إن ما يحدث بالإعلام المصرى بعد ظهوره جليا هذه الأيام لا يمكن أن يوصف بأنه إعلام متحضر لدولة متحضرة وأقل ما يوصف به بأنه إعلام حناجر التضليل و الصفاقة والتهليل !!
مع تعدد ظهور القنوات الفضائية وإنتشارها الواسع والمنافسة الضارية فيما بينها أصبحت تعج بمنابر حنجورية مستفزة لكل عاقل وعلى الرغم من تفرد كثير من القنوات بظهور برامج غاية فى الإحترام والدماثة والغفادة سواء على مستوى المحتوى أو مقدمى البرامج إلا أن لكل قناة تقريبا سقطة إعلامية متمثلة فى برنامج أو مقدم برامج !
هذا عن القنوات المحترمة فمابالنا بالقنوات السطحية والركيكة ودائمة التضليل والإفساد!
تجد فيها حنجورى يجلس كالطاووس وكأنه الفاتح فضائى المظفر يتحدث بإستظراف وسماجة وأحيانا صفاقة وعلى لسانه دائما أنا وما فعلت وما أنفردت وأنا العبقرى الحصرى المتوج !
وآخر يجلس مستضيفا الأخوة الأعداء ويبدأ بملاطفة ومدح ثم بإستثارة محسوبة بدهاء الثعالب وتحيّن الذئاب بعدها يتحول لحية رقطاء تنفث السموم فى باطنها وهو فى الأصل نافخ كير يطلق النار لحترق الضيوف ولا مانع من المشاهدين!!
وآخر مطرب الوطنية الذى يتغزل بالشرف والإنتماء والمصلحة العامة ويتحدث عن الصدق والمثاليات وهو أبعد ما يكون عنها ونقده دائما هدّام وكلامه لا يصدر إلا للإحباط والكراهيه وهو ينقل للناس واقع محبط أليم وينفخ فى السلبيات ويتاجر بالغلابة والمحرمين وفى النهاية يقوم بدور المحرض الأنيق وفى باطنه سم قاتل وكراهية بلا حدود
وآخر وديع هادىء بارد مسالم يعرض ويستقدم أسوأ ما فى المجتمع ولا يعلق إلا بإبتسامة سخرية أو نظرة تشفى ويبدأ تعليقة بعبارة خبيثة منقوصة يترك تكملتها للمشاهد
وآخرون يجلسون فى موقع الإعلامى لخدمة أغراضهم الشخصية وتصفية خلافتهم مع أشخاص بعينهم ولا يخرج الموضوع عن تهجم وخوض وإستفزاز وأحيانا ألفاظ خادشة
ورغم كثير من السواد الإعلامى تبقى صفحات مشرقة فى الإعلام
فى خليط إعلامى غريب لم نشهده من قبل !
ليس معنى الحرية أن تكون مطلقة مفتوحة على الهجوم الغير مدعم والإستخفاف بعقول الناس واللعب فى عقولهم من تزييف الحقائق وتشويه الناس وتعرية ملابسهم
لماذا نكون فريقين إما تأييد مطلق كاذب مضلل للحقائق ممتدح للسلطة
أو فريق سافر جاهل يستخدم أسلوب الصحافة الصفراء ؟
أعتقد أن الناس تستطيع التفرقة ما بين الجيد والسىء ولكن يظل هناك فريق ثالث يبث الخرافات ويبيع الوهم والبضاعة الرخيصة للبسطاء ويتاجر بآمالهم ومشاهرهم وتطلعهم للأفضل
أتمنى أن أغمض عينى ثم أفتحها فأجد إعلام حر موضوعى رفيع
المادة وموضوعى يهاجم وقت الخطأ ويأيد وقت الصواب دون تملق أو محاباة أو إعتناق فكرة أو وجهة نظر دون إحترام وجهة نظر الآخر مفتقرا لثقافة الحوار والإختلاف أريد أصوات بلا حناجر جهورية ولكن عقول مستنيرة وقلوب عامرة بالإيمان وحب الوطن00
رحم الله مجدى مهنا
وتبقى صفحات مشرقة فى الإعلام00
إبراهيم عيسى
وائل الإبراشى
إبراهيم حجازى
أحمد المسلمانى
رولا خرسا
وغيرهم الكثير