هيفاء وهبي وصور العزاء:تعتبر الفنانة هيفاء وهبي من أكثر الفنانات حباً للإعلام، إذ أنها لا تفوت فرصة دون الظهور الإعلامي، سواء عبر أغلفة المجلات، أو البرامج التلفزيونية، أو حتى موقع "تويتر" الذي بات يلازمها وتلازمه أربع وعشرين ساعة في اليوم.
وتبدو هيفاء من الفنانات القليلات اللواتي يخضعن لجلسات تصوير بصورة مستمرة، فضلاً عن الصور التي تلتقطها من يومياتها وتنشرها عبر صفحتها على موقع "تويتر"، إلا أن الفنانة وقعت في المحظور، عندما نشرت صورها وهي تتقدم بواجب العزاء لزميلتها أمل حجازي، في مناسبة كان يجب أن تبقى بعيدة عن الأضواء، أقله احتراماً لمشاعر زميلتها.
وقد علق "فانز" هيفاء على الصور بالإشادة بالفنانة صاحبة الواجب، ولأن أمل كانت تبدو شاحبة دامعة العينين، لم يتوان "الفانز " عن شتمها ووصفها بالقبيحة، دون أن تكلف النجمة نفسها عناء حذف التعليقات المسيئة.
*راغب علامة يعزي هاني شاكر بطريقته الخاصةقبل أشهر، عندما فقد الفنان هاني شاكر وحيدته دينا، بعد صراع مع مرض السرطان، سارع الفنان راغب علامة إلى كتابة رسالة بخط يده، تدل على أنه يفضل الابتعاد عن عالم التكنولوجيا، ووقّع الرسالة وصورها وأرسلها إلى وسائل الإعلام لنشرها.
وكتب راغب في الرسالة تعزية خاصة لهاني، وعرض عليه خدماته ووصفه بالشقيق، في أسوأ دعاية قد يقوم بها فنان لنفسه، هذا إذا ما اعتبرنا أن راغب أراد أن يقوم بالدعاية لنفسه، إذ كان حرياً به أن يتصل بهاني شخصياً لتعزيته، طالما أنه وصفه بالشقيق.
ولم تكن المرة الاولى التي يتقدم فيها راغب بواجب العزاء عبر الصحافة، إذ أنه أرسل قبل سنتين عندما سقطت الطائرة الأثيوبية الشهيرة في بحر بيروت، وتوفي على متنها أكثر من مئة شخص، برقية تعزية إلى أهالي الضحايا، وقبلها أرسل رسالة تهنئة إلى الرئيس المصري حسني مبارك بمناسبة عودته بالسلامة من رحلة علاجية في ألمانيا، ودائماً عبر وسائل الإعلام التي كانت تنشر رسائل راغب في أسوأ دعاية قد يقوم بها فنان لنفسه في مراسم عزاء.
*مي حريري ودعوة الأمير شارلزيبدو أن الفنانة مي حريري تجيد دوماً إقحام نفسها في دعايات لا تعود عليها إلا بالانتقادات.
فقبل سنتين، ظهرت مي باكية عبر نشرات الأخبار، بعد إعلانها عن تسجيل اسمها في عداد المغادرين على سفينة "مريم" لكسر حصار غزة، ولأن وسائل الإعلام وجدت في الخبر مادة دسمة لإضفاء الإثارة على رحلة لن تقلع أصلاً، فقد أسهبت في لقاء النجمة وإفساح الفرصة أمامها للحديث عن دوافعها إلى خوض تجربة كلفت قبلها أرواحاً وعلاقات دبلوماسية تمّ قطعها على خلفية استهداف إسرائيل أرواح أبرياء أتراك في رحلة كسر حصار تحوّلت إلى مجزرة.
يومها أطلت مي وهي تبكي في تقرير أعد ضمن نشرة الأخبار، وقالت إنها كتبت وصيتها، وإنها مستعدة للتضحية بحياتها للمساهمة في تخفيف الحصار عن شعب غزة.
وكانت كل المؤشرات تؤكد أن سفينة "مريم" لن تقلع، مع رفض السلطات القبرصية إعطاء تصريح لها للإبحار نحو ميناء غزة، واستحالة إبحارها من ميناء بيروت، حتى اللجنة المنظمة فقدت الأمل حينها من إمكانية التوجه إلى غزة، إلا مي التي بقيت متمسكة بحلمها الذي جعل منها يومها نجمة غلاف في أكثر من مجلة أثنت على خطوتها، ومن لم يثن عليها فقد هاجمها متهماً إياها باستغلال قضية إنسانية للترويج لنفسها، خصوصاً أن مكتبها الإعلامي كان هو من وزع خبر تسجيل اسمها في الرحلة بينما كان بإمكانها التكتم عن الموضوع لو كان هدفها انسانياً بحت لا علاقة له بضرورات الترويج والدعاية بحسب المهاجمين.
ونجت مي بفعل الحظ من المغامرة غير المحسوبة العواقب، ولم تبحر في رحلة كانت قد تكلفها حياتها لو حصلت معجزة مكنتها من الإبحار.
وبين سفينة "مريم" وحفل زفاف الأمير وليام أقل من سنة، غابت فيها مي عن الإعلام إلا من خلال حربها مع زوجها السابق الموسيقار ملحم بركات، الذي شبهها بالميكي ماوس في مؤتمر عقده على هامش مهرجان الدوحة، وأتاح لها فرصة تبرير نفسها أمام وسائل الإعلام والظهور من جديد في ظل الركود الفني الذي تعاني منه كسائر الفنانين العرب.
ولأن قصة ميكي ماوس باتت قديمة، فقد رأت مي في حفل زفاف الأمير الذي كان ينتظره العالم، وتحشد لتغطيته وسائل الإعلام العالمية كل إمكاناتها، ويتحضر لحضوره أهم الملوك والرؤساء والنجوم في العالم، مناسبة لإثارة الجدل من حولها، جدل قد لا تكون عواقبه لصالح الفنانة التي أعلنت أنها تلقّت دعوة شخصية من الأمير شارلز لحضور زفاف ابنه، مؤكدة أن ثمة علاقة صداقة تربطها بالأمير الذي ظهر معها في الصورة الشهيرة في مباراة بولو.
والمفاجأة كانت في إعلانها رفض الدعوة بحجة أنها مرتبطة بتصوير مسلسل في سوريا في يوم الزفاف.
فالتصوير الذي اعتادت النجمات على تأجيله لسبب بسيط مثل إصابتهن بصداع، أن بسبب مزاجهن المتعكر، يبدو أن مي ملتزمة به إلى حدود تضييع فرصة الالتقاء بأهم الشخصيات في العالم، في مناسبة أسطورية سيخلدها
التاريخ، ولم تحسب مي حساباً للثورة السورية التي ألغت تصوير مسلسلها، ولم تبرر رفضها لدعوة شك الكثيرون أنها تلقتها أصلاً
رامي عياش: صاحب الأرقام الخرافيةيعتبر الفنان رامي عياش من أكثر الفنانين سقوطاً في فخ الدعايات المجانية غير المحسوبة العواقب، فقبل سنتين، وعدما أعلن خطوبته، وزع صوراً من الخطوبة مع خبر من مكتبه الإعلامي يفيد بأنه أهدى خطيبته هدية ثمينة بملبغ خرافي، كان ينقص النجم آنذاك أن يرفق البيان بفاتورة عن هديته، ولأن رامي الذي بات نجماً بواصفات خاصة يعشق المظاهر، أرسل إلينا بياناً قبل أيام، يخبرنا فيه عن كليبه الجديد "مجنون" الذي أخبرنا فيه أنه تكلف مبلغاً خرافياً، وهي الكلمة نفسها التي استخدمها ليصف سعر هدية خطيبته التي انفصل عنها بعد أسابيع قليلة من الخطوبة.
هذه السياسة الإعلامية يبدو رامي المسؤول الأول عنها، إذ أنه حرص على مدى سنوات على تغيير مستشاريه الإعلاميين دون أن يغير سياسته، ما يعود بنا إلى الذاكرة سنوات مضت، حين أطل رامي في مقابلته الشهيرة مع الزميل نيشان، وأعلن أنه مصاب بالسرطان، وبكى على الهواء وأبكى المشاهدين، ليتبين أنه مصاب بكيس دهني، وأنه شخّص مرضه قبل أن تظهر نتيجة
التحاليل، في دعاية بقيت نقطة سوداء في تاريخه الفني.
مؤتمرات لنفي شائعةلا تقتصر الدعايات السيئة على نجوم الغناء، إذ أن بعض الملحنين الذي يصنعون نجومية المطربين، يصابون بنوع من الغيرة تجعلهم يستجدون الأضواء بطريقة غير منطقية، فقد عقد الملحن محمد رحيم مؤتمراً صحفياً في بيروت قبل سنوات، للرد على شائعة خطوبته من الفنانة إليسا التي كانت قد أرسلت بياناً نفت فيه الخبر، مؤكدة أن علاقتها بالملحن المصري سطحية، ويبدو أن هذه النقطة هي ما أثارت رحيم، فحضر من القاهرة الى بيروت مصطحباً معه زوجته، وأكد للصحافيين ان هذه الشائعة كادت تقضي على زواجه، رغم تأكيد الصحافيين أنّهم حصلوا على الخبر من الملحقة الاعلامية الخاصة برحيم.
مؤتمر رحيم لم يكن المؤتمر الوحيد الذي يعقد لنفي شائعة، فقد قامت فنانة تدعى منار، بالدعوة الى مؤتمر صحفي قبل مدة، لتبلغ الصحافيين ان ثمة من يهدد بنشر صور اباحية لها، أرغمت على تصويرها تحت تهديد بالاغتصاب، وقامت بتوزع بعض الصور على الصحافيين، ولغاية الآن لم يوزع أحداً صوراً للفنانة.
وقبلها قامت الفنانة المبتعدة عن الأضواء دانا، بعقد مؤتمر صحفي، لتخبر الصحافيين أنها تنتظر مولودها الأول، ووزعت عليهم صوراً لها وهي حامل، في مؤتمر بدا دون معنى لفنانة في تاريخها ثلاث أغنيات فحسب.
هي دعايات مجانية تنقلب على مطلقيها، وتفتح الباب أما تساؤلات عن السياسات الإعلامية التي يعتمدها الفنانون، والتي يبدو معظمها وليد اللحظة، دون أية خطة مدروسة، إلا إذا كان الهدف هو الظهور لمجرد الظهور ولو على حساب هيبة الفنان وكرامته أحياناُ.