طائر الإبداع المصرى
مرحبا بك فى موقع ومنتديات مصر اليوم
يسعدنا جدا أن تكون عضوا مشاركا معنا
طائر الإبداع المصرى
مرحبا بك فى موقع ومنتديات مصر اليوم
يسعدنا جدا أن تكون عضوا مشاركا معنا
طائر الإبداع المصرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى مصرى لكل المبدعين
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وقفة في متحف .... وقفة على قبر

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دينا نبيل
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 13/06/2011
العمر : 39

وقفة في متحف .... وقفة على قبر Empty
مُساهمةموضوع: وقفة في متحف .... وقفة على قبر   وقفة في متحف .... وقفة على قبر I_icon_minitimeالخميس يونيو 16, 2011 10:58 am

وقفة في متحف .... ووقفة على قبر !


فى زيارتين لمتحف مصطفى كامل بحى القلعة


ركبنا السيارة مغادرين قلعة صلاح الدين متجهين نحو كبري السيدة عائشة .." مهلا يا أبي أظنه هناك !" أدلف الوالد إلى اليمين وسأل أحد المارة " أين متحف مصطفى كامل؟.".." إنه هناك !"فما أكمل الوالد آخر الشارع حتى قال :" ها هو ذا!"


كانت هذه هي زيارتي الأولى لمتحف الزعيم مصطفى كامل وليست زيارتي الأولى للقاهرة ، فإن هذا من المعهود لدينا كل صيف ، فبعد الانتهاء من عناء الدراسة كان ولا بد من زيارة للقاهرة وآثارها الزاهرة.. ولم تكن زيارة عادية يقوم بها والد وابنتاه للفسحة وإنما كانت رحلة أشبه بالثقافية ، فكنت وأنا الكبرى أحمل في حقيبتي القلم والكراس بدلا من الحلوى فما أكاد أتلمس موطنا تكون به معلومة إلا وسريعا ما آخذ في تدوينها. وقد قرأت مؤخرا قبيل الإمتحانات النهائية للثانوية العامة أنه قد تم افتتاح متحف مصطفى كامل فأطربت لذلك كثيرا وصممت على زيارته الصيف القادم.

كيف لا وهذا المتحف يضم آثار ذلك الزعيم العظيم الذي كثيرا ما قرأت عنه وقرأت له حتى ظننت أنني قد قرأته تماما .. ولطالما استوقفتني كلماته البليغة الخالدة كما استوقفت كل مصري :" لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ".." لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا .."... وطبعا " بلادي بلادي لك حبي وفؤادي..." وغيرها


وصلنا المتحف وكان الجو شديد القيظ .. شديد الصخب والازدحام كعادة القاهرة .. ولكن عظم المرام أنسانا طول الطريق وسمو الغاية هون علينا تكبد المشاق
كان الممر واسعا مرصوفا يحيط جنباته الأشجار، ورأيت الكثير من الناس يمرون به ، ظننت بادئ الأمر أن كل هؤلاء قد أتوا زائرين للوقوف على آثار المناضل العظيم ، فما أستلمت الممر إلا وفوجئت بأنه ممر طويل يمتد حتى الشارع المقابل .. فتعجبت لذلك كثيرا كيف تمر هذه الجموع الغفيرة كل يوم بهذا الممر دون أن تلاحظ المبنى الكبير ذا القبة الكبيرة على يسارهم ولا يلتفتون لهذه اللوحة الرخامية التي نقش عليها اسم أحد زعماء مصر الخالدين ... إنها العادة !!
شعرت بخيبة الأمل وعضد هذا الشعور عندي حينما لاقيت استقبال إحدى مسئولى المتحف وقد ارتسمت على وجهها علامات الاستغراب كأنه ينطق متعجبا من يأتي لزيارة هذا المتحف؟ ! فأيقنت عندها قلة المترددين على المكان


كان قلبي يعتصره الألم كما كان جسدي من عناء الطريق إلا أنني ما شعرت بذلك حينما فتح أمامي باب المتحف... وهالني الموقف ... قبة عالية كقبة المساجد وقد زركشت بالنقوش الجميلة ....نوافذ مكسوة بالزجاج الملون فما تكاد تخترقه آشعة الشمس الذهبية حتى يضيئ وتخرج منه آشعة أخرى بألوان قوس المطر إلا أن هذا مبعثر على كل أركان المعمار بلا نظام فكانت تعلو المكان صفرة مائلة للإخضرار ..ثم ثريا بنية اللون كبيرة مدلاة من وسط القبة إلى ما يقرب من ثلث ارتفاع المبنى حتى استقرت فوق صحن دائري كبير في منتصفه ضريح رخامي قد نقش عليه " مصطفى كامل ... محمد فريد ... عبد الرحمن الرافعي .. فتحي رضوان"

دبت في قلبي السكينة والوقار وسرت في جسدي رعشة خفيفة لعلها برودة المكان او.. برودة الموت !

أجل .. إنه وهل الموت الذي يسربل كل ما حوله بالسكون فتنحني لجلاله الأركان ويفرض سلطانه على نفس كل إنسان ... إنه السكون المميت الذي يقبع ملازما أي قبر أيا كان مكانه في قفر جرداء أو تحت قبة علياء .. فإذا كان الميت ذا أثرة وكرامة عظيمين فما يملك الواقف على قبره إلا أن يتسمر شاخصا ..وينفصل عن هذا العالم مسافرا إلى عالم آخر حيث لا يستطيع السماع .. ولا الكلام ... فإذا ما عاد إليه الإدراك استقزم نفسه أمام هؤلاء العمالقة ذوي القمم السامقة.

" هنا يرقد مصطفى كامل ... إنه ميت ... قد عهدته حيا في كتبي ... يكتب تارة .. ويخطب أخرى " سادتي وأبناء وطني الأعزاء".. وكأنني أسمع دوي صوته الرنان بين دفتي الكتاب فما يلبث أن يهز كياني... ها هو ذا الآن .. راقد تحت الثرى "
دخلنا المتحف .. قاعة كبيرة باسم الزعيم وبها كل متعلقاته..و على اليمين طاولة خشبية مغطاة بالزجاج كشفت عن صورة كبيرة له ..وبدأت المسئولة الشرح " ولد مصطفى كامل في..." ...قاطعتها قائلة " مهلا .. أنا أعرف عنه كل شئ ..حتى عاداته في يومه!" ارتاحت المسئولة فهي لن تضطر إلى شرح نفس الكلام الذي تردده على مسامع الزوار حتى أصبحت لا تسمعه من كثرة سماعها إياه فلا يكاد يجاوز حنجرتها فتخرج كلمات صلبة جامدة لاحس فيها ولا روح... طلبت أن أتجول بحريتي في أرجاء المكان ..فلم يكن بالمتحف غيرنا !!
" هذه أدواتك إذن .. ملابسك .. وهذه .. بدلة التشريفة السوداء وسيفها المطلي بماء الذهب .. كم كنت تقبض عليه إلا انك لم تنتزعه من غمده قط ... فقد استللت سيفا من نوع آخر... قلمك ولسانك ..فكانا سيفا بتارا لألسنة الباطل بايضاحك الحق المبين واظهارك الحجج والبراهين.. فتكف الأقلام وتخرس الألسن... وكان بتارا إذ يجتث روح اليأس والقنوط من أنفس بني وطنك " الأعزاء" .. إنها آثار لميت .. ولكن من نوع آخر .. ميت حي .. استشعر روحه تحوم في جنبات المكان كأنما تريد تحريك الجماد .. أجل فهكذا كانت روحك عندما كنت "حيا" فبإحدى خطبك العصماء تريد تحريك الصخور الصماء وإحياء النفوس العمياء التي أعماها طول حندس الذل والخذلان
"وهذا مكتبك .. شديد السواد ... لطالما رمقتَ فيه حداد أمة على نفسها اخذ يتعقبها طول ليل أبى أن ينجلي... فإذا بك تنتفض ....ممسكا قلمك وحبرك .. تكتب....تدافع .. تدين ...وتصرخ في العدى ألا فذروا مصر لأبنائها ... فما تضع قلمك إلا وقد بلغ منك السهر والإعياء مبلغا عظيما...
"وهذه خطاباتك ..والتي احتفظ بنسخة منها ... لطالما تأملت خط كاتبها حتى تلبس رسم خطه برسم خطي ... وهذه كتبك التي ظللت تدارسها للوقوف على أصول العلم فأتخذته بدلا من العنف والطعن سراجا لاتنذوي جذوته
إنك حي هنا ...أراك في لوحة تخطب وفي أخرى تحَيِي بيدك وكل من أمامك مشدوهين ..في الصورة ..كما في الحقيقة "


انتهت زيارتي لهذا المكان الذي أتحفني عظيم محتواه .. ثم أدلفت منصرفة من المتحف .. فمررت بالقبر مجددا... " إنك ميت هنا" ..نظرت إلى قبره مودعة ودامعة وواعدة بموعد آخر للزيارة ... لكن لا أعرف متى ؟



.......مرت الشهور والأعوام وكبرت أنا ونضجت معتقداتي..بعدما تبدلت الأفكار بتغير الأخبار ... وتشكلت العقيدة بعدما انجلت الحقيقة ... فأنا لم أعد فتاة غضة بل غدوت امرأة ذات عقيدة ووجدان راسخين رسوخ الجذور الفتية في التربة الثابتة التي نماها وأكسبها القوة دوام السقيا والإرواء ... فمنذ صباي ، ما وضعت من يدي كتابا قط عن تاريخ بلادي إلا قرأته بعين فاحصة دارسة .. حتى تبلورت في ذهني صور الرجال .. بل حقيقتهم ، فعرفت منهم وأنكرت وسعدت بالبعض وفي آخرين صدمت... ويا للصدمة! ... درست دراسة منقحة لتاريخ بلادي .. خالية من شوائب دست من قبل خائنئن ... أجل خائنين لتاريخ بلادهم ومستقبل ابنائهم ... فمن يحجب حقيقة تاريخية أو يزورها فهو أعظم خائن!


وجاء صيف آخر لم يشغلني فيه ما كان يشغلني من قبل وعزمت على زيارة القاهرة...

كانت عشر سنين قد مرت منذ الزيارة السابقة ، عدت بعدها إلى المتحف ... فتح الباب أمامي واستقبلني وجه غير الوجه ... هذا وجه طلق غير ما سبق ... وجه محب للمكان يشعر بعظمة من فيه وبعظم واجبه نحو القادمين فهو من يصل حاضرهم بماضيهم ... لكن المكان ليس كما كان .. لعل تم تجديده! ونظرت إلى الصحن الكائن بالمدخل .." إنه قبره .. وهنا يرقد " كان شعوري مختلفا هذ المرة ..لم أكن مجرد صبية صغيرة تزور متحف زعيم ناضل من أجل حرية بلادها ولطالما تعلقت بأفكاره واقتدت بآرائه... وإنما هو شعور تلميذة تقف أمام أستاذها ... فطيلة الأعوام المنصرمة كثيرا ما ترددت على أساتذة من كل اتجاه فدخلت أفكار في رأسي .. فنبذت بعضها وقبلت أخرى على مضض وقليل ما رسخ ... أما هذا الأستاذ فلم ادرك قدره إلا بعد مطالعتي لأعماله ..لكن بعين غير العين وبفكر غير الفكر.. فأدركت أنه من القلائل في تاريخ مصر الحديث ممن كانوا أوضح رؤية ، وأخلص نية وأصح توجها ...

ألم يكن من أوائل الرجال الذين دافعوا في قلب أوربا عن المسلمين ضد من وصموهم بالتطرف والتعصب... ألم يكن ممن نبذوا التخلق بأخلاق الغرب إلا في أخذ ما يفيد دون التخلي عن الهوية الإسلامية .. أليس ممن كانوا يدعون إلى التربية الإسلامية المحضة في المدارس وتقديم اللغة العربية على غيرها ...ألم يقل أن الوطنية كالماء والدين هو ينبوعه الصافي فمتى جف الينبوع انقطع الماء...أما تدري أنه كان يرى الفتنة بين قطبي الأمة المصرية عبثا إذ بينهما من المصالح المشتركة ما يقضي على أي شرر لها.... ألم تعلم أنه وقف أمام تيار التغريب الداعي إلى نبذ الحجاب فشن عليهم أشد الحملات وجاهر بوجوب ضرب الحجاب على النساء ووجوب التزامهن بالشرع والأدب ... ومن منا يعلم عن دعوته لقرن السياسة بالدين إذ أن الدين دستور حياة شامل فما إن تتخلى السياسة عن الدين إلا وصارت من الخسة والوضاعة بمكان ... وهو ممن كانوا ينادون بوجوب الخضوع للخلافة الإسلامية بل وكان ممن يذودون عنها ... ومن منا يعلم كيف كان يتمثل روح القرءان في تعاملاته حتى كان يبهر جمال أخلاقه وبهاء سمته الاسلامي من يخالطهم من أهل الفكر والرأي في الغرب..

هذه الأفكار وغيرها الكثير مما وري أكثره عنا بغية طمس معالم هذه الأمة الجليلة



لقد كان ظهور مصطفى كامل الذي قدره الخالق عز وجل ايذانا بتحطيم قوالب قولبها الناس وصبوا فوقها النحاس فصارت كأنها بوحي ورسول...فقد حطم قالب ان الكهول والشيوخ - هم فقط - من يستطيعون بناء هذه الأمة ... وحطم أيضا ان الانسان وإن كان وحيدا " يخطب في الصحراء ويكتب على صفحات الماء" وكان الجميع ضده .. يمكن أن يتغلب على اليأس ما دام حيا ...

لقد ضربت يا سيدي للتضحية مثلا في أشرف معانيها إذ ضحيت بحياتك التي لم يك يفارقها النصب وضحيت بهنائك وسعادتك فلم تنجب أبناءا من صلبك وإنما ربيت أمة بأسرها على أفكارك النقية عقودا طوالا كعهد أبناء مصر الأوفياء...فكنت ( مصطفى ) من بارئك لتكون في عداد ( كامل ) الرجال ممن حملوا على أكتافهم أعباء أوطان مثخنة بالجراح


انتهت زيارتي سريعا .. فكانت كالومضة في عيني .. لم يبق منها إلا مشهد القبر...ذلك لأنني لم أتمكن من القيام بهذه الزيارة إلا في مخيلتي !..وذلك لما طال المتحف من حرق وسرقة وتخريب وتدمير بالكامل من قبل بعض الحثالة من البلطجية في أعقاب الانفلات الأمني بالقاهرة...فضنوا على الزعيم بملابسه ونياشينه وطاولته! رغم أنه لم يضن عليهم بحياته وعمره ...

ولكن " لا يأس مع الحياة " وأملي كبير في العودة قريبا إلى المتحف لأقف فيه ..والقبر لأقف عليه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
biboo
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 01/01/2011

وقفة في متحف .... وقفة على قبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة في متحف .... وقفة على قبر   وقفة في متحف .... وقفة على قبر I_icon_minitimeالخميس يونيو 16, 2011 1:41 pm

وقفة في متحف .... وقفة على قبر 324048593
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
black
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 03/11/2010

وقفة في متحف .... وقفة على قبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة في متحف .... وقفة على قبر   وقفة في متحف .... وقفة على قبر I_icon_minitimeالخميس يونيو 16, 2011 3:27 pm

أيه الجمال دا فنانة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
داليا رأفت
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

وقفة في متحف .... وقفة على قبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة في متحف .... وقفة على قبر   وقفة في متحف .... وقفة على قبر I_icon_minitimeالخميس يونيو 16, 2011 9:52 pm

رحم الله مصطفى كامل رائد النضال الوطنى
شكرا جزيلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حورية الجنة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 28/05/2011

وقفة في متحف .... وقفة على قبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة في متحف .... وقفة على قبر   وقفة في متحف .... وقفة على قبر I_icon_minitimeالجمعة يونيو 17, 2011 10:03 am

شكرا على موضوعك الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفة في متحف .... وقفة على قبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طائر الإبداع المصرى :: المنتديات :: منتدى ابداعات الأعضاء-
انتقل الى: