أبوالفتوح : ذيول النظام تحاول العودة.. ومؤيدو ترشح عمر سليمان يخونون الثورة
قال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إنه يجب رفع شعار "الثورة أولا" بدلا من "الدستور أولا" و "الانتخابات أولا" اللذين يتم التنازع حولهما حاليا.
وأكد أبوالفتوح ـ في ندوة بالمؤتمر السنوي لطلبة كلية الهندسة جامعة عين شمس ـ أن الثورة تتعرض لمحاولات لإفراغها من مضمونها لأن جميع ذيول النظام الفاسد تحاول الآن العودة إلى الحكم فقط بدون حسني مبارك.
وأشار إلى أن البعض يحاول الآن الدفع بعمر سليمان أحد أعمدة النظام السابق للترشح لرئاسة الجمهورية، والذي حاول النظام السابق المراوغة من خلاله .. مؤكدا أن هؤلاء يخونون الثورة .
وقال أبو الفتوح -الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب والعضو السابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين - إن على شباب مصر أن ينتبه لثورته ويحافظ عليها لأن دماء الشهداء في رقاب 80 مليون مواطن، متهما "قيادات الصف الثاني" في وزارة الداخلية بالعمل على إفراغ الثورة من مضمونها، والعودة لاستخدام العنف وتقديم اللواء العيسوي كواجهة لتجميل الوزارة، وأكد أن الشرطة يجب أن تكون في خدمة الناس وأن تحترم آدميتهم مثل بقية الدول، وألا يتم السماح بإساءة معاملة المصريين مرة أخرى.
وكرر أبو الفتوح تحذيره من أن الديمقراطية في مصر معرضة للشراء بالمال من بعض الدول العربية ومن الولايات المتحدة التي لها عملائها ورجالها في مصر، وهي على استعداد لدفع الكثير مقابل الإتيان بمن تريد خاصة في ظل الفقر وفقدان الضمير الوطني.
وأكد أن أعداء الثورة في الداخل والخارج لم يكونوا يظنون أن هذه الثورة سوف تنجح إلا أن الشباب لم ينصتوا للكبار وفعلوها وأصروا على مخالفة كل التعليمات، فخالف شباب الإخوان واليسارين وغيرهم من التيارات الأخرى قادتهم وأصروا على البقاء في ميدان التحرير بعد 25 يناير وصنعوا التغيير بطريقة سلمية لم يكن يتصور أحد أن تنجح رغم أنه كان يتم دفعهم باتجاه استخدام العنف.
وأشار أبو الفتوح إلى أن النشاط الجامعي كان أفضل كثيرا في السبعينيات حين كان انتقاد السادات شخصيا متاحا، ولم يكن أي نشاط سياسي محظورا إلا إذا أضر بالعملية التعليمية، وأبدى أبو الفتوح أسفه لعدم وجود مرشحين في الأربعينيات من العمر مؤكدا أن النظام السابق عمل على إنشاء حالة من التصحر في العمل السياسي، ولم يسمح بمناخ من الحريات تنمو فيه القيادات.
ونوه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل للرئاسة إلى أن الثورة لم تنجح بعد لأنها لم تزل سوى "رأس الفساد والطغيان"، إلا أن الجذور لا زالت موجودة والتحدي الحالي هو بناء نظام ديمقراطي، مؤكدا على رفضه لاستمرار المحاكمات العسكرية ومطالبا باستقلال القضاء.
وانتقد أبو الفتوح الداعين تأجيل الانتخابات بسبب الخوف من سيطرة فصيل سياسي على البرلمان وعلى كتابة الدستور، واصفا إياهم بأنهم يهينون الشعب المصري، ومؤكدا أن عليهم حل تلك المسألة عن طريق حوار مجتمعي يتم فيه الاتفاق على مبادئ دستورية أساسية يتم وضعها في الاعتبار عند انتخاب الجمعية التأسيسية التي ستقوم بوضع الدستور.
وأوضح أبو الفتوح أن الانفلات الأمني يتم تضخيمه لأن الأمن في مصر يعتمد على قيم الشعب المصري وهي قيم غنية وظهرت خلال الثورة، حيث تجلت الأخلاق في تعامل المصريين مع بعضهم في ميادين مصر كلها، داعيا إلى إزالة التشوهات التي أحدثها النظام الفاسد، وأشار إلى أن مصر تمتلك مقومات التقدم من اقتصاد قوي وموقع جغرافي متميز وجاذبية للاستثمار والسياحة.
ودعا أبو الفتوح في ختام كلمته إلى أن يقوم كل شاب وشابة بإنشاء مؤسسات لخدمة البلاد، وأن يحشدوا زملائهم وجيرانهم لاستيعاب طاقات الشباب في خدمة الوطن ولو حتى عن طريق إنشاء جمعية لدفن الموتى .
الأهرام