ameero الأفضل
عدد المساهمات : 122 تاريخ التسجيل : 29/10/2009
| موضوع: تجميد البشر الخميس مارس 08, 2012 9:52 am | |
|
تجميد البشر سعيا لخلود أجسادهم.. حقيقة علمية أم مجرد وهم ؟ | | | |
كتب: سامي عبد الخالق | | منذ بدء الخليقة والإنسان يسعى نحو تحقيق أهم هدف في حياته، وهو الخلود الأبدي، وبالرغم من كل المحاولات التي بذلها الإنسان منذ القدم لتحقيق هدفه الأبدي، والمتمثلة في تطور علم الرسم والتحنيط والتصوير وغير ذلك من الوسائل والطرق، إلا إن حلمه لم يتحقق،ولكن محاولاته المكررة أيضا لم ولن تتوقف أبدا.
وشهد العصر الحديث تجدد هذه الفكرة الموغلة في القدم(تجميد البشر بعد الوفاة بهدف محاولة إعادة الحياة إليهم مجددا في المستقبل) وانتشرت عشرات القصص التي تحكى عن تجميد بعض الأشخاص لسنوات طويلة وإعادتهم مجددا للحياة،وقصص أخري تناولت وضع ناس في حالة سبات عميق لعقود طويلة من الزمن، ونقلهم في رحلات فضائية تستغرق سنوات طويلة، ثم إعادتهم مجددا للحياة عند الحاجة. هذه القصص والتي نسجت حولها عشرات من قصص أفلام الخيال العلمي، شهدت مؤخرا أولى محاولات تجسيدها على ارض الواقع، فافتتحت العديد من مراكز ومؤسسات تجميد الناس وحفظ جثث الموتى في بعض الدول المتقدمة تكنولوجيا،خاصة في روسيا والولايات المتحدة . وفى هذه المراكز والمؤسسات، يمكن للإنسان مشاهدة العديد من الاسطوانات الفولاذية التي تبلغ درجة البرودة بداخلها ناقص 196 درجة سلسيوس،وفي هذه لاسطوانات المبردة بالنتروجين السائل، توجد أجسام بشرية طلب أصحابها أن يتم الاحتفاظ بها للمستقبل، وبخاصة إلى حين تحقيق إنجازات طبية معينة، تفيد في معالجة أمراض كانت السبب في وفاتهم، أو إلى حين التوصل إلى وسيلة لإطالة العمر. وتقوم فكرة هذه المراكز،على انه في حالة وفاة شخص بمرض لا علاج له حاليا، فانه يتم تجميد هذا الشخص بطرق علمية مدروسة بعناية، وحفظ جثته إلى إن يتم اكتشاف علاج له في المستقبل، عندها يتم إعادته إلى الحياة وعلاجه. وتعرف عملية التجميد المؤقت تلك ، بأنها نقل جسد المتوفي إلى حالة إحياء معلق، وهى تستند إلى حقيقية أن عمليات البناء والهدم داخل الخلية الحية، تشهد نوع من التباطؤ الشديد لدى تجمد هذه الخلية، كذلك الأمر بالنسبة لوظائف المخ، والتي لا تحتاج تحت هذه العملية إلى الأوكسجين،مقارنة بماهو عليه الأمر في الحياة العادية. وهذه العملية الغريبة والغير مقبولة أخلاقيا في الكثير من المجتمعات،تتم تحت إشراف طبي وقانونى صارم، فهى تجري فقط لمن ثبت انه توفي من الناحية القانونية،ويغنى ذلك توقف قلبه عن النبض بشكل كلى،مع بقاء بعض الوظائف الخلوية في المخ بحالة عمل، وهذا بالطبع يختلف عن حالة الموت الكلى.
آلية تجميد الموتى وعن آلية تجميد الموتى، فان الشخص المتوفي ينقل قانونيا إلى وحدة المعالجة الأولية، ويزود بالأوكسجين والدم لمنع تلف المخ، ثم يحاط بالثلج ويحقن بالهيبارين (مانع تجلط) بعد ذلك ينقل إلى وحدة التجميد الفعلي، حيث يتم إزالة الماء من الخلايا ، وذلك لتفادى عملية تفجر خلايا الجسم عند تعرضها للتجمد،بسبب خاصية تمدد الماء عند درجات الحرارة المنخفضة،بعد ذلك يحقن الجسد بدلا من الماء بخليط كيميائى مكون من الجليسرول، والذي يمنع تكون بلورات ثلجية عد درجات الحرارة المنخفضة للغاية، ثم يبرد الجسم حتى 130درجة تحت الصفر، ويوضع في خزان معدنى يحتوى على نيتروجين مسال على درجة 196 تحت الصفر.
تجميد البشر بين الحقيقة والخيال
وشهدت هذه التقنية جدلا واسعا في الأوساط الطبية والقانونية،حيث انهالت عشرات الانتقادات والشكاوى على هذه الشركات، متهمة إياها بالنصب والاحتيال لسلب أموال الأغنياء، خصوصا الذين يمتلكون القدرة المالية على الدفع، وتركزت هذه الانتقادات على انه لم يتم حتى الآن إعادة احد المجمدين إلى الحياة مرة أخري ،وانه لا يتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل. وترد على هذه الأقوال بعض شركات تجميد الموتى بالقول: إن عملية التجميد هذه شهدت نجاحا واسعا في حفظ الأجنة البشرية، والبويضات،والحيوانات المنوية، وبغض أعضاء الجسم المختلفة، وتراهن هذه الشركات على أن التقدم العلمي والصحى الذي سوف تشهده البشرية في المستقبل،سوف يحول اشد الأفكار غرابة إلى حقائق مسلم بها على ارض الواقع
عمليات شائعة على أية حال وبعيدا عما سبق وذكرناه، فان تجميد الإنسان ليس بالأمر الجديد، فمنذ الستينات من القرن الماضي بدأ عهد تطبيق هذا الأسلوب، الذي يحاول العلماء من خلاله الحيلولة دون تحلل الجسم المحفوظ، وإبقاء أنسجته بحالة سليمة إلى وقت يمكن فيه إزالة التجميد عنها وإعادتها إلى الحياة ثانية. ويؤكد المتخصصون في الاستنساخ والهندسة الوراثية: إن المحور الرئيسي في عمل المؤسسات ذات العلاقة بتجميد الأجسام يتمثل في أمرين: الأول تطوير تكنولوجيات تضمن الحفاظ على أجسام المرضى، وبخاصة أدمغتهم بما تحتويه من ذاكرتهم ومكونات شخصيتهم دون أي تحلل، ، والآخر متابعة التطورات الطبية التي قد توفر علاجات للأمراض التي حصلت وفاة لأشخاص المجمدين بسببها، ليستفاد منها في علاج أمراضهم وإنهاء حالة تجميدهم،ويشار في هذا الصدد إلى أن العديد من مؤسسات التجميد هذه تختار تجميد الرأس فقط، على أمل تطوير تكنولوجيات جيدة بما يكفي لأن تعطي لأصحاب الرؤوس أجساما شابة. ويشير هؤلاء إلى أن لعلماء الذين أطلقوا فكرة تجميد البشر، والعاملون في المؤسسات ذات العلاقة، يؤمنون بأفكارهم وعملهم انطلاقاً من النجاح الذي حققته التجارب على الحيوانات، ومن أن عمليات تجميد الأعضاء والأنسجة والخلايا البشرية والحيوانية والنباتية شائعة جداً، حتى أن بعض بذور النباتات التي وجدت محفوظة في الجليد،أو تربة مناسبة منذ عشرات ومئات آلاف السنين، تمكنت من الإنبات والنمو عندما توفرت لها الظروف المناسبة.
مشاكل يمكن التغلب عليها إلا أن هناك العديد من المشاكل التي تواجه هذه المؤسسات،أهمها أن دعم الأبحاث ذات العلاقة بتجميد البشر لا يزال اقل من المطلوب، كما أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بعامل الوقت والمحلول المستخدم، إذ يجب أن يتم تجميد الجسم خلال وقت قصير جداً من لحظة الوفاة قبل أن يحدث أي تحلل للجسم، ويتم ذلك حالياً باستبدال الدم بمزيج من مواد كيميائية مضادة للتجمد توصل إليها العلماء منذ سنوات وتعرف باسم ((cryoprotectants وذلك عن طريق أجهزة خاصة تتوفر في المستشفيات، ويراعى أن تكون مكونات المزيج بالنسب المحددة، وتعطى على درجة حرارة تتراوح بين ناقص 90 إلى ناقص 130 درجة سلسيوس. وحيث انه لا يجوز من الناحية القانونية تجميد إنسان حي، فان على فريق العمل الانتظار إلى حين صدور تأكيد طبي رسمى بحدوث الوفاة قبل مباشرة عملية التجميد. ووفقاً لما يقوله المتخصصون: فانه إذا أمكن تحقيق النجاح في عمليات إزالة التجميد، فان تجميد البشر سيصبح عملية روتينية تجري في المستشفيات عامة من قبل الأطباء والفنيين وخلال وقت قصير.
الغطس في الماء البارد .. صحة وعافية
على النقيض من الحماس السابق فان منتقدو هذه التكنولوجيا كثيرون، وهم إضافة لكونهم يهاجمونها من حيث المبدأ، فإنهم لا يعتقدون أيضا بإمكانية نجاحها، وتبعاً لما يقوله هؤلاء : فان جسم الإنسان لم يخلق ليجمد ، بالمقابل يؤكد المؤيدين لهذه التقنية: انه خلال 30 سنة سنشهد تحقيق نجاح هذه العمليات.ويقولون: أن الأشخاص الذين جرى تجميدهم قبل 50 سنة مثلا، قد يكونوا تعرضوا لتحلل في أجسامهم ،كون أسلوب التجميد الذي استخدم معهم لم يكن متقدماً بما يكفي، ولكن هذا الأمر تغير حاليا، مما يعزز الأمل بإمكانية نجاح عمليات تجميد البشر بعد الوفاة، وإعادة الحياة إليهم مجددا في المستقبل وانتشارها.
| عن موقع الأزمة
| |
|
maiamar عضو جديد
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 17/02/2011
| موضوع: رد: تجميد البشر الجمعة مارس 09, 2012 11:46 am | |
| | |
|