أبو القصة العربية القصيرة يوسف إدريس
كتب ماهر حسن ١/ ٨/ ٢٠١١
ولد يوسف إدريس لأسرة متوسطة بإحدى قرى محافظة الشرقية فى ١٨ مايو ١٩٢٧، وتلقى تعليمه بالمدارس الحكومية حتى الثانوية والتحق بكلية الطب جامعة القاهرة وتخرج فيها عام ١٩٥١، وأرسله أبوه ليعيش مع جدته فى القرية وقد عايش إدريس فى مرحلة الشباب فترة حيوية من تاريخ مصر من جوانبه الثقافية والسياسية والاجتماعية، حيث الانتقال من الملكية إلى الجمهورية حيث المشروع الناصرى الناهض بكل ما حمله من أحلام ثم النكسة وما خلفته من آثار نفسية ثم نصر ٧٣ بكل ما كان ينطوى عليه من استرداد لكرامة المصريين. ثم الانفتاح وما أحدثه من تحولات على بنية المجتمع المصرى الثقافية والاجتماعية فجاء أدبه معبراً عن كل مرحلة من هذه، وفى سنوات دراسته بكلية الطب اشترك فى مظاهرات ضد الاستعمار وسجن وأبعد عن الدراسة لأشهر ثم ظهرت أولى محاولاته القصصية فى جريدة المصرى وروز اليوسف،
وفى ١٩٥٤ ظهرت مجموعته أرخص الليالى ثم مجموعته «العسكرى الأسود» فكتب عنه عميد الأدب العربى طه حسين يقول : «أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثلما وجدت فى كتابه الأول أرخص ليالى على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها..» واصل إدريس مهنة الطب حتى ١٩٦٠ ثم عمل محرراً بجريدة الجمهورية وسافر فى جولة حول العالم العربى بين ١٩٥٦و١٩٦٠ وفى ١٩٦١ انضم إلى المناضلين الجزائريين فى الجبال لستة أشهر ثم توالى ظهور أعماله الأدبية، وفى ١٩٦٣ حصل على وسام الجمهورية، غير أنه لم يتخل عن جرأته فى الانتقاد،
وفى ١٩٦٩ نشر «المخططين» منتقداً فيها نظام عبدالناصر ومنعت المسرحية، كما أنه فى ١٩٧٢ تعرض للتهميش إثر تعليقاته ضد الوضع السياسى فى عصر السادات وظهر مجددا بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ واحداً من كبار كتّاب جريدة الأهرام وامتدت ثورته الإبداعية للرواية والمسرح أيضا، ولم تقتصر على القصة القصيرة التى تميزت بإبراز الملامح الداخلية والنفسية لشخصياته وأيضا التكثيف والتركيز واعتبر هذا من أهم الخصائص الأسلوبية وهناك أفلام مأخوذة عن أعمال ليوسف إدريس ومنها لا وقت للحب والحرام والعيب وحادثة شرف والنداهة وورق سيلوفان، حتى لقى ربه فى مثل هذا اليوم ١ أغسطس١٩٩١.
المصرى اليوم