تمرد.. تمرد .. تمرد .. تمرد
يحيى السيد النجار
تمرد.. تمرد.. بعد ضياع سيادة الدولة .. وخطف جنودنا فى سيناء.. وانتشار الإقصاء السياسى.. والاقتصادى.. والاجتماعى
تأملت سطور قسيمة تمرد.. وأنا أوقع عليها.. ودعوت للشباب الدمياطى القائم على حملة تمرد بالتوفيق.. ودعوتهم بالصبر.. وتحمل العناء.. خاصة الفتيات القائمات لجمع التوقيعات.. لأننا مع حكم الأخ العياط.. نجد الشهور تمر وذهبت مع الريح.. ونتعايش مع مأساة تلو أخرى.. حتى ابتسامة الأخ العياط فى احتفالية القمح.. ووضع السجاد الأحمر وجدت الابتسامة مصطنعة.. والعام الأول لحكم العياط شهد الكوارث.. والمآسى بضعف السياسات.. واستطاع بنجاح منقطع النظير أن يجعل حاضر مصر وكأن الطبيعة عصفت بها بالأعاصير.. والزلازل.. والهزات.. وكل شىء فى مصر بات قاتلا مع حكم الجماعة.. والتابع لها فى الحكم يعتمد على بعض المساعدات الخارجية.
تمرد.. تمرد ومنذ 1/7/2012 أصبحنا أمام تراجيديا متواصلة .. بكوارث سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية .. من دمياط لأسوان.. ومن السلوم لسيناء.. واللائحة طويلة .. بل وأنا أجمع فى أرشيفى رسومات فنانى الكاريكاتير وأفكارهم وهم ينقلون لنا صورة ساخرة.. أو شاعرية .. لبيان المسافة ما بين سياسات الأخ العياط.. وهيكلية التنفيذ فى أرض الواقع.. وتسعدنى أفكار الفنان عمرو سليم فى جريدة الشروق بما استعرضه عن المسجد الأقصى.. واعتداءات اليهود على الأقصى.. وحكم العياط يا سبحان الله .. كان فى الماضى يناضل ضد نظام مبارك بالهتافات.. إلخ.
اليوم وبلغت أزمة فلسطين وضعا خطيرا وفى كل لحظة تقرير مصير بكل ما فى معانى الكلمة من معنى.. فهل قضية فلسطين فى فكر الأخ العياط؟؟ أم الصديق الوفى أهم؟
تمرد.. تمرد.. لماذا؟ الجواب: أننا فقدنا الثقة فى إدارة العياط لمصر.. والأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية لم تتحسن.. وكل ما يفعله عشيرة المقطم لخدمة مصالح ساكن الاتحادية يوافق عليه.
ثم نصل للتساؤل الأهم: لماذا أهدرت حقوق الإنسان مع حكم العياط؟ وكان يتجمل بالتصريحات.. وفتح الصدر فى ميدان التحرير.. اليوم مع ظلم الحكم أصبح يتحرك بالحراسة المشددة .. حتى مع صلاة الجمعة .. وبوابات التفتيش فى المساجد.. حتى حرمة موتى المسلمين لم تسلم من التفتيش أثناء صلاة الجنازة .. أى حكم هذا؟!
وليس له أى جماهيرية إنسانية متكاملة.. وبكيفية أهل العشيرة .. بل نظام أنتج لنا دستورا هزليا بأسلوب الاستفتاء الذى ينسب للشعب دون أن يحقق الممارسة الديمقراطية الحقيقية .. ويرى أنصاره من العشيرة أن الدستور يحقق الحقوق والحريات والعياط ابتعد عن فكر الثورة.
وأقول للأخ العياط كلمتين:
قال «روسو»: «الإنسان يولد حرا لكنه فى كل مكان مكبل بالأغلال».
وقال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه-: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»، الكلمتان بتساؤل آخر: يا أخ عياط أين فكر الثورة؟ ولماذا قمع الحريات؟ والتنكيل بشباب الثورة؟ فهل يتصور العياط أنه السلطان؟
تمرد.. تمرد.. بعد ضياع سيادة الدولة .. وخطف جنودنا فى سيناء.. وانتشار الإقصاء السياسى.. والاقتصادى.. والاجتماعى.. وإخفاقات الدولة مع حكم العياط فاقت كل تصور.. والدولة معه ما هى إلا قبيلة أو عشيرة .. وأسر محددة بتشكيل الجماعة.
فهل مصر تملك القدرة على الاعتماد على الذات؟ أو تحقيق التجديد السياسى والاقتصادى والاجتماعى؟.. وإخفاقات حركة المجتمع المصرى نمت من تراكمات الأخطاء.. ووجود الشرخ ما بين الحاكم والمحكوم من جهة .. وما بين السياسات والمجتمع من جهة أخرى.. حتى أصبحت الدولة المصرية بحكم العياط لم تعد قادرة على الاستمرار.. ووصلت إلى قدر كبير من سياسات العنف.. والقمع.. والإقصاء..
الدولة المصرية ضعيفة.. هناك جاءت حملة تمرد كحاجة ملحة من أجل إعادة بناء الدولة من جديد.. من خلال القضاء على الأخونة .. وآليات عملها.. وممارساتها السياسية .. مصر الحاضر بحاجة للتخلص من حكم العياط وجعل من مصر ثورة يناير 2011 دولة ضعيفة .. الحكم ليس بالمزاج يا عياط.. والحكم الجاد.. هو الذى يتحرك بالشفافية فى مجال تسيير شئون الدولة .. وهو الذى يحقق النجاحات التنموية.. وهو الذى يتحرك بعيدا عن مواكب الحراسة والوجاهة نحن نحتاج حاكما ناجحا.. ليس من نوعية الأخ العياط.. ومصر تحتاج لوعى حقيقى.. لمواجهة عجز النظام الرسمى للعياط.
تمرد.. تمرد .. لأن حكم العياط يحرص على مصلحة أمريكا وإسرائيل أكثر من مصلحة شعبه.. والعياط أعاد مصر للسياسات الاستعمارية وساهم فى غياب الديمقراطية .. واختزل معنى سيادة مصر كى تصبح ملائمة للهيمنة الأمريكية والصهيونية.
ونحن بكلمة حق أمام حكم سلطوى ينشد احتكار السلطة .. حتى أصبح المجتمع فى محنة .. والدولة ضعيفة بعد أن أصبحت فى يد المرشد وهو الحاكم المتحكم.. وهو الموجه لسياسات الأخ العياط.
والدولة فى صدام مع القانون والقضاء.. وستكون مع الجيش فى صدام.. وتحصد مصر من هذا وذاك النكسات.. والخسائر السياسية الموجعة .. والهزال الاقتصادى.. وهذا نتاج الشرخ العميق بين الحاكم والمحكوم وانسداد الأفق السياسية .. وانعدام الحوار الحقيقى حول الخيارات التى تبنى الحاضر والمستقبل.
تمرد.. تمرد.. بعد أن وصلنا إلى اتساع رقعة خيبة الأمل وانسداد الأفق.. وغياب وسائل التعبير وحرية الرأى.. وانتشار ظاهرتى القمع والفساد.. الأمر الذى أدى إلى فقدان الأمل فى نظام العياط وأوصلنا إلى مصر المستعمرة بحكم العشيرة.
حكم العياط أدخل مصر إلى مسار التصحر السياسى.. والاقتصادى.. والاجتماعى.. والثقافى.. حتى وزير الثقافة الجديد.. حول مسمى قراءة الأسرة.. لقراءة الثورة .. والقراءة بديل لمكتبة الأسرة.. هكذا نجد أنفسنا أمام أداء سياسى وحكومى فاشل فى الهدف والمضمون.
تمرد .. تمرد.. وأستطيع القول لابد من إسقاط حكم العياط.. لأن قوة المجتمع ضاعت.. والإرادة والمعنويات فى الحضيض.. مصر تحتاج إلى تصحيح العلاقة بين الحاكم والمحكوم بعد ثورة يناير 2011.. مصر بحاجة إلى وحدة مجتمعية .. ويجب النظرة لمشاهد مصر حكم العياط فنجد البطالة عن العمل.. الاقتصاد وانهياره.. تفاقم الديون الداخلية والخارجية. الانفلات الأمنى.. إهدار القانون.. إلخ .. حقا تمرد.. تمرد؟؟
الدستور