الليلة بالذات كانت دافئة جدا فى جو الشتاء العاصف البارد
شعرت بالدفء وهى تشاهد التلفزيون وبرغم ان الفيلم كان معادا للمرة الرابعة الا انها لم تشعر بالملل وهى تتابعه
سمعت طرقات على باب الشقة وكانت غريبة فى هذا التوقيت المتأخر
ولا يمكن أن تكون بأى حال من الأحوال لزوجها فهو بالطبع معه المفتاح
قامت الى الباب بتردد وسألت عمن يطرق بابها فجاءها صوت نسائى ناعم من خلفه يقول (أنا )
نظرت من خلال العدسة التى بالباب فتأكدت من أنها امرأة شابة تقف ببابها ففتحت الباب ببساطة وهى تتساءل فى نفسها من هذه المرأة الغريبة وما حاجتها فى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
نظرت لوجهها تتبين ملامحها وكانت تقف بهدوء وإبتسامة
وقبل أن تسألها عن طلبها وجدت نفسها تغيب عن الوعى ولا تدرى بما حولها
ومر وقت قبل أن تستفيق وقد وجدت نفسها ملقاة على الارض وزوجها بجوارها يحاول إفاقتها
بالطبع تبينت ما حدث فقامت مهرولة تبحث عن الأشياء الثمينة فى شقتها وكان من المتوقع طبعا غياب كثير من الأشياء سرقتها لصة آخر الليل
ولكنها لم تسرق غير مجوهراتها ومبلغ صغير من المال كان بالشقة
نظرت إلى زوجها بحزن ونظر إليها بعتاب
بكت
تساقطت دموعها وهى تسترجع ما حدث وما كان يمكن أن يحدث لها لو قاومت
ربت زوجها على كتفيها وإحتضنها بحنان يواسيها
مضت الليلة كئيبة وذهبوا للإبلاغ عن الحادثة ولم تستطع النوم بينما نام زوجها حتى الظهر فهو عائد من عملة فى غاية التعب والارهاق
وعندما اعدت له الإفطار وجدته
يصرخ مناديا لها ويسألها عن ظرف به أوراق هامة للعمل وبحثت معه بلا جدوى فأخذ يتهمها بالإهمال ووصفها بأبشع الصفات وقد تحول موقفه إلى العكس
وهو يهددها بأنه لو يظهر هذا الظرف الهام فقد تستحيل الحياة معها بعدها فبكت وهو ينطلق إلى خارج المنزل غاضبا ومازال يردد كلمات جارحة
قامت لتنظف حجرة النوم وهى تبكى
ووجدت الظرف ملقى تحت فراش النوم
أمسكت به فى حسرة وهى تتذكر موقف زوجها