أسير في الضباب أزاحم الخراب
وأطرق الأبواب فيفتح العذاب
أطلّ في الزوايا أسامر البقايا
وأذكر الخطايا وأدّعى المتاب
من يعبر المضيق ؟ لينقذ الغريق
أو يزرع الحريق في هذه البقايا
أصالح الخطوب أسابق الغروب
تمنعني الدروب ويقف الغريب
أدور حول نفسي وأستـردّ يأسى
أسقط من ردائي فألتقي برأسي
أجفّ كالأوراق تحملني الآفاق
يصدمني الغبار فيمرح الإعصار
حلّقت في السراب وقعت في تيّاره
واختلط المذاب في رمله وناره
أعانق الأطلال وأضرب الأمثال
أسبق وفد نفسي أبحث عن زوال
أحدّث القبور وليس من أموات
فأسبق المصير لا أجد الرفات
العنكبوت ضيفي والليل كان عندي
تحت ظلال خوفي الآن أبكى وحدي
تختلف الأسماع وتبرح العينان
في عتمة الضياع حزنا على إنسان