بكتيريا مضيئة تكشف عن الألغام الأرضية
الألغام الأرضية هي أخطر مخلفات الحروب، فهي الخطر الكامن في الأرض الذي يتربص بضحاياه حتى تسنح له الفرصة لقتلهم أو لإصابتهم بعاهات مستديمة. وعلى الرغم من وجود اتفاقية دولية منذ عشر سنوات تمنع استخدام الألغام الأرضية، فلاتزال الألغام تتسبب في مقتل وإصابة ما يقرب من 20,000 ضحية سنويا على مستوى العالم، ومن المتوقع تزايد هذه الأعداد إذا علمنا بوجود ما يربو على 100 مليون لغم - حسب تقديرات الأمم المتحدة في ما يقرب من 80 دولة منها الصومال وموزمبيق وكمبوديا والعراق وأفغانستان. كما تعاني من هذا الخطر حتى الآن بعض من الدول العربية مثل مصر وليبيا إذ بقي فيها الكثير من الألغام كمخلفات للحروب العالمية التي دارت على صحرائها ولم يكن لها فيها ناقة ولا جمل-. وأغلب المصابين من جراء هذه الألغام هم المدنيون في المقام الأول وتبلغ نسبة الأطفال بينهم نحو30%. كما أن هناك جانبا آخر لمشكلة الألغام وهو الجانب الاجتماعي حيث لا ينجو احد من انفجار لغم إلا بإصابة شديدة تقعده عن العمل.
وتتطلب إزالة هذه الألغام الكثير من الجهد والوقت وبالطبع المال. لهذا طور اثنان من الطلاب بجامعة أدنبره الأسكتلندية نظاما جديدا يمكنه في المستقبل اكتشاف أماكن وجود الألغام الأرضية بسرعة وفعالية وبأقل التكاليف. هذا النظام الجديد يعتمد في الأساس على نوع خاص من البكتيريا المعدلة جينيا بحيث تضيء عند ملامستها للمادة المتفجرة في الألغام. وطريقة استخدام هذه المادة المتفجرة سهل للغاية ولا يحتاج إلى متخصصين للقيام به. إذ يتم نثرها مع أي سائل ملون في المنطقة المراد تطهيرها من الألغام وبعد ساعات قليلة فقط يبدأ ضوء أخضر كاشف في الظهور في الأماكن المدفون فيها الألغام.
وبذلك تتفوق البكتيريا الجديدة من ناحية السرعة على محاولات طبيعية أخرى لاكتشاف الألغام مثل النباتات المحورة جينيا التي تعطي لونا أحمر عند ملامسة جذورها للمواد المتفجرة. كما تتفوق كذلك في الدقة وقلة الخسائر على الفئران والنحل المدرب على شم رائحة المتفجرات.رشا عبد اللطيف محمود
مجلة العربى الكويتية عددسبتمبر 2010