الفوضي تسيطر على الطريق الدائري
انفلات أمني.. أم انفلات أخلاقي، الضمائر غابت.. أم مغيبة.. سلوكيات وأخلاق ثورة 25 يناير.. للأسف - لم يعد لها مكان - لدي الغالبية العظمي والحجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ومعظم طبقات وفئات المجتمع معاً.. ومن ثم الضرب بكل القوانين والأعراف عرض الحائط هو السبيل الأسرع بل والأجدي والمضمون للحصول علي الرزق ولو علي حساب تعريض حياة الآخرين للخطر.. ومن هؤلاء الباعة الجائلون وسائقو الميكروباص والتوك توك.. الذين احتلوا جانبي الطريق الدائري علي طول امتداده ولمسافات تصل لمئات الكيلومترات.. وجعلوا من الدائري سوقا يباع فيه ويشتري كل شيء، ومواقف عمومية لبعض المدن والقري، ومقاهي لتناول المشروبات المسموحة والممنوعة وكازينوهات لتلاقي العشاق ليلاً ودون أي رقابة والسبب الانفلات الأخلاقي الذي أصبح سيد الموقف الآن، وجعلنا نستمع ليس لأنين الدائري بل لصرخته!!
الصورة لا تكذب
< جولتنا علي الدائري بدأت من مطلع ميدان لبنان مروراً بالوراق وباسوس وشبرا وروض الفرج والخصوص ومسطرد والقومية وقليوب والطوابق وفيصل والمريوطية. وجميعها شواهد علي الانفلات الأمني والأخلاقي، ولكل أنواع التعديات والتجاوزات، ولكل أنواع التعديات والتجاوزات الصارخة والتي تعدت حرم الدائري، للدائري نفسه، ساعد علي ذلك انعدام أي كمائن للشرطة كما كانت سباقاً ولكن باستثناء كمين واحد، احتمي أفراده بجدرانه من الشمس الحارقة ولشرب المثلجات والشاي والكلام في المحمول، وكذلك كمين آخر عند نزلة المريوطية بعد استيلاء البلطجية عليه في ظل الغياب الأمني وتحويله لفرشة لبيع الشاي والمثلجات لسائقي الميكروباص والتوك توك علي الطريق السريع.
< كوارث عديدة ينذر بها حال الدائري اليوم.. فالدائري تحول لسوق كبير يباع ويشتري فيه كل أنواع البضائع والأقمشة وأصبح صورة مصغرة ومستحدثة للعتبة والموسكي علي جانبيه، وورش أشكال وأنواع الكاوتش والزجاج والزحام والروبابيكيا نفترشه يساندها في ذلك مبان مخالفة تم بناؤها علي حرم الطريق الدائري في تحدٍ سافر لحكومة شرف والمجلس العسكري.. عربات كارو هنا وهناك، والتوك توك يسابق الريح والسيارات بطول وعرض الدائري.. مواقف عمومية لسائقي الميكروباص وقهاوي للشاي والمثلجات وكل أنواع الطعام لهؤلاء وليس هناك من يحاسب أو يمنع أو حتي يجري المخالفات أو يزيل تلك التجاوزات، فتلك المقاهي الصيفي تحتوي علي أنواع المزاج لسائقي الميكروباص والكارو والتوك توك والنقل الذي يفرد «ضلوعه» علي الدائري محملاً بالرمال وأصبح له سوق يباع فيه ويشتري حمولات الرمل علي الدائري للدرجة التي يقام معها وعلانية مزادات لتلك السيارات النقل المحملة بالرمال في وضح النهار «وعلي عينك يا تاجر» علي حد وصف وتأكيد بعض المارة لنا والسكان علي جانبي وأسفل الطريق الدائري.
< أما مشكلة التخلص من القمامة ومخلفات البناء - لم تعد مشكلة - بعدما تحول جانبا الطريق الدائري بأكمله، خاصة من بعد منطقة المعتمدية إلي الرماية والمريوطية إلي مقالب عمومية للقمامة ومخلفات البناء وغيره!
< كما لاحظنا تكسير أجزاء كبيرة جداً من الأسوار المحيطة بالدائري لأسباب معلومة وغير معلومة، وكذلك إقدام المواطنين في كل منطقة سكنية بالتعدي علي الدائري من جهتهم وإقامة سلالم للصعود والهبوط ودون معرفة مخاطر تلك الفتحات من عدمه.
كما لاحظنا عمل مطالع ومنازل لأماكن مختلفة علي الدائري ومنها ما حدث عند منطقة المعتمدية ودون أن نعلم مدي مطابقة تلك المنازل والمصاعد علي سلامة الكوبري.
.. ويبقي تساؤل
تعديات وتجاوزات فاقت الوصف في تحدٍ سافر لحكومة شرف والمجلس العسكري.. يساعدها في ذلك انفلات أمني.. أصبح بالفعل متعمداً.. فهل يستمع أحد لصرخة الطريق الدائري وللتحذيرات قبل وقوع كوارث جديدة تودي بحياة آلاف الأبرياء.
بوابة الوفد الاليكترونية /الفوضي تسيطر على الطريق الدائري