الزمالك والفلوس الحرام أسامة خليل
أسمع كلامك أصدّقك أشوف أمورك أستعجب.. هذا المثل الشعبى ينطبق بالكلمة والحرف والمعنى على نادى الزمالك، وبطريقة مختلفة على النادى الأهلى، فلا أحد يختلف على أن الزمالك نادٍ فقران وعدمان وديونه للاعبين والعاملين والمتعاملين والضرائب تحتاج إلى مئة عام أخرى، ويكفى رقم ٤٥ مليون جنيه مستحقات لا خلاف عليها لمصلحة الضرائب أغلبها قيمة الضرائب المستقطعة من عقود اللاعبين والمدربين فى السنوات السبع الأخيرة، وهى مبالغ استُقطعَت ولم يتم توريدها.
وأى نادٍ أو مؤسسة أو شركة بهذه الظروف الصعبة عليها من الطبيعى والمنطقى أن تدقق وتمحص فى أى مليم يتم صرفه إذا كانت جادة فى الخروج من أزمتها وإعادة بناء نفسها مرة أخرى، ولو أن هناك عقلية اقتصادية أو إدارية محترمة ومحترفة فى المؤسسة فإن أول ما تقوم به هو إعادة الهيكلة المالية والإدارية ووضع ميزانية استراتيجية يقوم على تنفيذها متخصصون، إلا أن ما يحدث فى الزمالك يؤكد أن عهد السبهللة ما زال قائما وأن الإدارة بالبركة هى التى تحكم القرارات الفنية والمالية فى المجلس المعين السابق برئاسة جلال إبراهيم والمنتخب الحالى برئاسة ممدوح عباس، وما دفعنى إلى الحديث عن هذا الموضوع اليوم هو إقدام النادى على التعاقد مع مهاجم إفريقى جديد تلبية لطلبات حسن شحاتة، ومن المفترض أن الإدارة المحترمة والمحترفة قبل أن تسمع كلام المدرب وتنساق خلفه بسذاجة وبلاهة عليها أن تسأله أولا السؤال التقليدى: لماذا نتعاقد مع مهاجم جديد والفريق بدأ الموسم قبل ثلاثة أشهر بخمسة مهاجمين بمعرفة وموافقة ورضا المدير الفنى حيث لم يجبره أحد أو يلوِ ذراعه على الإبقاء على أى لاعب أو يفرض عليه لاعبا آخر؟ فعمرو زكى وميدو وأحمد جعفر وافق على بقائهم شحاتة بكامل إرادته ولم تسقِه إدارة النادى حاجة أصفرة أو أحمرة حتى يُبقِى على ميدو رغم أنه يتقاضى ٧ ملايين فى الموسم، وهو الذى اتفق بنفسه مع عمرو زكى على البقاء ( خمسة ملايين فى الموسم) ولم يعترض على استمرار أحمد جعفر وزاد عليهما برغبته فى ضم لاعبين هما حسين حمدى والبنينى رزاق. أقصد أن المهاجمين الخمسة الذين يكلفون النادى ملايين اختارهم شحاتة بنفسه قبل أشهر قليلة، وأربعة منهم كان يعرفهم معرفة شخصية وفنية ونفسية، من هنا فقبل أن يطلب مهاجما جديدا عليه أولا أن يفسّر لنا ما العيب فى الموجودين، ومَن المسؤول عن بقائهم إذا كانوا غير صالحين، وهم كذلك بدليل أنه يطلب مهاجما جديدا، والسؤال الأهم: من الذى سيحاسب على فاتورة هذا الخطأ؟ وكيف لنادٍ يسأل الله فى حُقّ النشوق أن يدفع ملايين فى عقود ومرتبات للاعبين ثم يلقى بهم على الأرض ويطلب غيرهم؟ فهذا الأمر يصنَّف تحت بند التسيب والاستهتار وإهدار المال، فميدو يحصل على ٧ ملايين ولا يلعب، وعمرو زكى غضبان، وأحمد جعفر مايسدّش، ورزاق لسه تحت التليين، وحسين حمدى اكتشف الجهاز الفنى فجأة أنه لا يصلح، وهو أمر يحتاج إلى تحقيق ومحاسبة قبل أن يفكر الزمالك فى التعاقد مع لاعبين جدد.
ولأن الشىء بالشىء يُذكر، فلماذا تعاقد الزمالك مع كريم الحسن؟ ولماذا لم يشترك؟ ولماذا سيتم الاستغناء عنه؟ ومن يتحمل الراتب الذى حصل عليه اللاعب طوال فترة استجمامه فى نادى الزمالك؟ وأين ذهبت القطة (سعيد محمد) التى تم التعاقد معها؟ ولماذا لم نرَ له حضورا حتى الآن ولا يشارك ولو على سبيل الرمزية؟ كلها أسئلة مشروعة تحتاج إلى إجابة، والأهم تحديد المسؤول الذى ورّط النادى فى هذه الصفقات والملايين، اللهم إلا إذا كانت فلوس النادى حراما وطيرانها أحسن من بقائها.. مش كده ولاّ إيه يا كابتن شحاتة؟
عن التحرير