الانتقالية.. نعرف أن رئيس الحكومة وجد صعوبة كبيرة في تشكيلها بسبب رفض البعض قبول الانضمام اما لصعوبة المهمة أو لأنها حكومة سوف تستمر بضعة أشهر ثم تمشي الي حال سبيلها.
ما أكثر وزراء تلك الحكومة الذين يحتاجون الي تغيير..منهم مثلا نائب رئيس الوزراء د.يحيي الجمل..وهو فقيه دستوري علي عيني وراسي لكن ماعلاقته بتلك الحكومة وماهو دوره فيها ثم ماهي علاقته بالثورة أصلا وهو الذي صدر قرار تعيينه من الرئيس السابق بل دافع عن بقاء مبارك ثم أننا لانعرف حتي اليوم ماهي طبيعة المهام الوظيفية المسنودة اليه..فكلما جري اسناد احد الملفات اليه عاد د.شرف ثانية وسحبها منه مثل ملف تعيين رؤساء تحرير الصحف القومية وكاد أن يشعل الحرائق داخل تلك المؤسسات..كما أن الحوار الوطني فشل علي يديه وجري سحبه منه وتكليف د.عبد العزيز حجازي لادارته.
دعك طبعا من شغف الرجل بالاعلام وحب الظهور فما نكاد نغلق برنامجا حتي نراه يطل علينا من قناة أخري وكانت المرة الأولي التي يسمع فيها المشاهدون أسماء الوزراء الجدد علي لسان نائب رئيس الوزراء في برامج الفضائيات قبل أداء اليمين الدستورية..وبصراحة كمان الرجل تجاوز الثمانين فهل لمن تجاوز سن المعاش بربع قرن من عمل في وظيفة نائب رئيس الوزراء.
اذا تركنا د.الجمل فإننا نري ضرورة تغيير وزير التضامن الاجتماعي د.جودة عبد الخالق وهو مثقف من طراز رفيع لكن الثقافة والتنظير شيء وادارة شئون العباد اليومية شيء آخر فهو رجل يمنح المواطن بين كل تصريح وتصريح تصريحا جديدا والمشاكل في وزارته تزداد تفاقما من حيث عدم تواجد السلع.
وهناك نموذج اخر للوزراء لايصرح ولايظهر كثيرا في وسائل الاعلام لكنه يعمل بمبدأ (يومين بنقضيهم) وعاوز يمشي جنب الحيط ولايريد أن يذكر أحد سيرته سلبا او ايجابا لذا فهو لايضع توقيعه الكريم علي اي ورقة داخل وزارته خوفا مما جري لسابقيه وهم الآن نزلاء مزرعة طرة..عن وزراء الزراعة والتجارة والصناعة نتحدث.
أما وزير المالية فهو مغرم بوسائل الاعلام..ففي الصباح تجده ملء السمع والبصر في جميع صحافة مصر المحروسة وفي المساء والسهرة يوزع الرجل وقته للظهور في جميع البرامج الفضائية بالتساوي ..وبين التواجد الصحفي والظهور الفضائي يلتقي د.سمير رضوان بالمحتجين والمعترضين فبابه مفتوح للجميع وعمره مارد حد..فقد وافق علي كل ماطلب منه من زيادة مرتبات او تعديل مكافات..وعندما تسأل:من أين يأتي الرجل بفلوس لسد كل تلك الالتزامات فسوف تكتشف انه يقوم بتشغيل المطبعة لطباعة الفلوس المطلوبة منه في الصباح..يعني المزيد من التضخم..فقد قامت وزارة المالية بطباعة 22مليار جنيه منذ تولي رضوان الوزارة مما زاد من معدلات التضخم.
وينضم للوزراء المطلوب تغييرهم وزير السياحة الذي لم نجد له علامة او بصمة تذكر تؤدي الي خروج مصر من مأزق تراجع أعداد السياح..ولايزال وزير السياحة يبحث عن صور الاهرامات وابو الهول ونسي أنه قد أصبح لدينا أشهر ميدان في العالم وهو ميدان التحرير..وينضم لقائمة التغيير وزير الداخلية بسبب زيادة الانفلات الأمني وتصريحاته عن عودة الأمن مجرد كلام.
الحكومة كلها مطلوب تغييرها فلاهي حكومة تسيير اعمال او تصريف اعمال بل حكومة وقف الحال فغالبية الوزراء يفتقدون الخيال لحل مشكلات مزمنة.
الدستور الأصلى