وجاء الحق
_______
إن الله أعطانا حرية الإختيار فإما أن نكون طائعين او عاصين بلا إجبار ومع الحرية أعطانا العقل لنفكر ونتدبر ونكتشف عظمته سبحانه وماهية الحياة !
بالعقل ندرك وجوده وبالحواس نتذوق رحيق الحياة فى إطار الإيمان الذى بعث به مع دعوة الأنبياء ورسالة الرسل حتى كانت الخاتمة الإيمانية بمنتهى العقائد ومكتمل الديانات 00جاء الإسلام ليطهر الجسد ويصفى القلب وينقى الروح فيعتدل بهم ميزان النفس فكان الخروج من درب الظلمات إلى إبهار النور00جاء ليردهم إلى فطرتهم السليمة وأرجع عقولهم إلى بريقها عندما وضعهم على طريق الحقيقة !
بدأ بالجسد يخصه بماديته ليطهره من الدنس قاليد لاتلمس إلا حلال ولا تمتد إلا لما لها فتصبح نظافتها عنوانا لصاحبها والقدم لا تنسعى إلا خير الأعمال فتثاب بخير كثير والعين لا تبصر إلا خاصتها ولا تتمتع إلا بما قدر لها واللسان لا ينطق إلا طيبا ولا يشهد إلا بالحق 00
إنها اللمسة الساحرة التى طهرت النفس من الدنس والزلل وحررتها من عبودية الشهوات والهوى وسطوة الشيطان فباتت كصفحة الماء الرائقة 00كزهرة الربيع اليانعة فإنعكس كل ذلك على الروح فطيّبها وجعلها فى شفافية كأس من بللور به شهد مصفى لهو إكسير الحياة الذى تشبعت به نفس أركانها أصبحت شفافة وفيها ينضح بالنقاء !
جاء الدين لكل العالم وكل الأجناس 00
يقول تعالى
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآ إِلَهَ إِلاهُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
الأعراف/158
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
سبأ/28
جاء ليجعل العلاقة بين الإنسان وربه علاقة مباشرة بلا وساطة فهتم الحواجز وحطم السدود لقد عصف الإسلام بالجاهلية القاتمة التى كانت تظللهم وإقتاف أثر الجهل وبدد الظلمات فى كل إتجاه حتى طمسها رافعا رايات النور ليضبط النفس ويحسم إعتراكها 00إعترك السلبيات مع الموجبات صفات حرى أن يتحلى بها الإنسان العاقل الواعى لتصبح الأخلاق عصير النفس والنقائص ثجيرها الذى لا يرجى نفعه!
جاء ليخاطب القمة وقمة العلاقة بين الإنسان والإسلام هى الإلتقاء من نقطة العلّو فالقمة فى الإنسان هى العقل وهذا هو عين المعجزة!
أصالة جوهرة وإمتداده عبر السنين تنبع من أنه مقنع للعقل المدرك ومستنطق للسان الواعى مشرحا للواقع الذى لا مهرب منه إلا إليه وهو أن الإنسان مسلم فى المفهوم الدينى والمسلم إنسان فى المفهوم الأخلاقى 0