فعلها نيتانياهو مرة أخري ووضع السم في العسل, فبعد أن ذكر الكلمات السحرية التي يريدها أوباما حل الدولتين عاد ليضع شروطه التي تلغي تماما لو تم تنفيذها فكرة إقامة الدولتين من أساسها, ولأن مصر كانت تتوقع هذه المراوغة التي تتسم بها سياسة وشخصية نيتانياهو, فقد أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية قبل الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بثلاثة أيام, ردا علي سؤال لـالأهرام العربي أنه ليس بالضرورة أن ما سيقوله نيتانياهو هو الكلمة الإسرائيلية الأخيرة.
ومن جانب آخر يبحث اجتماع الرباعي الدولي يوم26 يونيو الحالي في مدينة تريستا الإيطالية, والذي يشارك فيه وزراء لجنة المتابعة العربية كيفية دفع مفاوضات السلام, ويعتبر هذا الاجتماع هو الأول في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة ويعقد علي هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثمانيG8)).
وكانت وزارة الخارجية قد حرصت علي إصدار بيان في اليوم التالي لخطاب نيتانياهو جاء فيه علي لسان المتحدث الرسمي, أن مصر كانت تأمل في سماع رؤية إسرائيلية مختلفة تقوم علي الالتزام الواضح بحل الدولتين, وباستئناف العمل لتحقيق التسوية السياسية علي أساس ما وصلت إليه المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية مع الحكومة الإسرائيلية السابقة, بالإضافة إلي التجميد الكامل للنشاط الاستيطاني وتخفيف الإجراءات القاسية المفروضة علي الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة, واتخاذ خطوات تعيد بناء الثقة بين الجانبين تمهيدا لعمل تفاوض جاد يلتزم بتحقيق السلام في إطار زمني محدد متفق عليه, وحتي لا يتحول الأمر إلي جلسات للحديث دون هدف أو طائل.
وأشار المتحدث الرسمي السفير حسام زكي إلي أن الأطروحات الهادفة لتحقيق ما يشبه الحكم الذاتي للفلسطينيين هي قديمة وعفا عليها الزمن, مؤكدا أن مصر ستستمر في جهودها ودعمها للجهود الأمريكية والدولية الهادفة إلي تحقيق السلام, من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.
ومن جانب آخر علمت الأهرام العربي أن هناك عودة لتسليط الأضواء علي الأفكار التي طرحها وليد خالدي عام1978 حول الدولة الفلسطينية المقترحة, ويعتبر خالدي مؤرخا فلسطينيا معروفا وهو أحد مؤسسي المعهد الفلسطيني للدراسات وقد ولد في القدس وتخرج في جامعة أوكسفورد عام1951 وعمل محاضرا في الدراسات السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت حتي عام1983, ثم باحثا في مركز هارفارد للشئون الدولية, كما قام بتأسيس الجمعية العلمية الملكية في عمان وعمل كزميل في الأكاديمية الأمريكية للأداب والعلوم.
ويعتقد وليد الخالدي أن عناصر المصالحة لحل سلمي مشرف تقوم علي المباديء الأربعة التالية:
1ـ لا احتكار للسيادة في شطري المدينة من قبل طرف واحد.
2ـ لا أرستقراطية بين الأديان الثلاثة تمنح أحدها وضعا مميزا.
3ـ لا علاقة غالب ومغلوب, سالب مسلوب بين سكان القدس.
4ـ الاعتراف المتساوي بالبعدين الديني والسياسي علي السواء للقدس بالنسبة إلي الأطراف كافة, وأنها في الأوضاع الحالية لا يمكن لها أن تكون عاصمة لأية أمة واحدة أو لأي مذهب واحد.
ويطرح وليد خالدي في مقاله الإسلام والغرب والقدس اقتراحا من نقاط عشر وهي:
1ـ أن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين ببلديتيها الخاصة في الحدود البلدية الموسعة لسنة1967, وتكون القدس الغربية عاصمة لفلسطين.
2ـ تتبع الحدود بين القدس الغربية والشرقية خطوط عام1967 لكي تكون مفتوحة في الجانبين.
3ـ يحظي الحي اليهودي في البلدة القديمة وحائط المبكي والمقبرة اليهودية بمنزلة إقليمية خارجية.
4ـ يبقي عدد متفق عليه من اليهود بالقدس الشرقية بصفة مواطنين إسرائيليين بينما تبقي أحياؤهم الخاصة تابعة لبلدية القدس الشرقية الفلسطينية وتحت السيادة الفلسطينية تحت نظام خاص.
5ـ تكون لكل ديانة المسئولية القصرية عن أماكنها المقدسة.
6ـ تشكيل هيئتين مركزيتين واحدة علي المستوي الوزاري والأخري علي المستوي البلدي, وتكون كل منهما برئاسة دورية وتعني الأولي بالقضايا السياسية والثانية بالقضايا البنيوية التحتية من شطري المدينة.
7ـ الأراضي التي صادرتها إسرائيل ولم تبن عليها في القدس الشرقية تجب إعادتها إلي أيد فلسطينية.
8ـ الخيار بين التعويض أو العودة يجب أن يمنح للفلسطينيين المقدسيين.
9ـ تعالج مسألة المستوطنات اليهودية خارج الحدود البلدية الموسعة لعام1967 في مفاوضات الوضع النهائي.
10ـ ستكون هناك فترة انتقالية.
وحدد الخالدي في أفكاره عدد الدبابات المتوقع نشرها في دولة فلسطين, هي18 دبابة وتفاصيل مهمة أخري.
وقد بدأت بعض مراكز البحوث الغربية في إعداد التصورات حول الدولة الفلسطينية المنتظرة, كما من المنتظر أن يشير اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم24 يونيو الحالي إلي الأفكار العربية حول الدولة الفلسطينية المقترحة والرد علي لاءات نيتانياهو.*
منقوووول من الاهرام العربى