كيف تصدرون الغاز لإسرائيل وتحاكمون من صدره؟!

*مجدى أحمد حسين

	مجدي حسين

أتابع باندهاش شديد أنباء محاكمة سامح فهمى وحسين سالم بتهمة تصدير الغاز لإسرائيل بأسلوب فاسد وبأسعار رمزية، وفى نفس الوقت يتواصل تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل وفقا لذات العقود!



وكل يوم نتعرض لمهزلة جديدة فيما يسمى محاكمات الفساد، تفقدها مغزاها وجديتها ومصداقيتها.



فكيف يتواصل تصدير الغاز لإسرائيل بعقود تؤكد التحقيقات القانونية أنها فاسدة.



ثم كيف يحاكم سامح فهمى دون مبارك الذى أمره بذلك! إن المجلس العسكرى لا ينتبه إلى حالة الاضطراب وانعدام الاتساق بين مواقفه وقراراته.



فلا تتعجبوا إذن عندما ترون قطاعات من الشباب والجمهور تنفجر غضبا واستياءا بين فينة والأخرى ضد هذا الاستفزاز أو ذاك.



وأكثر من ذلك فقد نشرت تقارير عديدة تؤكد أن مبارك وحسين سالم لم يجاملا إسرائيل مجانا ولكن مقابل مليارات من العمولات، وبدلا من أن تدخل هذه المليارات إلى ميزانية الدولة إذا بيع الغاز بالأسعار العالمية المعروفة.



إذا بها تدخل جيوب مبارك وحسين سالم. والأمر لا يحتاج إلى تقارير وأدلة فيكفى النظر إلى نص العقد والسعر المخزى للبيع فيه.



فما معنى محاكمة حسين سالم دون مبارك المعزز المكرم فى شرم الشيخ رغم أنه هو المجرم الأول فى هذه القضية كما فى كافة القضايا الأخرى.



وكيف تكون هناك قضية والغاز لايزال يتم تصديره للعدو الصهيوني على أساس هذه العقود الفاسدة التى يحاكم سامح فهمى على أساسها.



وبما أن حسين سالم المجرم الثانى فى القضية هارب فإن سامح فهمى وكبار مسئولى وزارة البترول هم الذى "سيشيلون" القضية!



وهذا استخفاف بعقول الناس وتحد لمشاعرهم، مع استمرار إهدار الثروات الوطنية واستمرار الخضوع لرغبات أمريكا وإسرائيل على حساب الشعب المصرى وكرامته.



مثال آخر:



أكدت تقارير منشورة فى صحف قومية أن تحقيقات النيابة والكسب غير المشروع أثبتت أن ثروة أحد سكرتارية مبارك قد بلغت 7 مليار جنيه بينما لم يضبط مع سوزان المسكينة إلا 24 مليون جنيه قامت بتسليمها.



واعترف السفير البريطانى بمنتهى "الشفافية" أن بلاده اكتشفت أربعين مليون جنيه استرلينى فقط لا غير لمبارك. ضع هذه الأرقام بجوار بعض لتضحك أو لتبكى!



إن المحاكمات لم تعد ذات أولوية فى ظل حالة التراجع التى يقودها النظام الانتقالى إلى سياسات عهد مبارك فى مختلف المجالات.



فالأولوية الآن فى وقف الردة لعهد مبارك بدون مبارك. ومنع الحكم الانتقالى من اقتراف مزيد من الكوارث. وإنهاء عهده فى أقرب فرصة ممكنة بأقل الخسائر.



إن المحاكمات مسئولية وجدية وأمر يتصل بمصير أمة. وعدم إدراك حجم الهزل الذى يجرى فيها ورد فعل ذلك على الجماهير حالة من التخبط لا مثيل لها، أو حالة عجيبة من عدم الإدراك.



ولا يمكن تعليق هذه الخيبة على شبح اسمه الفلول، بل أنتم المسئولون عن حالة الغضب والإحباط التى تعم الشارع إزاءكم. فانتبهوا واحترسوا من مزيد من هذا التخبط!!


* مجدى أحمد حسين

بالفعل كيف يحاكم على شىء نعتبره امر واقع ولا تبديل فيه

كلام الاستاذ مجدى سليم وهناك لغز فى الموضوع بتاع الغاز