ثمن الحرية
سليمان فؤاد
استعدوا للحرب القادمة!
انشغل الشعب المصري كله.. بمحاكمة طاغية مصر الأول.. الرئيس المخلوع حسني مبارك وزبانية حكمه الاشرار.. ولا أريد أن أعلق علي هذا المشهد التاريخي.. حتي لا نختذل قضية الوطن كله في شخص الطاغية مبارك.. دون أن نلتفت جميعاً إلي حدثين هامين.. أولهما موافقة الكونجرس الامريكي علي تعيين مبعوث أمريكي يدافع عن حقوق الاقليات الدينية خصوصا في بلاد الشرق الأوسط وآسيا.. وطبعا مصر ستكون من ضمن الأولويات الهامة لهذا المبعوث السامي.. الذي سيملي شروطه وتهديداته علي النظام المصري بحجة حماية الاقباط الذين اشعلوا ملفهم في الخارج حتي وصلت مطالبهم بغرض الحماية الدولية للاقليات من مصر.. وهذا مخطط واضح وصريح.. لأنه بداية تنفيذ أجندة التقسيم وسبق أن نبهنا إلي خطورة هذا الموقف.. ولكن يبدو ان ثوار التحرير كان همهم الأول محاسبة مبارك وكل الفاسدين في حكمه.. دون اعطاء أي اهتمام لهذا الملف الخطير الذي لو تم تنفيذ ما بداخله لم يجد الثوار ميدان التحرير لكي يعتصموا لأنه قد يختفي تماما من أثر غارات الطائرات الامريكية وحلف الناتو.. لأن المواجهة حتمية مع تزايد نمو التيار الديني في مصر بكل أطيافه من سلفيين وإخوان وجماعات إسلامية متشددة وتكفيريين.
الحدث الثاني.. ما يحدث في سيناء الآن من انفلات أمني مدفوع الأجر.. بمعني أن هناك أشخاصا يقومون بدور تفكيك سيناء أمنيا واظهارها بهذا الوضع المتردي الذي يستوجب تدخل إسرائيل لانقاذ سيناء من تنظيم القاعدة والتيار الديني المتنامي.. لعدم اقامة الامارة الإسلامية.. والاولي توطين الفلسطينيين في هذه الارض لاغلاق ملف القضية الفلسطينية للأبد.. إذا أننا امام مشهدين في منتهي الخطورة وأخشي أن يأخذنا حماس بعض الثوار الشباب الذين ليس لديهم خبرة عن المؤامرات الدولية التي تتم في الخفاء.. وأن تستمر الفوضي والاعتصامات وننزف اقتصاديا حتي تأتي ثورة الجياع.. فيضيع الوطن.. ونسلمه علي طبق من ذهب لدعاة التقسيم لكي يلتهموه قطعة قطعة!!
.. يا شعب مصر العظيم أرجوكم انتبهوا.. واتركوا العدالة تأخذ مجراها في محاكمة الفاسدين.. ووحدوا الصفوف حول جيشنا العظيم.. لأنه الحضن والملاذ الأخير لمواجهة جيوش المسيحية الصهيونية الذين سيتخذون من الاقباط الوطنيبن.. الذريعة لفرض الحصار الاقتصادي علي مصر.. ثم التدخل العسكري إذا اقتضي الأمر للقضاء علي بطش المسلمين البرابرة.. وهي حجة كل المستعمرين علي مر التاريخ
الجمهورية