قليل من الهم والهم آت وطيف من اليأس كالريح عات
أودّع وجهك قبل الوداع كأنى أودّع ماء الحيــــاة
وأسكت والتيه حولى يطارد والنفس كالأنجـم الشاردات
وتشرق أطيافها النيرات فتلمع عيناى تكبو صفاتى
لمن أتحمل عبء الشعور ؟ وتبدو كأن لا تـرانى فتاتى
يطوف بى الخاطرُ المستبد إذ الناس تجترح السيئــات
أنقّل عينىّ خوف العيون وقلبا جريحا عن النظرات
فمالى أضلّ بهذا الأثير وينجو البليد من العثرات ؟
ومالى أظنّ العلا عنده وفيه شبيه من الكائنات ؟؟
كأنّى إيزيس خلف العصور موكّلة باجتماع الرفات
وأنّى المجرّب كلّ الدروب وأنّى المطالب بالأمنيات
وكيف تبين حبال الوصول وحول المبيت جيوش الطّغاة
جيوش الطغاة أبى من تكون ؟ وأنت العليم بضعف النبات
أبى الشعر كان أحنّ كثيرا وكان أرقّ من الأمّهات
أهال عن الروح سطو الجراح وهذب تجربتى فى البيات
وأخرج نفسى ممّـا بها وعلّمنى كيف أبدى شكاتى ؟
وكيف التحوّل عمّا أريد وكيف التمتّع بالذكريات ؟
وأجعل حزنى اتّجاها جديدا وأبصر فى اليأس درب الثبات
ويكسو الفؤاد انتصار الربيع وتبدو الشموس على الشرفات
وأعرف أنّى هجرت البحور وأنّى اختلفت مع الكلمات
وقد عدت أتبع ظلّ القوافى فهل تحتوينى وتحتلّ ذاتى ؟
فأغدو بك اليوم مهد العبير وأنشودة الماء والخافقات
بك الأفق أوسع ممّا أرى جناحا يزفّ لى البشريات
يقرّب حلما وراء السحاب يحلّق بين طيور الشتات
فأفتح للقدس باب الصباح ويعتنق المجد طوق النجاة
وبغداد تخرج أثقالها ويحلو لدجلة طعم الفرات
وترجم أعداءنا بالزمان رجوم الشياطين فى عرفــات