'شكوي كل الأمهات والآباء في الأعوام الثلاثة الأولي من عمر الطفل هي فقدان الشهية للطعام وعدم إقباله علي تناول الوجبات الرئيسية بشكل طبيعي ورفض نوع معين كان يفضله في السابق ودون أسباب مفهومة فبعض الأطفال يرفض تناول اللبن بعدما كان يقبل عليه في كل صباح فتقلب رغبة الطفل في الطعام وتغير شهيته في هذا العمر أمر طبيعي جدا وعلي الأهل توقع ذلك خلال السنوات الست الأولي من عمر أبنائهم و ربما تستمر هذه الحال حتي عمر الثانية عشرة إلي أن يستقر الطفل علي ما يرغب وما لا يرغب في تناوله من أصناف الطعام ويضع الاستشاريون أسبابا لذلك منها:
تقلص شهية الطفل في هذه المرحلة الانتقالية بين اعتماده علي الرضاعة وتناول الطعام في إطار طبيعي وفي حال استمر الطفل في تناول الطعام بالمعدل نفسه فإن وزنه يزداد بصورة كبيرة ففي هذه المرحلة يبدأ الطفل في تأمل ما يقدم إليه بدلا من تناوله ويبدأ تذوق طعم الأشياء ويتقلب مزاجه تجاهها مع الشهر الثامن ويبدأ تكوين آراء ومواقف تجاه ما يقدم إليه في الفترة التي تبدأ أسنانه فيها في الظهور.
والصغار كالكبار أمزجتهم تتقلب بين حين وآخر لكن الأمهات لا يلاحظن ذلك إذ ألفن قبول الطفل بما يقدم له وتقلق الأم إذا شعرت بأن طفلها بات يكره أو يرفض نوعا معينا من الطعام كان في السابق يحبه وعليها أن لا تجعل ذلك مشكلة وألا تنظر إلي الأمر وكأنه سيعاني من الجوع إذا لم يتناوله ولا تصر علي تقديم هذا الصنف له لأنها بذلك تعقد المشكلة وتحول كراهيته أو رغبته السلبية المؤقتة لهذا الصنف إلي رغبة دائمة وكره مستديم وإذا لاحظت عدم إقبال ابنها علي صنف معين عليها أن تبعده عنه لمدة أسبوع أو أسبوعين دون أن تلفت انتباهه وأن تحافظ علي هدوئها أمامه وعليها أن تتذكر أن إرغامه علي تناول ذلك النوع سيجعل طفلها يتخذ موقفا أكثر عنادا وسلبية ولا توجد مشكلة في رفض الطفل جميع أنواع الخضروإقباله علي تناول الفاكهة وهنا علي الأم مضاعفة كمية الفاكهة التي تعرض له أما إذا رفض تناول نوع معين من الحبوب ففي الإمكان التفكير في بديل مناسب وإذا بات يرفض تناول اللبن فعليها أن تقدمه له في شكل آخر كالزبادي أو وضع منكهات عليه كالشيكولاتة أو الفراولة أو تضيف اللبن إلي الحلويات أو تقدم له الجبن ولا يجب علي الأم الإصرار علي شرب كوب الحليب حتي لا يزداد رفض الطفل له ومن الضروري في هذه الحالة أن تفكر الأم في تقديم الوجبات المحببة التي تثير اهتمام الطفل ورغبته من خلال تزيينها وطريقة التقديم والاستعانة بأكواب وأطباق ملونة يفضلها ويختارها بنفسه فكل ذلك يجذب الطفل ويفتح شهيته وعلي الأم أن تحاول تحقيق حالة من التوازن والتكامل في العناصر الغذائية الضرورية وأن تنوع مصادرها وأشكالها بحسب رغبة الطفل وثمة مشكلة تبرز في هذه المرحلة وهي ضعف الشهية في مقابل زيادة الحركة واللعب والميل إلي اللعب والتسلق لاسيما أثناء تقديم الطعام له وعليها أن تكون حازمة لكن دون غضب وإذا بكي الطفل في حال أبعد الطعام عنه فعليها أن تمنحه الفرصة فربما يكون جائعا وإذا تبين أنه ليس جائعا لا تقدم له الطعام إلا بعد فترة محددة وإذا أحس بجوع ما بين موعدي تقديم الوجبات فعليها بزيادة الكمية المعتادة بين الوجبات أو إعطائه الوجبة التالية قبل موعدها المعتاد وعليها أن تنظم موعد الوجبات وتنوعها وتغير أشكالها وأنماط تقديمها وأن تشعر الطفل بأن عملية تناول الطعام أمر مهم يجب احترامه وبعدها يمكنه الانشغال بأمور أخري بعد ذلك. ومن أسباب فقدان الشهية التي يضعها خبراء التغذية الشعور بالذات و السلبية وعدم شعور الطفل بالسعادة وعدم تمتع الطفل بقسط كاف من الرياضة و الهواء النقي وطريقة معاملة الأم لطفلها ومحبته أو كرهه لأصناف الطعام التي تقدم له أو ربط الطعام بحادثة غير سعيدة كذلك إصرار الام علي أن يأكل الطفل كمية من الطعام أكثر مما يستطيع وتشديد الوالدين علي الطفل ان يتبع آداب المائدة كما يمارساونها هما وتناول الحلويات والمقرمشات التي تسد نفسه مثل بطاطس الشيبسي والمصاصة وغيرها وهذه الاطعمة تحتوي علي مواد صناعية تفسد الهضم و تؤدي الي الشعور بالامتلاء مع أن هذه الاطعمة ليس بها أي فوائد غذائية كذلك أن يكون الطفل مصابا بالأنيميا وتكون هي السبب الرئيسي لفقدان الشهية ولعلاج ذلك يجب عدم إرغام الطفل علي أكل الطعام فهذا هو أهم أسباب فقدانه الشهية للطعام وعلي الوالدين ان يدركا أن أطفالا مختلفين قد يكون لديهم قدرة مختلفة علي الأكل فبعضهم يأكل كثيرا وبعضهم يأكل قليلا لذا يجب الامتناع عن إجبار الطفل علي أكل أنواع معينة أو كميات محددة من الطعام ويجب أن تراعي الأم ميول الطفل فيما يقدم له من أصناف الطعام وما يحب منها وما يكره وأن يسمح للطفل كلما كان ذلك ممكنا أن يساعد نفسه في عملية تناول الطعام. ويجب أن تقدم أنواع الأطعمة المختلفة للطفل في سن مبكرة ويفضل ألا يعطي شيئا يأكله بين وجبات الطعام المختلفة و يفضل ألا يتناول طعامه وحيدا بل يتناوله مع الآخرين والألفة هي مفتاح القبول بالنسبة للطفل فتحاول الأم تقديم الأطعمة التي ترغب في أن يجربها طفلها مرارا وتكرارا و تضع جزءا صغيرا في طبقه وتتركه إذا لم يمسه لا تفقد الأمل فهذا أمر طبيعي فقط تتأكد من وضع صنف أو صنفين من أطعمته المفضلة قريبا منه حتي لا يبقي جائعا وعندما يعتاد رؤية الصنف الجديد قد يحاول تجربة مذاقه مع طمائنته بأنه يمكن أن يخرجه من فمه إذا لم يحبه و قد يستغرق الطفل شهورا قبل أن يوسع دائرة أطعمته المفضلة لكن يجب أن يشعر بأن الأم تستمع بصحبته أثناء تناول الوجبات بغض النظر عن إكماله لطبقه.
وللتأكد من أن الطفل يحصل علي المواد المغذية الصحيحة يجب أن تشمل قائمة الأطعمة المحدودة التي يحبها الطفل مجموعات متنوعة من الطعام والتأكد من أنه يحصل علي المواد الغذائية الكافية وراقبيه لمعرفة أي المجموعات الغذائية التي تدخل في طعامه مع استخدام الهرم الغذائي كدليل لمساعدتك أثناء تقييم ما يتناوله بشكل صحيح.
ولتشجيع الطفل علي تناول الطعام
يجب أن تقوم الأم بوضع روتين لتناول الطعام وتقوم بوضع خطة لتناول الطعام بحيث يتناول الطعام وفقا لجدول زمني وتتركه يساعدها في إعداد الطعام و عندها سيكون لديه دافع لتناول هذا الطعام وتشجيعه مثلا علي تحريك البيض أو عمل وحدات البسكويت أو حتي عصر البرتقال.
ولجعل الفاكهة أكثر قبولا يجب تقديمها بطرق مرحة مثل عمل وجه من الفاكهة باستخدام الموز والعنب والفراولة وتحدي الطفل للقيام بوجه مشابه ثم التسابق في التهامه والأطفال يحبون غمس الأشياء وتناولها لذا يمكن وضع القليل من الجبن الأبيض الطري أو هرس الفواكه مع العسل ووضعها في كوب صغير ويترك الطفل يغمس الفاكهة فيه ويتلذذ بتناولها.
ولجعله يتناول الخضروات هناك العديد من الخدع لإخفاء الخضار في الوصفات مثل تقطيع الخضار أو هرسه وإضافته إلي صلصة الاسباجيتي أو البسكويت أو الشوربات وعلي الأم استعمال خيالها وإذا كان الطفل كبيرا يمكنه أن يساعدها في إعداد أطباق الخضار مثل السلطة فكلما تعود الطفل علي رؤية هذه الخضر كلما ألفها وأصبح مستعدا لتذوقها.
عن مجلة نصف الدنيا
موضوع: طفلى لا يأكل ! 
الثلاثاء مايو 11, 2010 4:35 am
