samyadel مشرف عام المنتدى
عدد المساهمات : 1548 تاريخ التسجيل : 27/05/2009 العمر : 44
| موضوع: إستراتيجية الفراولة الأربعاء مايو 09, 2012 12:18 pm | |
| صلاح بديويإستراتيجية الفراولة قال لنا المسئول الأمني في عام 1998م عندما سألناه ما إذا كان الرئيس المتنحي حسني مبارك يعرف أن مصر تتعرض لضربة كيماوية وبيولوجية "إسرائيلية" من عدمه ،وسألناه أيضاً عن لغز غضب "مبارك" الشديد علينا نظراً لمقاومتنا التطبيع مع "إسرائيل" فأجابنا أن الدكتور يوسف والي - نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة السابق والأمين العام للحزب الوطني الحاكم – وقتها ،قال لـ"مبارك" أنهم - يقصد نحن - نهاجم في كتاباتنا ومواقفنا سياسات التطبيع الزراعية مع "إسرائيل" ،وأنهم يزعمون أن تلك السياسات الزراعية تهدد الصحة العامة والبيئة ،وهو كلام مُرسل نفاه خبراء الوزارة – علي حد قول يوسف والي لمبارك وقتها – ". هنا رد "مبارك" علي "يوسف والي" بالقول، وما رأيك في هذا الأمر ؟،فقال يوسف والي لمبارك ياسيادة الرئيس أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الخضر والفاكهة بسبب التطبيع مع "تل أبيب" ،فرد عليه مبارك بالعامية والسوقية كعادته :"سيبك من شوية الصحفيين دول ،وسيبك من كلام الناس ،إحنا عددنا كبير ،وإحنا عاوزينهم يخفوا". في استهتار غير مسبوق بأرواح الضحايا ،وعدم إكتراثه بتداعيات استعمال مستلزمات الإنتاج " الإسرائيلية" الضارة. وهنا لابد أن نتوقف في ذات السياق ونتذكر تجرؤ يوسف والي علي الحكومة والشعب معاً بفعل الدعم غير المحدود له من قبل الرئيس المتنحي حسني مبارك ، نتذكر موقفاً له في جامعة القاهرة حيث قال د.يوسف والي ، أمام ألفي مدرس وأُستاذ وطالب، امتلأت بهم القاعة الرئيسية في تلك الجامعة :" لو كنت مكان د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء ..لأمرت بمحاكمة كل وزير في الحكومة لايعمل علي تطبيع العلاقات مع إسرائيل" .وكان يوسف والي يرد بذلك علي سؤال طرحناه عليه حول مخاطر التطبيع مع تل أبيب علي أمن مصر القومي ،ونظر إلينا بغضب وقتها وقال بالنص:"الأخ صلاح أبلغته من قبل مراراً أن التطبيع سياسة دولة ،وهو لايريد أن يفهم ذلك ،وكل ما يفعله لن يوقف القافلة ،وابتسم بخبث ابتسامة طالما اشتهر بها ". ومضي د.يوسف والي قائلاً للجمع الغفير :"قبل أن يزور أنور السادات القدس كان الفرد منا في مصر طوال حياته يتمني أن يأكل تفاحة واحدة ،وبفضل دولة إسرائيل وسلامنا معها باتت المساحات المزروعة بالتفاح في مصر تمتد في كل المحافظات علي مدار ما تراه العين ،وأن المعارضة المصرية وبالذات أصحاب الأخ الصحفي وأشار إلينا يريدون أن يدخلوا مصر في حروب ومواجهات من جديد ،وعندما حاولنا أن نرد عليه لخلطه الأوراق ، منعنا مفيد شهاب ونهرنا بقوة ،وبعدها بشهور اختاروه وزيراً بعد أن أطاح مبارك بحكومة الجنزوري وجرده من جميع مناصبه. يومها كانت صحيفة الأهرام تبرز علي صدر صفحتها الثالثة يوم السبت تحقيقا بقلم عزت السعدني يحمل عنوان من كلمتين "إستراتيجية الفراولة"،وهي إستراتيجية تعتمد علي تكثيف زراعة شتلات الفراولة ،وبذور الكنتالوب ،وغير ذلك من الزراعات التجارية ،وذلك علي حساب محاصيل الحبوب والزيوت وتربية الماشية ،حيث أقنع الخبراء التابعين لهيئة المعونة الأمريكية حسني مبارك ،أن يزرع الفراولة وشقيقاتها ويصدرها لأوروبا وأمريكيا ،ويشتري بما تدره من أموال القمح وبقية الحبوب. وهنا دخل علي الخط رجال أعمال حقبة كامب ديفيد تحت ستار الاستثمار الزراعي واستقدموا خبراء "إسرائيليين" في زراعة التفاح والخوخ والمشمش والورود ..الخ ،وباع الإسرائيليون لنا مستلزمات إنتاج تلك الزراعات بأسعار باهظة بلغت الآلاف الجنيهات للكيلو الواحد من البذور ،وللمساحة من الشتلات ،إلي جانب منظمات النمو المعروفة باسم الهرمونات. وعلي سبيل المثال ذات يوم جعلتنا الظروف ننام في أحد البيوت الزجاجية العملاقة المزروعة فيها نباتات الخيار في مديرية التحرير،وفي جوف الليل استيقظنا من نومنا علي أصوات غريبة ،واعتقدنا أن فئران تهاجم النباتات أو قوارض ،فأيقظنا مضيفنا وكان صديقاً عزيزاً لنا وسألناه عن مصدر تلك الأصوات فضحك وقال لي أن ثمار الخيار تنمو من فرط ما أشبعناها من منظمات نمو أي هرمونات تؤدي إلي التبكير من نمو ثمار الخيار ،من أجل قطفها وطرح عروتها في الأسواق وخصوصا في المواسم مثل موسم شهر رمضان. ومن يومها أقلعنا عن تناول ثمار الخيار المزروعة تحت الصوب ،وبتنا نتناول الخيار البلدي ،وأقلعنا عن تناول ثمار الطماطم فاقعة الحمار والتي بذورها من الداخل لم تكتمل النضج لأنها نتاج كبريت وهرمونات ،وبتنا نبتعد نهائيا عن أكل الأعناب في بداية المواسم المتعلقة بها لما يلقي عليها من هرمونات لتبكير نضجها ،أما الخوخ فقاطعناه نهائياً لأنه معامل بالهرمونات وأنسجته كلها هرمونات ،ونفس الوضع ينطبق علي الفراولة. وكما سبق وذكرنا فثمار الفاكهة يفترض أن لا تتلف بسهولة وهي في العراء فما بالنا أنها تتلف بسرعة البرق لو تركناها الآن ،وإذا ما وضعناها في الثلاجة بضعة أيام نفاجأ بأنها تعرضت للتلف أيضاً ،ولذلك عندما زرع رجال الإعمال ما نصحهم به الخبراء الأمريكان من زراعات تجارية وشرعوا في تصديرها للخارج فوجئوا بأن الدول الأوربية ودول عربية ترفض استقبال غالبية شحناتها لأنها مليئة في أنسجتها بالمواد الكيماوية المدمرة لصحة الإنسان. والمصيبة أن وكلاء الشركات الإسرائيلية بالقاهرة أشاعوا بين المزارعين القدرات الخرافية للمستلزمات الاسرائيلية في تبكير الإنتاج ونضجه ،وكانت النتيجة أن بسطاء الفلاحين سارعوا لشراء تلك المستلزمات واستخدموها علي زراعاتهم بشكل خاطئ، وهو الأمر الذي جعل مصر كما ذكرنا من قبل تتعرض لضربة كيماوية وبيولوجية لازلنا ندفع ثمنها غاليا ً. وبمجرد أن أطاح مبارك بالدكتور كمال الجنزوري من مهام منصبه وجاء بعاطف عبيد ،فوجئنا ببدء أخطر مرحلة في تاريخ التطبيع الزراعي مع تل أبيب ،وهي مرحلة إبرام اتفاقات الكويز ،والتي هي أخطر من اتفاقيات الغاز ،وللأسف الكل لايدرك خطورة تلك الاتفاقات ،والتي حولت مصر بعد أعوام قليلة من توقيعها إلي دولة مستوردة للقطن ،وتلك كارثة تحتاج لمعالجة مستقلة ،ويتبع. **************** حسبنا الله ونعم الوكيل بعد كل هذا العمر دفاعاًًُ عن الوطن وعما نعتقد ،وعلي الرغم من أننا أكثر من أضيروا بدنيا ً وإقتصاديا ً ونفسياً في عهد مبارك ،ونزعم أننا أكثر من تصدوا له وقاوموا نظامه في ذات الوقت ،ونحن نحتسب ما فعلناه من أجل مرضاة الله في عملنا لا أكثر، نرجو الله أن يتقبل ذلك منا قبولاً حسناً ،نقول بعد كل هذا العمر ،اتهمنا أحدهم أمس في رسالة رسمية وصلتنا ،اتهمنا بأننا "فلول" ،عندما قرأت رسالته "....." ،ضحكت وشر البلية ما يضحك ،والسبب في الإتهام الذي وجهه المذكور إلينا وجعل "محيط" في النازل من وجهة نظر سيادته ،أننا نشرنا فوق شبكة الأعلام العربية محيط خبراً بثته الوكالة الرسمية " ا. ش. ا " رأي هذا الشخص في نشره " ما يسيء لجماعته ،و لذلك جهر بالسوء في حقنا بالباطل ،وقد تعففنا أن نهبط لمستواه ،ومن هنا وجدناها فرصة هنا لنؤكد للجميع أن الدين ليس لحية وجلباب وكلام إنما فعل وممارسة ، ومن هنا بات كل يوم يمر يؤكد لنا أن خلط السياسة بالدين كارثة بالفعل ،والدين أسمي من ذلك بكثير ، الدين ما وقر في القلب وصدقه العمل ،لكنهم الآن أطالوا لحيهم وأرتدوا جلابيب ،وباتوا يتهمون كل من لاتروق لهم كتاباته من الصحفيين ورجال الأعلام ،بمعاداة الإسلام والعمل ضد رجاله ،إنهم يعيدوننا إلي عصر الكهنوت وليس في الاسلام كهنوت علي الاطلاق ،لذا لابد أن يستيقظ المجتمع وخصوصا من امتلأت قلوبهم بالإيمان الحق وحب مصرمسلمين كانوا أم مسيحيين ،الآن نريد أن نطرح سؤالاً علي الجميع - دونهم - ،ما العمل إذن في مواجهة تلك العناصر؟ شبكة محيط | |
|
محمد شاهين عضو نشيط
عدد المساهمات : 22 تاريخ التسجيل : 26/05/2010
| موضوع: رد: إستراتيجية الفراولة الأربعاء مايو 09, 2012 1:11 pm | |
| | |
|