حمودة: عمر سليمان كان الأكثر إخلاصا لمبارك والأقل رغبة في الحكم
كتب- محمد طارق:
''عُرف عنه انه متدين، وأكثر الرجال اخلاصا للرئيس السابق حسني مبارك، واقلهم رغبة في الحكم، صاحب إلقاء البيان التاريخي بتنحي الرئيس مبارك وتخليه عن الحكم الا أنه دخل في صفقات مشبوهة بسبب النظام السابق من بينها صفقة تصدير الغاز لإسرائيل؛ إنه نائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان احد رجال الرئيس'' ، هكذا وصفه برنامج ''كل رجال الرئيس''.
فعنه قال اسامة هيكل، وزير الاعلام، إنه ضابط متميز استطاع أن يترقى في مناصب عديدة حتي أصبح رئيس للأركان الفرقة 13 ثم مدير للمخابرات الحربية ، ثم اختير 1991 مديرا للمخابرات العامة، عُرف انه رجل وطني ومخلص ومحل احترام زملائه ، الا انه بعد تركه لوظيفته كنائب لرئيس الجمهورية تفتحت ملفات مهمة جدا منها دوره في صفقة بيع الغاز المشبوهة لإسرائيل ،بأقل من السعر العالمي، وكان اللاعب الاساسي في تسهيل هذه الصفقة.
اللواء عمر سليمانومن جانبه قال عادل حمودة، مقدم برنامج كل رجال الرئيس: على الرغم من كم المعلومات الخاصة والعامة التي يمتلكها عمر سليمان عن المصرين والبلد الا انه لم يستخدمها لضغط علي أحد بشكل يحسب له، منوها إلى انه مع بداية الحملات الصحفية ضد صفقة بيع الغاز المشبوهة لإسرائيل ، لم يجد رد من عمر سليمان الا مع استمرار الهجوم الاعلامي علي رجل الاعمال الهارب حسين سالم ،حيث اتصل به نائب الرئيس السابق ليوضح له ان حسين سالم رجل وطني'' ومش عايزين نزعله'' .
وتابع حمودة، أن عمر سليمان شرح له دور تصدير الغاز لإسرائيل في حماية الحدود، من خلال خلق احتياج مستمر من الجانب الإسرائيلي لمصر وبالتالي مساهمتها في حماية الحدود المصرية.
وأشار حمودة ، إلى أن محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك والدور الذي لعبه رئيس المخابرات السابق عمر سليمان في نجاته، كانت السبب الرئيسي في بقاءه بمنصب المخابرات العامة طوال هذه المدة، حيث كان من المفترض أن يصل سليمان سن التقاعد قريبا الا انه مُد له حتي تولي منصب نائب رئيس الجمهورية، مضيفا أن ذلك الرجل كان اكثر الناس اخلاصا لمبارك وأقلهم رغبة في الحكم.
حركه صغيره فعلها حزب الجبهة الديموقراطي قبل الثورة بفترة، والكلام لحودة، عندما قام بتعليق ''بوسترات'' تأييد لترشيح سليمان لرئاسة الجمهورية وحملت عبارة ''لا جمال ولا إخوان إنما عمر سليمان''، هذه الحركة كانت بهدف افساد العلاقة بينه وبين مبارك و كفيله بغضب النظام عليه والقبض علي ثلاثة من الحزب بينهم شادي الغزالي ولكن جاءت الثورة لتغير المفاهيم ويصبح حب المصريين لعمر سليمان رصيد ظنه مبارك انه كفيل له للتغاضي عن رحيله.
واستطر حمودة قائلا، إن الموقف الثاني الذي انزعج فيه عمرو سليمان خشية افساد العلاقة بالمؤسسة الرئاسية، كانت متزامنة مع بدايات الحملات الاعلامية والتي اثنت علي الدور الذي قامت به المخابرات العامة في اجهاض محاولة تغيير شكل بن لادن في الصعيد، الا أن سليمان غضب بسبب تصدره مانشيتات الصحف في ظل غياب مبارك للعلاج بألمانيا.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي عبد القادر شهيب، إن عمر سليمان كان يتسم بالتدين، وظهر ذلك من خلال حرصه الدائم علي اداء الصلاة بشكل منتظم، مشيرا إلى أن رئيس المخابرات السابق كان مدركا بأن السياسات التي كان ينتهجها مبارك ستقوده الي كارثة وذلك من خلال حديثه عن بعض الكيانات ورجال الاعمال الذين كان يدورون الاقتصاد المصري وصفهم'' بشوية عيال وهيودوا البلد في دهية''.
وعاد حمودة ليلتقط اطراف الحديث، قائلا إنه على الرغم من الوضع السيء الذي كان يعاني منه نظام مبارك في الآونة الاخيرة، ورغم أن عمرو سليمان كان بمثابة القشة الاخيرة، الا أن مجموعة جمال مبارك شعرت باستياء من تقلده منصب نائب رئيس الجمهورية .
وأوضح حمودة، أنه خلال الاجتماع الذي دعا اليه عمرو سليمان رؤساء التحرير لمناقشة الوضع خلال الثورة، اخبرهم أن المخابرات كانت علي علم من نزول اكثر من 100 ألف شاب الي ميدان التحرير عن طريق الفيس بوك، الا أن الخطء الذي وقعت في المؤسسات الحكومية انهم لم يتصورا اعتصامهم.
وذكر حمودة، أنه اتصل بعمرو سليمان عندما نشرت جريدة الاخبار اقوال تُنسب اليه في تحقيقات النيابة، بأن مبارك كان علي علم بما يحدث في التحرير، الا أن سليمان نفي تلك التصريحات ولكنه أراد ألا ينفى الخبر حتي لا يكون مضغة في الاعلام.
مصراوى