عقار لفيروس «سى» يشعل الحرب بين شركات الأدوية.. وتضارب بين الأطباء حول صلاحيته
كتب طارق أمين ومحمد طلعت الهوارى ودارين فرغلى ١٩/ ١٠/ ٢٠٠٩
اشتعلت مؤخرا فى مصر «حرب شركات الدواء» على عقار «الإنترفيرون»، وهو العلاج الوحيد المعترف به عالميا لمرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى «سى»، والذى تشير الأرقام الرسمية إلى إصابة نحو ١٢ مليون مصرى به.
و«الإنترفيرون» هو الاسم العلمى لعلاج فيروس «سى»، ويتوافر منه فى الأسواق حالياً عدة أنواع تنتجها شركات الدواء العالمية تحت أسماء تجارية مختلفة، مثل شركة «روش» الأمريكية التى تنتج «بيجاسس»، وشركة «شيرينج» الألمانية وتنتج «فجلاتيد»،
ويصل سعر هذه الأنواع إلى ١٤٠٠ جنيه. والحرب التى اشتعلت مؤخرًا سببها عقار جديد تنتجه شركة ألمانية تسمى «راين بيوتك»، لها وكيل محلى داخل مصر، أعطته حقوق وامتياز تصنيعه وإنتاجه، وهى شركة مينا فارم «قطاع خاص»، حيث قررت الأخيرة بيع إنتاجها من العقار، ويسمى «رايفيرون» بسعر يقل نحو النصف عن أسعار الأنواع الأخرى.
كانت وزارة الصحة قررت إجراء مناقصة لتوريد علاج «الإنترفيرون»، فتقدم عدد من الشركات العالمية إليها، غير أن المناقصة رست على العرض المقدم من شركة «مينا فارم» باعتبار أنها تقدمت بأقل سعر.
غير أن الحرب بلغت أشدها عندما قرر الدكتور سعيد راتب، مساعد وزير الصحة للتأمين الصحى، الدخول فى مناقصة الوزارة لتوريد نفس العقار للاستفادة من سعره المنخفض فى ضغط النفقات داخل الهيئة، والتى تعتمد بشكل أساسى على النوعين الآخرين.
فى المقابل، قال الدكتور يحيى الشاذلى، أستاذ أمراض الكبد فى جامعة عين شمس،: «إن عقار رايفيرون، غير معتمد، وسيتم تجريبه على مرضى الكبد المصريين».
وقال الدكتور علاء إسماعيل، المدير السابق لمعهد الكبد والأمراض المتوطنة: «إن العقار الوحيد المعتمد فى علاج فيروس سى هو الإنترفيرون، وأنه لم يسمع عن هذا العقار الجديد».
فى المقابل، أكد الدكتور عبدالحميد أباظة، استشارى علاج الكبد، مساعد وزير الصحة للاتصال السياسى، أن العقار الجديد يقل فى كفاءته بـ٢٪ فقط عن العقارين المماثلين، لكنه لا يقل بأى حال من الأحوال فى جودته.
وقال أباظة: «إن الشركات العالمية التى تنتج الإنترفيرون تشن حملة مسعورة ضد العقار الجديد، لأنه سيسبب لها خسائر فادحة، حيث يباع العقار الجديد بمبلغ ٣٨٠ جنيها مصريا، فيما يصل سعر الإنترفيرون إلى ١٤٨٠ جنيهاً».
ووصف د. سعيد راتب ما يجرى من شركات الأدوية المنافسة بأنه «حرب ديناصورات».
المصرى اليوم