المصريون ينجحون في «امتحان الديمقراطية».. وإقبال السيدات «مفاجأة الانتخابات»
أ.ش.أ
تصوير محمد معروف
اجتاز المصريون اليوم الأول من المرحلة الأولى لأول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير بنجاح، على الرغم من بعض الظواهر السلبية، التي شابت العملية الانتخابية في عدد من الدوائر.
واللافت للنظر أن معظم المواطنين كان قلقا على خلفية الأحداث العاصفة التي شهدتها البلاد على مدار الأسبوع الماضي، والتي راهنت بعض القوى فيها على إعادة خلط الأوراق، وإعادة حالة الهرج الأمني إلى بعض المحافظات، إلا أن إصرار المواطن المصري على اجتياز هذه المرحلة، والرغبة الملحة في العبور إلى المستقبل من خلال أول انتخابات نزيهة دفع الجميع إلى التوجه لصناديق الاقتراع والتزاحم بكثافة أمام اللجان الانتخابية للإدلاء بصوته.
وأغلق القضاة وأعضاء الهيئات القضائية مع نهاية اليوم الأول صناديق الاقتراع بالشمع الأحمر، ووضع خاتم كل منهم على صندوقه، وأغلقوا أبواب ونوافذ المقار الانتخابية بالشمع الأحمر وتسليم اللجان إلى رجال القوات المسلحة التي تتولى تأمين هذه اللجان حتى صباح الغد، حيث سيتم استئناف استقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم لتكتمل المرحلة الأولى.
ووضعت القوات المسلحة والشرطة خطة أمنية شاملة ومحكمة لتأمين المقار الانتخابية، تميزت بالانضباط والحزم، مما ساهم في إضفاء أجواء من الطمأنينة في نفوس المواطنين في أعقاب الأحداث التي شهدتها مصر مؤخرا، وكادت أن تتسبب في إحجامهم عن المشاركة في العملية الانتخابية.
وتمثل المشهد المؤثر في توافد بعض المواطنين من كبار السن والمرضى والحرص الزائد من جانبهم على المشاركة في هذا اليوم الديمقراطي الذي يمهد لمستقبل مصر الديمقراطي، وكان المشهد الأكثر إيلاما عندما سقط أحد الناخبين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة إثر إصابته بأزمة قلبية نتيجة الزحام الشديد في إحدى اللجان بمنطقة شبرا.
وكان لافتا للنظر توافد هذا العدد الكبير من السيدات اللاتي شاركن بكثافة في عمليات الإدلاء بأصواتهن بالانتخابات البرلمانية التي تم مد عملها لساعتين إضافيتين بسبب كثافة الإقبال.
وقال المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، إن على الشعب المصرى أن يشكر ويثمن دور شهداء وجرحى ثورة 25 يناير الذين ضحوا بأرواحهم حتى نصل إلى الديمقراطية والانتخابات البرلمانية الحرة التى تشهدها مصر.
وأشاد ماضى بالجهود المبذولة من جانب القوات المسلحة فى حفظ الأمن وضبطه بكفاءة عالية فى أولى مراحل الانتخابات البرلمانية، وأشار إلى إيجابية العملية الانتخابية على الرغم من بعض المشكلات الإدارية التي حدثت، وأخرت بعض اللجان عن بدء عملية الاقتراع، مضيفا أن الإقبال المتزايد على عمليات الاقتراع فى محافظات المرحلة الأولى بشكل لم يسبق له مثيل ضرب مثلا عظيما في الإيجابية والشجاعة.
وأوضح «ماضى» أن هذه الإيجابية من جانب الشعب المصرى، أزالت الشائعات التى روجها المغرضون لإرهاب الشعب من العملية الانتخابية، مؤكدا أن انتظار المصوتين لساعات طويلة بلا ملل ولا كلل ليعبروا عن آرائهم بوعى ونضج كبير أبرز صورة الإرادة المصرية فى التغيير.
وأعرب المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين عن ثقته في قدرة الشعب المصري على إبهار العالم بانتخاباته كما بهره بثورته السلمية؛ لينصت العالم اليوم لمصر وهي تتحدث عن نفسها من جديد عبر تلك الانتخابات.
وفي محافظة القاهرة شهدت دائرة قسم قصر النيل بوسط القاهرة ارتفاعا ملحوظا فى أعداد الناخبين مع اقتراب موعد إغلاق باب التصويت فى التاسعة مساء لتصل لأعلى معدلاتها خلال الساعة الأخيرة قبيل إغلاق باب التصويت، بعد أن اطمأن المواطنون لعدم وجود أعمال بلطجة أمام اللجان.
وفي حي عابدين توافدت أعداد كبيرة من المواطنين على مدرسة القرابية الإعدادية، بدءا من الساعة 4 عصرا وحتى حوالى الثامنة مساء، وتكرر هذا المشهد في العديد من المدارس الموجودة فى الحى والتى تستخدم كلجان انتخابية بعد أن تم مد ميعاد التصويت لساعتين إضافيتين.
ولوحظ أن مشاركة الناخبين فى التصويت لم تقتصرعلى الشباب أو متوسطي الأعمار، بل شملت كبار السن الذين لم يمنعهم المرض واعتلال الصحة من النزول والمشاركة فى الانتخابات، برغم وجود بعض العقبات التي تمثلت في عودة البعض منهم إلى منازلهم لإحضار بطاقات الرقم القومي بعد رفض القضاة تمكينهم من الإدلاء بصوتهم باستخدام الصور الضوئية لبطاقات الهوية.
وفي دوائر مدينة نصر بالقاهرة أعرب الناخبون عن رضاهم التام عن سير العملية الانتخابية فى اليوم الأول، واصطف الناخبون في طوابير منتظمة وممتدة أمام مراكز الاقتراع، خاصة بعد عودة الكثير منهم من أعمالهم.
وأشادت الناخبات بالنظام في المقار الانتخابية وبتساوي جميع فئات المجتمع في الوقوف والانتظار بالطوابير للإدلاء بالأصوات في أجواء ديمقراطية تنظيمية جيدة، على حد وصفهن.
وفي محافظة الإسكندرية، حيث يحقق التصويت بها لنحو 3 ملايين و24 ألفا و238 ناخبا، لاختيار 8 مرشحين بالنظام الفردي من 4 دوائر انتخابية، بالإضافة إلى 16 نائبا من القوائم الانتخابية.
وبلغ عدد المراكز الانتخابية 485 مركزا بدوائر المحافظة المختلفة بالنظامين الفردي والقوائم.
وقال مدير أمن الإسكندرية اللواء خالد غرابة، إن مديرية أمن الإسكندرية اتخذت التدابير اللازمة لتأمين الصناديق الانتخابية داخل كل اللجان الانتخابية، والتي ستستكمل الانتخابات فيها الثلاثاء، وأضاف أنه تم التنسيق مع القوات المسلحة لتأمين الصناديق الانتخابية، التي سيتم تجميعها في لجنة واحدة داخل كل مقر انتخابي وتأمينها بإشراف مندوبين عن جميع المرشحين لضمان الشفافية.
وأوضح أنه تم عمل دوريات أمنية تجوب حول اللجان المختلفة لتأمينها ليلا تحسبا لحدوث أي عملية تعد بالتعاون مع رجال القوات المسلحة.
وشهدت اللجان الانتخابية بمحافظة دمياط إقبالا شديدا، خاصة من جانب السيدات والحرفيين، وانتظم الجميع في صفوف طويلة، حريصين على الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة.
وفي محافظة بورسعيد، قال اللواء المحافظ أحمد عبد الله، إنه تم إغلاق أبواب اللجان، والموافقة على أن يبيت مندوبو المرشحين أمام اللجان، وذلك لبث الثقة والطمأنينة في نفوسهم وضمان عدم التلاعب بالصناديق.
وأضاف أنه سيتم إغلاق جميع اللجان بالأقفال وبالشمع الأحمر، وكذلك الصناديق وجميع النوافذ الخاصة بالمقار الانتخابية، وذلك تحت تأمين مكثف من جانب القوات المسلحة ورجال الشرطة تمهيدا لاستقبال يوم انتخابي جديد الثلاثاء.
وفي محافظة الأقصر، تم إغلاق صناديق الاقتراع بالشمع الأحمر فى التاسعة من مساء اليوم، فيما يتولى الجيش والشرطة واللجان الشعبية حراسة اللجان التى بها صناديق الاقتراع من الخارج، إلى أن يتم فتحها الثلاثاء لاستكمال المرحلة الأولى من العملية الانتخابية.
وشهدت دوائر المحافظة كثافة شديدة في توافد أعداد الناخبين، وتميزت بإقبال كبير من جانب السيدات على مستوى جميع اللجان بالمحافظة، وكانت هناك تسع حالات إغماء من شدة الزحام من بين السيدات تم إسعافهن.
ويبلغ عدد المواطنين المصريين الذين لهم حق التصويت فى الانتخابات بصفة عامة نحو 50 مليون ناخب، موزعين على 53 ألف لجنة فرعية، بمعدل نحو ألف ناخب فى اللجنة الواحدة تقريبا.
المصرى اليوم