في الأهلي المبادئ واللوائح واضحة والزمالك يدلل نجومه أولا
محمد نبيل:
في الزمالك عوامل كثيرة تجعل البطولات تهرب من النادي وتغير وجهتها إلي الجزيرة ليحتضنها الأهلي حتي ولو لم يكن هو الفريق الأفضل فنيا,ولكنه دائما وأبدا الفريق الأفضل اداريا بفضل نظام تم وضعه منذ عشرات السنوات ويسير علي نهجه كل من جلس علي مقعد القيادة.
وليس مهما من هو الرئيس ولكن الأهم السياسة المتبعة والقائمة علي المبادئ واحترام القوانين والألتزام بقواعد معلنة للجميع سواء كان لاعبا أو اداريا.
والزمالك لا يقل عن الأهلي في قدرته علي ادارة شئونه وتسيير أعماله ولكن يختلف في أسلوب التنفيذ ويعيبه عدم وجود سياسة واضحة لادارة شئون فريق الكرة, وهو المعني من كل جماهير القلعة البيضاء التي مازالت غير مصدقة حتي الأن ضياع لقب الدوري من بين أيديها في الأمتار الأخيرة ليحتضنه كالعادة الأهلي ويطير معه حلم البطولة في عام المئوية وما أحوج تلك الجماهير إلي بطولة تروي بها ظمأ سنوات من العطش للألقاب.
ادارة الزمالك ليست هي المسئولة الوحيدة عن ضياع البطولات وان كانت تتحمل جزءا كبيرا من هذا الأمر, ويتحمله معهم الأجهزة الفنية التي تعاقبت علي النادي واللاعبين الغير المقدرين لاسم الزمالك ولجماهيره الغفيرة, وفي الأشهر الماضية ظهرت حالة جديدة ونغمة لم نتعود علي سماعها داخل القلعة البيضاء وملخصها إضطهاد النادي أو التربص بمصالح الفريق وكلها مسميات تؤدي إلي معني واحد وهو نظيرية المؤامرة والاضطهاد, ويتحمل الجهاز الفني الحالي للفريق مسئولية هذا الأتجاه, حيث يسعي بعد كل مباراة لا يحالفه فيها التوفيق إلي تغذية هذا الشعور للجماهير والبحث عن مبررات للفشل وعن إسقاطات لأخطائه ليحملها المسئولية بدلا من الأعتراف بالأخطاء وحتي لا تحاسبه الجماهير.
فكل من في الحقل الكروي يعمل لهدم الفريق والنيل منه والتربص به لاسيما معظم حكام مباريات الزمالك المتهمين دائما بأنتمائهم للأهلي وولائهم لغير الزمالك, وهو أمر غير صحيح يروجه الجهاز الفني للزمالك ليبرر لجمهوره الكبير أسباب ضياع الدوري, وللأسف وبدلا من التركيز في الأخطاء والاعتراف بها حتي يتم علاجها والتركيز عليها نجد التؤام حسن يسوق لنا بعد كل خسارة أسبابا ليست لها علاقة بالمستطيل الأخضر, فتارة الفريق خاف من الفوز في بورسعيد حتي يتجنب بطش الجماهير ومرة أخري الأهلي تعادل بسبب اللعب غير النظيف ثم الأغرب أن أبناء الزمالك تعمدوا الفوز علي فريقهم, فهل مطلوب من الجميع أن يقدم البطولة هدية للزمالك!!
والفارق بين الأهلي والزمالك في الشق الاداري كبير ومتسع والشواهد تؤكد ذلك, ففي الأهلي خرج سيد معوض عن النص ودخل في نقاش مع مدربه بشكل لا يليق بعد استبداله فرأت الادارة الخطأ فلم تتهاون ووقعت عقوبة مالية مغلظة علي اللاعب خصم100 ألف جنيه من مستحقاته بل تجميده رغم أن الفريق لا يملك ظهيرا ايسر بديل وكان يستعين بأحمد فتحي لسد هذا العجز, لكن المباديء والألتزام أهم من النجومية, وقد يطول أستبعاد معوض رغم أنه تقدم بأعتذار رسمي وفوري لادارة النادي وللمدير الفني, المهم أن هناك ألتزام بالقواعد.
وفي الزمالك الكل شاهد علي ما قام به شيكابالا بعد طرده في لقاء الاتحاد وتوسل اليه كل من في الملعب ولم يستجب ثم نزول مدير عام النادي بنفسه حتي يطلب من اللاعب الفذ الخروج والألتزام بقرار الحكم حتي ولو كان خاطئا, وقامت كل دكة البدلاء لتتوسل وتستجدي عطف وكرم شيكابالا كي يخرج وكنت أتوقع أن نشاهد مجلس الإدارة ينزل من المدرجات حتي يوافق شيكابالا علي الخروج وهنا النجم أهم من الالتزام, ومن بضعة اسابيع قليلة خرج حازم إمام عن النص وما أكثر أخطاءه, وخلع فانلة النادي وألقاها علي الأرض فخرجت تصريحات نارية من مدير الكرة بالتجميد لنهاية الموسم وإيقاف المستحقات و.... ثم وجدنا اللاعب في لقاء القمة أمام الأهلي بحجة العفو عنه, وأيضا هنا النجومية أهم واللاعب اكبر من الادارة ومة القرارات.
علي الزمالك أن يغير سياسته مع لاعبيه وألا يوهم جمهوره المغلوب علي أمره بأن هناك من يتربص به أو يسعي لهدم ما يبنيه خاصة وأن مجاملات الحكام للزمالك غير المقصودة كانت أكثر بكثير عما يتوهمه الجهاز الفني للفريق بأنه مقصود ومتعمد.
الأهرام