يشهد هذاالموسم الجديد تراجع الأفلام الكوميدية التي سيطرت على هذا الموسم خلال السنوات العشر الماضية، وذلك أمام الأفلام الدرامية وأفلام الأكشن، التي ستشكل خريطة العرض السينمائي في الصيف وتعيد من جديد ذكريات العصر الذهبي للسينما المصرية في الخمسينات والستينات، التي وصلت فيها إلى أقصى درجة من النضج الفني والدرامي.
وغالبية الأفلام بحسب - مصراوي - التي سوف نشاهدها هذا الصيف مؤجل عرضه من مواسم سابقة وذلك لاضطراب السوق لبداية الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية والتي ألقت بظلالها السوداء على مستوى الإيرادات حيث شهدت انحدارا يؤكد ما سوف تلاقيه هذه الصناعة من مخاطر تهدد استمراريتها ليست على مستوى عالمنا العربي، فحسب وإنما على المستوى العالمي.
ويتصدر أفلام موسم الصيف فيلم ''دكان شحاتة'' للمخرج خالد يوسف الذي يقدم نجمة الطرب اللبنانية هيفاء وهبي لما لها من جماهيرية قد تحقق ما اعتاد عليه خالد يوسف من إيرادات عالية في أفلامه السابقة.
ويشارك هيفاء بطولة الفيلم نجوم خالد يوسف التقليديون مثل عمرو سعد وعمرو عبد الجليل إلى جانب غادة عادل.
ومن ظواهر الموسم الجديد محاولة استثمار الأفلام الناجحة تجاريا في المواسم الماضية، وذلك بتكرار نفس القوالب السينمائية.
و يتضح ذلك في تجربتين أولاهما الجزء الثاني من فيلم ''عمر وسلمى'' في محاولة لاستغلال شعبية بطله تامر حسنى، ومعه مي عز الدين رغم فشل معظم أفلامها التي انفردت ببطولتها المطلقة في مواسم سابقة!.
وكذلك فيلم ''فرح'' الذي يكرر تجربة نجاح فيلم ''كباريه'' للمؤلف أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز مع أبطاله خالد الصاوي وجومانة مراد وماجد الكدوانى ودنيا سمير غانم وتدور أحداثه في أجواء شعبية.
ورغم الصياغة الدرامية الجيدة إلا أن النجاح المنتظر لهذا الفيلم لن يكون بنفس درجة نجاح ''كباريه'' وذلك لاختلاف الظروف الاقتصادية المحيطة به ولكنه الأمل الذي يراود منتجه أحمد السبكي بعد ما أسماه التورط في إنتاجه!!
وفى هذا الموسم مجموعة كبيرة من الأفلام التي يعرضها منتجوها تحت منطق ''يا صابت يا خابت'' ومنها فيلم ''بدل فاقد'' أول إخراج روائي للمخرج الشاب أحمد علاء وبطولة أحمد عز الذي يتمتع بجماهيرية واضحة ومعه منة شلبي بعد غيبة في المواسم السابقة فهل تكون هذه عوامل إيجابية تضمن للفيلم نجاحاً معقولا.. ربما؟!
وعلى نفس المستوى ترى فيلم ''السفاح'' باكورة التأليف السينمائي لبطله خالد الصاوي والذي استوحى قصته من الجريمة الشهيرة لسفاح المهندسين فهل رصد خالد الصاوي الوقائع المثيرة لهذا السفاح خاصة حادثة سطوه على منزل الجراح العالمي الراحل د. أحمد شفيق وأسرته يشارك الصاوي بطولة الفيلم نيكول سابا وهاني سلامة.
وفى مغامرة غير محسوبة العواقب يعرض لنجم الكوميديا أحمد مكي فيلم ''طيرانت'' للمخرج أحمد الجندي وبطولة ماجد الكدواني ودنيا سمير غانم ولطفي لبيب فهل يلقى هذا الفيلم نجاحا يماثل ما حققه فيلم أحمد مكي الأول ''إتش دبور'' خاصة بعد انحسار موجة الكوميديا السينمائية وفشل معظم أفلامها الأخيرة لما أصاب الجماهير بتخمة جعلتها تعزف عن مشاهدتها ولنا في أفلام محمد سعد وغيره العظة والعبرة.
وتأتى إلى السباق الحقيقي لهذا الموسم حيث الأفلام القيمة على المستويين الفني والدرامي والأهم أنها بطولة مجموعة من كبار النجوم الذين يحسبونها جيدا قبل الإقدام على تنفيذها وعلى رأسهم النجم الكبير عادل إمام في فيلمه ''بوبوس'' الذي يقدم من خلاله كعادته مجموعة من نجوم الكوميديا الجدد مي كساب وسامح حسين إلى جانب يسرا بعد غيبة عن مشاركته بطولة أفلامه ومعها أشرف عبد الباقي.
وكذلك يشهد هذا الموسم فيلمين للمخرج يسري نصر الله ''إحكي يا شهرزاد'' وداود عبد السيد ''رسايل بحر'' وكلاهما مقل لدرجة لافتة حيث الدقة في التحضير والحرص الشديد على تقديم مضمون جيد للمشاهدين يدعمه اهتمام فائق بالإخراج والتنفيذ.
ويأتي أحمد السقا بفيلميه ''إبراهيم الأبيض'' للمخرج مروان حامد الذي يشاركه بطولته محمود عبد العزيز ليكرر ما فعله فى فيلمه الجيد ''الجزيرة'' حين شاركه النجم الكبير محمود ياسين في محاولة من السقا لتلاقى الأجيال دعما للفن السينمائي الجيد.
ويأتي أحمد حلمي في فيلمه ''عقبال عندكم'' الذي من المحتمل تغيير اسمه حين عرضه وهو للمخرج نادر جلال في عودة للسينما بعدما أخرج الدراما التليفزيونية، تاركا الساحة لصغار المخرجين من الشباب.
وكذلك يقدم كريم عبد العزيز فيلمه ''ندل بميت راجل'' للمخرج شريف عرفة وبطولة منى زكى وشريف منير ورغم الكوميديا فى معالجته واسمه الدارج إلا أنه يتناول أحداثا قومية في إطار كوميدي جاد عالجها دراميا الكاتب عمرو سمير عاطف.
إن أفلام هذا الموسم رغم جودة معظمها فإنها لا تعدو جميعا كونها مغامرة تصل أحيانا إلى حد المقامرة.. فهل يكون ذلك سببا يجعل المنتجين الجدد يحسبونها جيدا. منقول