فلسطين ضحية الفكر العربى
___________________
لا منّا أصحبنا أمة واحدة ولا أتقينا الله فى أخواننا!
يقول تعالى:
"وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ"
المؤمنون/52
"فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ"
المؤمنون/53
تفرقت بنا السبل وحدث الشتات وكل فرقة لديها مالديها من المفاهيم والوحدوية الفكرية والمنهاج الخارج عن درب الجماعة التى أمرنا الله بها حتى تكون أمة واحدة وخير أمة أخرجت للناس لكننا حافظنا على الحدود وأحيانا تصارعنا من أجلها ودارت الحروب والحدود المنتزعة من قبل العدو باقية ولم نستطع إستردادها لأننا فرق وجماعات كل فى فلكه يسبح قد تجمعهم سماء واحدة ومصير محتوم واحد ولكن لكل إهتماماته واطماعه وأهدافه وأسراره وشئونه !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"( أَلا إِنَّ مَنْ قَبْلكُمْ مِنْ أَهْل الْكِتَاب اِفْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّة وَإِنَّ هَذِهِ الامَّة سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاث وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّار وَوَاحِدَة فِي الْجَنَّة وَهِيَ الْجَمَاعَة ) الْحَدِيث . خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُد , وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَزَادَ : قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ : ( مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ) "
إن الأمة فى مفترق طرق كل يذهب فى إتجاه ولو دقق وجد أن هدفه إلى التيه وضياع المتاهه فى شبكة العنكبوت الذى أدخل ضحيته وتركها تصارع مصيرها المحتوم !
******************************
دخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه فلسطين فى 20ربيع الأول سنه15 هجرية(2/5/636 م)
يقال أن هذا هو أول تاريخ إسلامى لفلسطين وهذه أم الأخطاء!
فمن قبله دخلها الرسول فى رحلة الإسراء إلى المسجد الاقصى والمعراج منه وهذا أيضا ليس أول تاريخ إسلامى لها!
ففلسطين عربية إسلامية منذ القدم!
منذ عهد نبى الله إبراهيم00
خليل الله الذى هاجر إليها ومن بعده لوط عليه السلام
"وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ "
الأنبياء /71
ومن أقوى الأقوال التى قيلت فى الارض المباركة مكة وبيت المقدس
"وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ "
سبأ/18
وفى تفسير القرطبى يقول:
(قَالَ الْحَسَن : يَعْنِي بَيْن الْيَمَن وَالشَّأْم . وَالْقُرَى الَّتِي بُورِكَ فِيهَا : الشَّام وَالْأُرْدُنّ وَفِلَسْطِين . وَالْبَرَكَة : قِيلَ إِنَّهَا كَانَتْ أَرْبَعَة آلَاف وَسَبْعمِائَةِ قَرْيَة بُورِكَ فِيهَا بِالشَّجَرِ وَالثَّمَر وَالْمَاء . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون " بَارَكْنَا فِيهَا " بِكَثْرَةِ الْعَدَد
وَقَالَ قَتَادَة : مَعْنَى " ظَاهِرَة " : مُتَّصِلَة عَلَى طَرِيق يَغْدُونَ فَيَقِيلُونَ فِي قَرْيَة وَيَرُوحُونَ فَيَبِيتُونَ فِي قَرْيَة . وَقِيلَ : كَانَ عَلَى كُلّ مِيل قَرْيَة بِسُوقٍ , وَهُوَ سَبَب أَمْن الطَّرِيق . قَالَ الْحَسَن : كَانَتْ الْمَرْأَة تَخْرُج مَعَهَا مِغْزَلهَا وَعَلَى رَأْسهَا مِكْتَلهَا ثُمَّ تَلْتَهِي بِمِغْزَلِهَا فَلَا تَأْتِي بَيْتهَا حَتَّى يَمْتَلِئ مِكْتَلهَا مِنْ كُلّ الثِّمَار , فَكَانَ مَا بَيْن الشَّام وَالْيَمَن كَذَلِكَ . وَقِيلَ " ظَاهِرَة " أَيْ مُرْتَفِعَة , قَالَهُ الْمُبَرِّد . وَقِيلَ : إِنَّمَا قِيلَ لَهَا " ظَاهِرَة " لِظُهُورِهَا , أَيْ إِذَا خَرَجَتْ عَنْ هَذِهِ ظَهَرَتْ لَك الْأُخْرَى , فَكَانَتْ قُرًى ظَاهِرَة أَيْ مَعْرُوفَة , يُقَال : هَذَا أَمْر ظَاهِر أَيْ مَعْرُوف .
وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ
أَيْ جَعَلْنَا السَّيْر بَيْن قُرَاهُمْ وَبَيْن الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا سَيْرًا مُقَدَّرًا مِنْ مَنْزِل إِلَى مَنْزِل , وَمِنْ قَرْيَة إِلَى قَرْيَة , أَيْ جَعَلْنَا بَيْن كُلّ قَرْيَتَيْنِ نِصْف يَوْم حَتَّى يَكُون الْمَقِيل فِي قَرْيَة وَالْمَبِيت فِي قَرْيَة أُخْرَى . وَإِنَّمَا يُبَالِغ الْإِنْسَان فِي السَّيْر لِعَدَمِ الزَّاد وَالْمَاء وَلِخَوْفِ الطَّرِيق , فَإِذَا وَجَدَ الزَّاد وَالْأَمْن لَمْ يَحْمِل عَلَى نَفْسه الْمَشَقَّة وَنَزَلَ أَيْنَمَا أَرَادَ .
سِيرُوا فِيهَا
أَيْ وَقُلْنَا لَهُمْ سِيرُوا فِيهَا , أَيْ فِي هَذِهِ الْمَسَافَة فَهُوَ أَمْر تَمْكِين , أَيْ كَانُوا يَسِيرُونَ فِيهَا إِلَى مَقَاصِدهمْ إِذَا أَرَادُوا آمِنِينَ , فَهُوَ أَمْر بِمَعْنَى الْخَبَر , وَفِيهِ إِضْمَار الْقَوْل .
لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ
ظَرْفَانِ " آمِنِينَ " نُصِبَ عَلَى الْحَال . وَقَالَ : " لَيَالِيَ وَأَيَّامًا " بِلَفْظِ النَّكِرَة تَنْبِيهًا عَلَى قِصَر أَسْفَارهمْ ; أَيْ كَانُوا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى طُول السَّفَر لِوُجُودِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ . قَالَ قَتَادَة : كَانُوا يَسِيرُونَ غَيْر خَائِفِينَ وَلَا جِيَاع وَلَا ظِمَاء , وَكَانُوا يَسِيرُونَ مَسِيرَة أَرْبَعَة أَشْهُر فِي أَمَان لَا يُحَرِّك بَعْضهمْ بَعْضًا , وَلَوْ لَقِيَ الرَّجُل قَاتِل أَبِيهِ لَا يُحَرِّكهُ )
هكذا كان الحال بركة وآمان00رخاء وإستقرار!
وعلى هذه الارض الطيبة دعا إبراهيم ربه ليتم عليه النعمة ويرزقه بالولد الصالح
"وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ 0رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ0
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ"
الصافات/99-100-101
دعاء الأب الأوّاب المنيب وابنه الصالح إسماعيل
"رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا
مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
البقرة/128
هذه الجزيرة العربية ملكا للاسلام ومنذ قديم الزمان إنها أرض الإسلام المقدسة والتى دنست فى جزء منها ووقفنا عاجزين أمة بكاملها أمام شرزمة من اللصوص وقطاع الطرق وسياسة البلطجة!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد :
مسجدى هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى"
رواه مسلم فى صحيحه
حرمنا من المسجد الأقصى الذى ينتهك ونقف متفرجين!
وقال صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال طائفة من أمتى على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك"
قالوا وأين ؟
قال:ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"
رواه الإمام أحمد فى مسنده عن أبى إمامه الباهلى
صمود وجهاد حتى يفك الله قهر الباقى من العباد من سلطان السبات ووحدوية الفكر وأنوية التفكير
"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
الأنفال/53
"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ"
الرعد/11
إن الفكر الضيق فى محراب الأنا هو من أفسد الأمر وإمتاع النفس بألوان الدنيا ومخافة ضياع الحال والنعمة الزائلة لوثها
إن تغيير الفكر إلى النمط الذى لا يفصله عن الدين وتوحيد الهدف بلم شتات النفس وإنصهارها فى بوتقة الجماعة التى لا يخيب رجاها ولا يفت عضدها ولا يضيع مسعاها لهو الحل الامثل للتغلب على كل المصاعب ونزع النقطة السوداء من الثوب الأبيض الناصع البياض
يقول تعالى:
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
النور/55
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أقدامكم"
محمد/7
فاللهم انصرنا على أنفسنا وعلى ضلال أفكارنا وإنحراف أنفسنا عن درب الهداية