هل مات"حسني مبارك" بالفعل ؟

صلاح بديوي


هل مات"حسني مبارك" بالفعل ؟


محيط




بعد ظهر السبت الماضي حطت طائرة "إسعاف"هليكوبتر
فوق مهبط الطائرات بالمركز الطبي العالمي بشرق القاهرة ،والذي تتم معالجة الرئيس
المصري المتنحي محمد حسني مبارك فيه ،وتتخذ منه السلطات المصرية محبساً له علي ذمة
القضايا التي يحاكم بسببها،كانت الطائرة من النوع "الأسعاف المخصص لنقل الحالآت
الحرجة ،ولما كان الرئيس السابق في غرفة العناية المركزة منذ اسابيع ،تتأرجح صحته
ما بين نوبات صحيان واغماءات تنتابه من يوم الي آخر ،دارت تكهنات قوية ما بين
تدهو شامل في صحته تطلب نقله لتلقي جرعات علاج في جهة طبية أخري مجهولة ،وما بين
إنتقاله الي رحاب الله .

ومن أجل التأكد أتصلنا بالمركز الطبي وتحدثنا مع
أكثر من طبيب ،اجمعوا في كلامهم أن"مبارك"يعيش أيامه الأخيرة وأن مرض السرطان تفشي
في شتي ارجاء جسده ،وأنهم يبذلون أقصي ما يستطيعون من اجل السيطرة علي هذا المرض
القاتل ، متوقعين رحيل "مبارك" عن الحياة في اي وقت ،لكن كلامهم لم يكن متطابق حول
ما إذا كان "مبارك" لايزال داخل المستشفي أو نقل الي جهة مجهولة ،فأحدهم قال لنا أن
مبارك نقل وهو في حكم المنتهي خارج المركز الطبي ،وآخرين قالوا لنا أن لايزال يتلقي
علاجه في غرفة العناية المركزة في إحدي طوابق المركز الطبي العالمي ،وقال لنا طبيب
آخر أنه شاهدهم وهم ينقلونه في طائرة اسعاف علي سريره الشهير وهو
لايتحرك.

ويجيء تضارب المعلومات حول صحة مبارك ،في ظل تسريبات إعلامية تارة
تشير لتعرضه لنوبات اغماء وبأنه يعاني من تفاقم المرض عليه ،واخري تقول انه تماثل
للشفاء وعاد الي طبيعته وانه طلب ملوخية بالأرانب وأكل وشرب ،وثالثة تشير أنه
يمتنع عن الأكل كلما أقترب موعد الحكم عليه ،والمعروف انه عندما تكثر التسريبات حول
وفاة شخص او تعرضه لإنتكاسات مرضية ،فأن ذلك نوع من تجهيز الرأي العام ليستقبل خبر
سيء حوله بشكل طبيعي ،لاسيما وان أجهزة الأمن تتحسب لكل صغيرة وكبيرة ،حيث تجري
تكهنات واسعة النطاق بأن مبارك وفق دراسة حالته الصحية فأنه سيرحل قبيل صدور الحكم
ضده أوائل الشهر المقبل .

وقال لنا احدهم من حراس مقبرة اسرته ان المقبرة تم
منذ ايام تمت تهيئتها وتجهيزها ،وان عناصر امنية وغير امنية تمر عليها طوال الفترة
الماضية ،ولايعرف ما اذا كانت تلك الأمور روتينية لأجهاض اية مخططات لسرقة المقبرة
المصممة من انواع غالية للغايه من المواد الخام ،ام هي استعدادات لدفن الرئيس
المتنحي فيها ،في حال وافته المنية ،وقال مصدر أمني لنا ان حالة مبارك قبيل اسبوع
اقتربت من حالة ارائيل شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق ،والذي لايزال منذ
اعوام يرقد ما بين الحياة والموت ،وتأبي أسرته أن تنزع خراطيم الأوكسيجين عنه علي
أمل تحسن حالته ،وإن كان المصدر أوضح أن شارون لايعاني من مرض السرطان الخطير
والقاتل مثل حسني مبارك.

ووفق معلومات مؤكدة نقلت الينا ،فأن رئيس مصلحة
السجون حرص يوم الجمعة الماضية علي أصطحاب نجلي مبارك" علاء، وجمال "بنفسه ،وذلك
بناء علي أذن من النائب العام وبسبب مبررات إنسانية لرؤية والدهما للمرة الثانية
خلال شهر واحد ،و"مبارك" يعيش الأيام الأخيرة في حياته حيث أحتضنوه وأنخرطوا في
البكاء ووقفت سوزان تراقب المشهد والموع تنهمر من عيونها هي الأُخري ،ومكثا الي
جوار والدهما والذي لايعرف ما اذا كان يعرفهما ام لا ،مكثا الي جانبه أكثر من
ساعتين ،وكان يسألهما عن الحزب الوطني وقياداته وعن "اسرائيل " وخطورة الاخوان
وجهود حبيب العادلي وعن المعارضة والتظاهرات والكثير من الأمور.

ووفق الخبر
المنشور اليوم بشبكة الاعلام العربية - محيط - والذي تلقاه زميلنا الامع عمرو
عبدالمنعم فأن السيدة سوزان هي التي ابلغت نجليها بمرض والدهما الشديد ،حيث طلبا من
إدارة السجن زيارتهما له بعدها واستجيب اليهما علي الفور ،مثلهم مثل اية حالات
إنسانية أخري ،وأياً كان الأمر فان الرئيس المتنحي واسرته ورجاله باتوا جميعا ً
لاحول لهم ولاقوة ،وجميعهم امام العدالة الآن ،لكن العدالة الكبري والوحيدة بل
العدل كله ،هوالذي سيذهب الي رحابه "مبارك" في الوقت الذي يحدده الخالق والواحد
الأحد ،كما سنذهب جميعا الي رحاب الله ،ومن هنا فأن حياة " مبارك " مثل وفاته
بالنسبة لنا كمصريين لاتقدم ولا تأخر .

ومن المهم ان نتوقف امام معلومة
ذكرها لنا احد المصادر الا وهي ان الرئيس المخلوع حسني مبارك سيُعلن عن وفاته قبيل
مطلع يونيو المقبل بناء علي فحوصات وكشوفات اجريت له أكدت أنه يعاني من سرطان في
مراحل متأخرة للغاية ،وان كل ما يحدث من تسريبات حول وفاته هو بمثابة تمهيد للرأي
العام - كما سبق وذكرنا- لإستقبال خبر وفاته بشكل متوقع وطبيعي،وعلي كل فأنه بناء
علي ما تسرب من معلومات وانباء، فأن المخلوع ما بين الحياة والموت ،ومسالة تبيان
الحقيقة حول خطر مرضه أو وفاته، سيتم الكشف عليه خلال هذا الشهر،و ربما بعد ايام او
اسابع قليلة لاتخرج عن نطاق هذا الشهر ،والأعمار بيد الله سبحانه وتعالي نسأله أن
يشفي كل من يتقيه .

حيرتاح ويريح