| الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف | |
|
+6nagar الأسيوطى asar black e99 verna 10 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
verna عضو ذهبى
عدد المساهمات : 227 تاريخ التسجيل : 28/05/2009
| موضوع: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الأحد نوفمبر 13, 2011 9:29 am | |
| أنطون تشيكوف
قصة
بعنوان الألم
عدل سابقا من قبل verna في الأحد نوفمبر 13, 2011 9:53 am عدل 1 مرات | |
|
| |
verna عضو ذهبى
عدد المساهمات : 227 تاريخ التسجيل : 28/05/2009
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الأحد نوفمبر 13, 2011 9:51 am | |
|
عُرف غريغوري بتروف ولسنوات طويلة ببراعته الفائقة في حرفة الخراطة، لكنه فينفس الوقت آان الأآثر حمقا وسذاجة في إقليم (غالتشينيسكوي)، فلكي ينقل زوجته المريضة إلى المستشفى، آان عليه أن يقود الزلاجة لمسافة عشرين ميل في جو شتائي عاصف، عبر طريق شديدة الوعورة. ولم تكن تلك بالمهمة اليسيرة حتى بالنسبة لسائق البريد الحكومي. آانت الرياح القارصة تضرب في وجهه مباشرة، وسحب الثلج تلتف في دوامات حوله في آل اتجاه، حتى أن المرء لا يدري إن آان هذا الثلج يتساقط من السماء أم يتصاعد من الأرض، بينما الرؤية معدومة تماما لكثافة الضباب الثلجي، فلم يكن يرى شيئا من الحقول والغابات وأعمدة التلغراف. وعندما آانت تضربه ريح قوية مفاجئة، آان يصاب بالعمى التام، فلا يعود يبصر حتى لجام الحصان، ذلك الحيوان البائس الذي آان يزحف ببطء وهو يجر قدميه في الثلج بوهن شديد. وآان الخراط قلقا متوترا ومتعجلا لا يكاد يستقر في مقعده وهو يسوط ظهر الحصان. آان غريغوري يغمغم طول الوقت متحدثا إلى زوجته. - لا تبكي يا ماتريونا. قليل من الصبر يا عزيزتي. سنصل المستشفى وعندها آل شيء سوف يكون على ما يرام... سيعطيك بافل ايفانيتش بضع قطرات، أو سأطلب منه أن يعمل لك الحجامة، أو ربما يتكرم ويرضى أن يدلك جسدك بالكحول. سيبذل آل ما في وسعه دون شك. نعم سيصرخ وينفعل لكنه في النهاية يبذل جهده. إنه رجل مهذب ولطيف. فليعطه الله الصحة. حالما نصل هناك ويرانا سيندفع من غرفته آالسهم ويبدأ بإطلاق السباب والشتائم. وسوف يصرخ: آيف؟ لماذا هكذا؟ لماذا لم تأتوا في الوقت المناسب؟ أنا لست آلبا آي أبقى عالقا هنا في انتظار حضراتكم طوال اليوم. لماذا لم تأتوا في الصباح؟ هيا اخرجوا، لا لن أستقبلكم. تعالوا غدا. فأرد عليه قائلا: يا حضرة الطبيب المبجل بافل إيفانيتش، نعم يمكنك أن تسب وتلعن وتشتم...، وليأخذك الطاعون...أيها الشيطان.... ساط الخراط ظهر الحصان، ومن دون أن ينظر إلى المرأة العجوز الراقدة في العربة خلفه واصل حديثه مع نفسه: - يا حضرة الطبيب المبجل، أقسم بالله، ولن أقول إلا الصدق، وها هو الصليب أرسمه على صدري أمامك بأنني انطلقت قبل طلوع الفجر، ولكن آيف يمكنني أن أآون عندك في الوقت المناسب وقد أرسل الرب هذه العاصفة الثلجية؟ تلطف وانظر بنفسك..إن أفضل الجياد لن تتمكن من السير في هكذا جو، وحصاني هذا الكائن البائس التعيس آما ترى بنفسك ليس حصانا على الإطلاق. عندها سيقطب بافل ايفانيتش حاجبيه ويصرخ: نحن نعرفكم، أنتم دائما بارعون في اختلاق الأعذار، وعلى الأخص أنت يا غريشكا. فأنا أعرفك حق المعرفة، وأقسم بأنك توقفت في نصف دزينة من الحانات قبل أن تأتي عندي. لكني سأقول له: أيها المحترم، هل أنا آافر أم مجرم حتى أتنقل بين الحانات بينما زوجتي المسكينة تلفظ أنفاسها الأخيرة؟ لعنة الله على الحانات وأصحابها وليأخذهم الطاعون جميعا. سيأمر بافل ايفانيتش عندها بنقلك إلى داخل المستشفى، فارآع عند قدميه. بافل ايفانيتش، أيها المحترم، نشكرك من صميم قلوبنا، وأرجو أن تسامحنا على حماقاتنا وسلوآنا الأرعن، وألا تكون قاسيا معنا نحن الفلاحون. نعم نحن نستحق منك لا الشتيمة فحسب بل حتى الرفس، وقد آنا سببا في خروجك وتلويث قدميك في الثلج. سينظر بافل ايفانيتش نحوي آأنه يريد أن يضربني وسيقول: ألا يجدر بك أيها الأحمق أن تشفق على هذه المسكينة وترعاها بدلا من أن تسكر وتأتي لترآع عند قدمي؟ والله أنت تستحق الجلد. نعم، نعم..أنت على حق في ذلك. أنا أستحق الجلد يا بافل ايفانيتش، فلتصب السماء لعناتها على رأسي، ثم ما الضير لو رآعت عند قدميك، فأنت أبونا وولي نعمتنا، ويحق لك يا سيدي أن تبصق في وجهي لو بدر مني ما يضايقك، وأقسم بالله على ذلك. سافعل آل ما تريده وتأمرني به..إذا استرجعت زوجتي العزيزة ماتريونا صحتها. وإذا أردتَ أصنع لك علبة سجاير فاخرة من أفضل أنواع الخشب، آراتا للعبة الكروآيت، أو أروع قناني خشبية للعبة البولنج..ولن آخذ منك قرشا واحدا. في موسكو تكلف علبة السجاير أربع روبلات، لكني سأصنعها لك دون مقابل. عندها سيضحك الطبيب ويقول: حسنا، حسنا...يبدو أنك سكران حتى الثمالة. آما ترين يا عزيزتي فأنا أعرف آيف أتعامل مع أبناء الطبقة العليا. ليس هنالك من سيد يستعصي علي. فقط أدعو من الله ألا أفقد الطريق. أنظري آم عنيفة هي الريح. لا أآاد أفتح عيني من شدة اندفاع الثلج. ولم يتوقف الخراط عن حديثه المتواصل مع نفسه، في محاولة منه على ما يبدو للتخفيف من ضغط المشاعر الحادة عليه. آانت الكلمات آثيرة على لسانه، وآذلك الأفكار والأسئلة في رأسه. جاءه الحزن مفاجئا، دون توقع أو انتظار، وعليه الآن أن يتخلص منه. لقد عاش حياته في سكينة وسلام دون أن يعرف للحزن أو للبهجة معنى، وفجأة، دون سابق إنذار، جاءه الألم ليعشش بين تلافيف قلبه، فوجد السكير المتسكع نفسه في موقع المسئول، مثقلا بالهموم، ويصارع الطبيعة. وراح غريغوري يتذآر آيف ابتدأت المشكلة ليلة أمس عندما عاد إلى البيت سكرانا بعض الشيء، وآالعادة انطلق يشتم ويهدد بقبضتيه، فنظرت إليه زوجته آما لم تنظر إليه من قبل. عادة ما تشف نظرات عينيها عن الذل والاستكانة الشبيهة بنظرات آلب أشبع ضربا. لكنها هذه المرة نظرت إليه بتجهم وثبات، آما ينظر القديسون في الصور المقدسة أو آما ينظر الموتى. من نظرة الشر الغريبة تلك بدأت المشكلة. وفي حالة من الذهول والاستغراب استعار حصانا من أحد الجيران آي ينقل زوجته العجوز إلى المستشفى لعله باستخدام المساحيق والمراهم، يستطيع بافل ايفانيتش أن يعيد التعبير الطبيعي لنظرة عينيها. ويستمر الخراط في حديثه مع نفسه فيقول: - حسنا، اسمعيني يا ماتريونا، لو سألك بافل ايفانيتش فيما إذا آنت قد ضربتك، يجب أن تنفي ذلك وسوف لن أضربك بعد اليوم، أقسم على ذلك. وهل ضربتك يوما لأني أآرهك؟ لا، إطلاقا. إنما دوما أضربك وأنا فاقد لوعيي. أنني حقا أشعر بالأسف من أجلك. لا أظن أن الآخرين سيبالون مثلي، فها أنت ترين، إنني أفعل المستحيل في هذا الجو الثلجي العاصف آي أصل بك إلى المستشفى. فلتتحقق مشيئتك أيها الرب، وإن شاء الله لن نخرج عن الطريق. هل يؤلمك جنبك عزيزتي؟ ألهذا أنت لا تتكلمين؟ إني أسألك، هل يؤلمك جنبك؟ لاحظ خلال نظرة خاطفة إلى العجوز بأن الثلج المتجمع على وجهها لا يذوب. والغريب أن الوجه نفسه بدا مسحوبا، شديد الشحوب، شمعيا، جهما ورصينا. صرخ قائلا: - أنت حمقاء، حمقاء..، أقول لك ما في ضميري أمام الله، لكنك مع ذلك تصرين على....حسنا، أنت حمقاء، وأنا قد أرآب رأسي..ولا آخذك إلى بافل ايفانيتش. أرخى اللجام بين يديه وبدأ يفكر. لم يكن في مقدوره أن يستدير تماما لينظر إلى زوجته. آان خائفا. وآان يخشى أيضا أن يكرر أسئلته عليها دون أن يحصل على جواب. أخيرا، وليحسم الأمر، ومن دون أن يلتفت إليها رفع يده وتحسسها. آانت باردة، وعندما ترآها سقطت آأنها قطعة خشب. ندت منه صرخة. - إذن فهي ميتة، يا للمصيبة. لم يكن آسفا قدر انزعاجه. وفكر آيف أن الأشياء تمر سريعة في هذا العالم. لم تكن المشكلة قد ابتدأت وإذا بها تنتهي بكارثة. لم يسنح له الوقت آي يعيش معها ويكشف لها عن أسفه قبل موتها. عاش معها أربعين عاما لكنها مرت في ضباب وعتمة مطبقة. لم يكن هنالك من مجال للأحاسيس الجميلة وسط السكر والعربدة والشجار المتواصل والفقر المدقع. ولكي تغيظه فقد ماتت في اللحظة التي بدأ يشعر فيها بالأسف عليها، وبأنه لا يستطيع العيش من دونها وأنه آان قاسيا معها وقد أساء لها آثيرا. قال لنفسه متذآرا: - آنت أبعثها آي تدور في القرية تستجدي الخبز. آان يمكن أن يطول العمر بها لعشر سنوات أخرى. المصيبة أنها ماتت وهي تعتقد بأني ذلك الإنسان...... يا أمنا المقدسة. ولكن بحق الشيطان أين أنا ذاهب الآن؟ ما عاد بي حاجة إلى الطبيب، ما أحتاجه الآن قبرا آي أدفنها. استدار بالزلاجة وهو يلهب ظهر الحصان بسوطه، وقد ازداد الجو سوءا حتى انعدمت الرؤية تماما. ومن حين لآخر آانت تضرب وجهه ويديه أغصان الأشجار وتخطف من أمام عينيه أجسام سوداء. - لو أعيش معها مرة أخرى. وتذآر بأن ماتريونا قبل أربعين عاما آانت مليحة الوجه مرحة الروح، وهي من عائلة ميسورة الحال، وقد رضي أهلها أن يزوجوها له بعدما شاهدوا وعرفوا مدى براعته في مهنة الخراطة. آانت آل الأسباب لحياة سعيدة متوفرة لهما، لكن المشكلة أنه في ليلة عرسه شرب حتى الثمالة ومن يومها وهو سكران طول الوقت ولم يستيقظ أبدا. نعم فهو يتذآر عرسه، ولكنه لا يتذآر شيئا مما حدث بعد ذلك وطوال حياته، باستثناء أنه آان يسكر ويضطجع عند الموقد ويتشاجر. هكذا ضاعت منه أربعون سنة. بدأت الغيوم الثلجية البيضاء تتحول تدريجيا إلى اللون الرمادي مما ينبئ عن قرب الغسق. عاد يسأل نفسه: - إلى أين أنا ذاهب؟ مطلوب مني أن أفكر بدفن الجثة... بينما أنا الآن في طريقي إلى المستشفى..آأنني فقدت عقلي.. واستدار بزلاجته ثانية. آان الحصان يشخر وراح يتعثر في خببه، فعاد الخراط يجلده من جديد. وآان يسمع صوت ارتطام خلفه، ومن دون أن يلتفت آان يعرف بأنه صادر عن رأس العجوز وهو يضرب بحافة المقعد. ازداد الثلج عتمة، واشتدت برودة الريح. - لو أعيش معها مرة أخرى، سأشتري مخرطة جديدة، وأشتغل...وأجلب لها الكثير من النقود. أفلتت يداه العنان. بحث عنه. حاول أن يلتقطه، فلم يستطع. قال لنفسه: - لا يهم. يستطيع الحصان أن يتولى الأمر بنفسه، فهو يعرف الطريق. يمكنني أثناء ذلك أن أنام قليلا قبل أن أتهيأ للجنازة وصلاة الميت... أغلق الخراط عينيه وغاص في إغفاءة. بعدها بفترة قصيرة شعر بأن الحصان قد توقف عن السير. فتح عينيه فرأى أمامه شيئا معتما يشبه آوخا أو آومة من القش. أراد أن ينهض ليكتشف ذلك الشيء، لكنه أحس بأنه عاجز تماما عن الحرآة، ووجد نفسه دون ضجة أو مقاومة يستسلم لنوم هادئ عميق. عندما استيقظ، وجد نفسه في غرفة فسيحة، مطلية الجدران، وضوء الشمس يتوهج عند الشبابيك. ورأى ناسا حوله، فكان شعوره الأول أن يعطي الانطباع بأنه سيد محترم ويعرف آيف يلتزم بالسلوك السليم الذي يفرضه الموقف. قال مخاطبا إياهم: - الصلاة على روح زوجتي أيها الأخوة. لابد من إعلام القس بذلك... قاطعه أحدهم بصوت حازم: - حسنا، حسنا، ولكن لا تتحرك. صرخ الخراط مندهشا وهو يرى الطبيب أمامه: - بافل إيفانيتش! ولي نعمتنا المبجل. أراد أن يقفز ليرآع على رآبتيه أمام الطبيب، لكنه شعر بأن ساقيه وذراعيه لا تستجيب له. صاح مرعوبا: - أين ساقيَّ ؟ وأين ذراعيَّ يا سيدي ؟ - قل لهما وداعا. آانت متجمدة تماما فاضطررنا إلى بترها. هيا...هيا...علام تبكي ؟ لقد عشت حياتك، واشكر ربك على ذلك. أنت الآن في الستين على ما أعتقد، وأظن أن هذا يكفي بالنسبة لك. - أنا حزين، حزين جدا...وأرجو أن تسامحني يا سيدي. آم أتمنى لو أعيش خمس أو ست سنوات أخرى. - لماذا؟ - الحصان ليس لي، ويجب أن أعيده لأصحابه..ويجب أن أدفن زوجتي...أوه يا إلهي..آم تنتهي الأشياء بسرعة مذهلة في هذا العالم. سيدي..بافل ايفانيتش، سأصنع لك علبة سجاير من أجود أنواع الخشب، وآذلك آرات للكروآيت...
غادر الطبيب الجناح وهو يلوح بيده. آان آل شيء قد انتهى بالنسبة للخراط
ترجمة رافع الصفار
عدل سابقا من قبل verna في الأحد نوفمبر 13, 2011 10:23 am عدل 1 مرات | |
|
| |
e99 عضو متميز
عدد المساهمات : 33 تاريخ التسجيل : 31/12/2010
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الأحد نوفمبر 13, 2011 10:19 am | |
| | |
|
| |
black عضو نشيط
عدد المساهمات : 22 تاريخ التسجيل : 03/11/2010
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الإثنين نوفمبر 14, 2011 9:54 am | |
| | |
|
| |
asar عضو نشيط
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الإثنين نوفمبر 14, 2011 10:33 pm | |
| | |
|
| |
الأسيوطى عضو نشيط
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 08/06/2010 العمر : 34
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الأربعاء نوفمبر 16, 2011 9:25 am | |
| | |
|
| |
nagar عضو نشيط
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 24/05/2011
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف السبت نوفمبر 19, 2011 8:12 am | |
| | |
|
| |
سما عضو جديد
عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 28/10/2010 العمر : 30
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الأحد نوفمبر 27, 2011 9:41 am | |
| | |
|
| |
lely عضو جديد
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 24/10/2010
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الإثنين يناير 23, 2012 9:35 am | |
| | |
|
| |
بهاء راشد عضو متميز
عدد المساهمات : 45 تاريخ التسجيل : 27/04/2010
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الأربعاء يناير 25, 2012 10:40 am | |
| | |
|
| |
cat عضو متميز
عدد المساهمات : 46 تاريخ التسجيل : 17/01/2011
| موضوع: رد: الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف الأربعاء فبراير 01, 2012 10:58 pm | |
| | |
|
| |
| الألم للكاتب العالمى أنطون تشيكوف | |
|