أيمن جمال مشيمش يكتب:
مصر.. تغير التاريخ
الثالث من أغسطس عام 2011م هو يوم لن ينساه شعب مصر بل كافة شعوب العالم لوقت طويل.. ذلك اليوم الذى شهد محاكمة الرئيس السابق مبارك.. مشهد لا يصدقه عقل.. ذلك الرجل الذى تخطى الثمانين من عمره طريح الفراش تحول من كونه أكبر زعيم عربى لأكبر دولة عربية إلى مجرد سجين فى قفص الاتهام.. تحول من قمة المجد والسلطان إلى قاع الذل والانكسار.. من رجل يهابه الجميع إلى رجل يشفق عليه الكثير.. فسبحان الله المعز المذل.. بيده ملكوت كل شىء وهو الحى الذى لا يموت فسبحانه جلا وعلا.
لا أعرف كيف أصف هذا اليوم ولكنه يوم جديد من أيام مصر التى لن ينساها التاريخ، فمصر دائما هى من تكتب التاريخ منذ الأزل، فالمصريون أول من صنعوا التاريخ.. والآن تم تغيير تاريخ مرحلة مهمة من تاريخ مصر والعالم، وها نحن مقبلون على مرحلة أخرى ننتظر أن يسطر الشعب المصرى تاريخها القادم، ولا أحد يعرف كيف سيكون التاريخ المقبل.. ولا أحد يعرف كيف سيذكر التاريخ الرئيس السابق.. وماذا سيكتب عنه.
ولا أخفى بأننى قد أشفقت وتعاطفت مع مبارك بعض الشىء عندما رأيته أثناء المحاكمة غير قادر على الحركة أو الكلام.. أعلم أن هناك من ينتقد مشاعرى هذه ولكنه حقا يستحق العطف والشفقة.. كما أننى لا أنكر أبداً أن للشهداء حقا ودما. ولكن الله عاقبه بما أراد بحكمته وعظمته، ولكنى فى كل الأحوال أتمنى أن تتم المحاكمة بهدوء وحذر من أجل الجميع كما وجب علينا الآن أن نحذر أنفسنا من المرحلة المقبلة، فإن مصر مقبلة على وقت عصيب فقد نفذ المجلس العسكرى كافة طلبات معتصمى التحرير، ولم يعد لهم مجال للاعتصام من جديد.. والخوف كل الخوف أن تخرج فئة متسلطة للتظاهر من جديد.. أو تدعو أى جماعة أو حزب للعودة إلى التحرير من جديد، أو يحرض أى جاهل أو أحمق المتظاهرين للاعتداء على الجيش مثلما حدث من قبل، وعندئذ لا يعلم أحد كيف سيكون رد المجلس العسكرى الذى فعل كل ما يستطيع من أجل المحافظة على مصر وشعبها، وعدم الانجرار وراء أى فتنة قد تقضى علينا تماما.
كل ما أتمناه أن يدرك الجميع أننا مازلنا فى عنق الزجاجة، وأن مصر ما زالت على شفا الهاوية، وعلينا جميعا أن نتكاتف من أجل العبور من هذه المرحلة نهائيا من أجل بلادنا وشعبنا.. ولنبدأ فى طى صفحة الماضى، وأن ننظر إلى المستقبل القريب لنعاود بنا مصر من جديد.
اليوم السابع