لاشك أن المستقبل القريب سيشهد تطورات هائلة فى تكنولوجيا صناعة السيارات ولاسيما الإضافات التى تزيد من معدلات الرفاهية والأمان00
هذا فى المقام الرئيسى بجانب إضافات شكلية ولمسات عصرية وغير مسبوقة !
ومع التنافسية الشديدة بين المصانع المختلفة فى كثير من أرجاء المعمورة وفى ظل الكيانات والتحالفات الكبيرة وضخ مبالغ غير مسبوقة فى مراكز البحث والتطوير تصبح الأمانى ممكنة من أجل مستهلك أصبح دائم البحث عن الجديد والمتميز
ومن تكنولوجيا المستقبل القريب المرتقبة والمتوقعة أشياء دخلت فى حيز التنفيذ التجريبى أو الفعلى أو مازالت أحلام تكاد أن تلمس الواقع أو أمانى تصطدم بعراقيل فنية يبحث لها عن حلول تكنولوجية !
ومن أحلام الأمان بدأت نيسان تطبق أفكار الدواسة الذكية التى تعطى إشارة لقائد السيارة بأن يخفف ضغطه عليها فى المنحنيات والطرق الغير آمنه مع السرعات العالية وبواسطة كمبيوتر ذكى أو ملاح آلى يتم التحكم فى سرعة السيارة بخفضها للمعدل المطلوب والمتناسب مع حالة الطريق
هذا بجانب إختراعها المسمى إختصارا ASA أومساعد الثبات الفعال
وهو يعمل بدوره على تعديل قوة المكابح على كل عجلة منفردة تبعا لمستوى المنحنى وسرعة السيارة وحالة القيادة !
وتحاول فورد الأمريكية تفعيل تقنية حزام الأمان بوسادة هوائية لتجعل حزام الأمان عند الصدمات بمثابة وسادة هوائية يتم تفعليها فى أجزاء من الثانية لتكون خط الدفاع الأول عن الراكب وخاصة الخلفى الغير مدعوم بوسادة هوائية وفى تجارب شركات تقنية متخصصة تحاول أن تصل إلى التركيبة المثلى لوسائد هوائية تمزج ما بين الصلابة والمرونة إنطلاقا من السيليكون وإبتكار مواد جديدة هلامية تكون أكثر أمانا وتأمينا
ومن الأحلام التى تتحقق قفزت شركة بريطانية متخصصة بصناعة السيارات الرياضية بفكرة إيجاد رابط ما بين السيارة والمصنع عن طريق كمبيوتر ذكى داخل السيارة يقوم بجمع معلومات دورية عن السيارة ويحللها بشكل دائم ويخزنها وكذا مراقبة عمل السيارة الفنى وهذا الكمبيوتر الذكى متصل عن طريق الأنترنت برقم كودى لكل سيارة بموقع الشركة التى تعطى تحليل لأداء السيارة وتشخيص بالأعطال والتلفيات وما ينبغى عمله وإستبداله بمجرد حدوث عطب أو توقع الحدوث الوشيك مما قد يوفر كثير من الوقت والجهد والمال والتعطل فى مراكز الصيانة وعدم التوصل لحلول لبعض المشكلات الفنية بالإضافة إلى تلافى حدوث أعطال من البداية
تخرج الألمانية بوش بإبتكار طريف يدعى START STOP وهى يعمل على إبطال محرك السيارة عند التوقف فى إشارة مثلا ثم يقوم بإدارة الموتور بمجرد لمس دواسة البنزين وذلك من أجل توفير الوقود وتقليل إنبعاثات العادم
وتم تجريبه من عام 2008 وسيطرح قريبا فى سيارات كثيرة وربما يكون من المواصفات الإجبارية فى اوروبا قريبا
يظل هيكل السيارة وتعرضها للصدمات محل بحث وإبتكار وتسعى شركات لإنتاج هيكل يستعيد شكله بعد تعرضه لصدمة ومن المواد التى تم تفعيلها تركيبات من البلاستيك المبتكرة والبولى أميد
ولا يقف التلف الخارجى عند الهيكل ولكن البوية التى تطلى بها السيارة تم إبتكار بوية بالجزيئات الممغنطة والتى تتحرك نحو الخدوش وتغطيها ليعود الطلاء لبريقه ورونقه تماما كما يحدث مع إلتئام الجرح!
وتبرز إطارات السيارة كعامل مهم من عوامل الأمان والراحة معا فتحاول الشركات المنتجة أن تتوصل للإطار الذكى الذى يكيف نفسه مع طبيعة الطريق الذى يسير عليه والتبدل لملائمتة مابين طريق ممهد ناعم إلى طريق مبتل بالأمطار إلى وعر!
موضوع محركات الإحتراق الداخلى سيأتى الوقت ويندثر وتصبح الكلمة للمحركات النظيفة ومن الإختراعات الطريفة محرك كهربائى من 8 إسطوانات تتوسطة انبوبة يتم فيها حرق غاز الميثان ليولد وهج حرارى وعن طريق خلايا ضوئية يتم التحويل إلى طاقة كهربائية
وتقنية السيارات الكهربائية تتقدم ووكل المشكلات الحالية فى التنفيذ والتكلفة سوف توجد لها حلول قريبا
ومعها بدائل الطاقة النظيفة البديلة من النبات والهيدروجين(الماء) إلى آخر القائمة 0
أدوات القيادة التقليدية محل تطور وتصور لأشكال أخرى مبتكرة وأكثر إستجابة ورفاهية فالفتيس التقليدى بصورته العادية والأوتوماتيكية قد يصبح دربا من الماضى السحيق وقد نجد ناقل حركة ذكى فى لوحة رقمية باللمس مرقمة بالنقلات الإختيارية مع لمسة الأوتوماتيك بزر مخصص فى عجلة القيادة !
وهناك محاولات لتعديل شكل المقود ليصبح أشبه بمقود الطائرات مع وجود ملاح آلى مرتبط بكمبيوتر ذكى تفاعلى مع الطريق ليتولى القيادة والتصرف فى المواقف المختلفة بأجزاء من الثانية !
ومن التعديلات الشكلية الهامة محاولة إبتكار سيارة تعدل حجمها ومساحتها الداخلية فيمكنك أن تستمتع بها كسيارة سيدان عائلية وفى مناسبة أخرى سيارة بيك أب للتحميل !
ومن التطورات الهامة نظام تكييف السيارة والعزل الحرارى وإبتكارات لا تسمح بتغيير درجة الحرارة الداخلية للسيارة مهما كانت الظروف المناخية الخارجية بتصميم نظام عازل تماما للحرارة ولا يسمح بتغير درجة حرارتها طالما مغلقة حتى مع إبطال جهاز التكييف الذى تضبطه على الدرجة التى تريدها وعند الحصول عليها يتم فصله وتحتفظ السيارة بدرجة حرارتها لساعات طويلة !
ويعكف مطورو السيارات على محاولة إيجاد علاقة تفاعلية مع قائد السيارة وسيارته والخارج !
فيحاولون إبتكار حوار تحذيرى ما بين السائق والسيارة بأن تستشعر السيارة حالة الطريق وتستكشف وجود مارة قد تعبر الطريق أو عوائق قادمة أو سيارة تهدىء من سرعتها أو مشكلة ستطرأ تتوجب تهدئة السرعة عن طريق إستشعار ليزرى وكمبيوتر ناطق
إن الخيال لا يتوقف والجانب الإبداعى عند الصنّاع لا يهدأ والكل يعكف على التطوير والإبتكار من اجل مستقبل أفضل وأمان أكبر وبيئة أنظف 0
ما قد تتمناه وتتصوره خيالا قد يصبح قريبا واقعا ملموسا ولكن تبقى مشكلة تكلفة الإنتاج والقدرة المادية على الإستمتاع بتكنولوجيا المستقبل !!
حدود الخيال لا يحدها حد ولا تكبحها موانع فالصانع يريد أن يجعل من سيارتك عالم متكامل مدجج بالتكنولوجيا التى تلبى كافة الإحتياجات !
ومع الخيال أصبحت السيارة تطير وتسير فى الماء مع تجارب أولية لن تقف فى مكانها ولكن سيشملها التطوير لتطرح بشكل أكثر عملية
واحة التكنولوجيا تبدو هدف للصانع الذى يريد صنع عالم من الخدمات المتكاملة فسيارة المستقبل سوف تكون بملاح آلى فى حالة الطوارىء وفى حالة التشغيل الإختيارى وسيارة يمكنها التعديل من حجمها للتكيف مع مساحة التخزين والركن بصناعتها من مواد ذكية قابلة للتعديل 00!
وسيصبح المقعد بمثابة مقعد تدليك ومساج وبه جهاز لقياس كفاءة الجسم وعرض بياناته الحيوية كالضغط والنبض والحرارة والسكر وخلافه فيمكنك الإطمئنان على نفسك بضغطة زر وكذا جهاز كريستالى لعرض آخر الأخبار والمستجدات من عالم الإنترنت والفضائيات وما هو أكثر!
إن التكنولوجيا التى تزحف لتجعل السيارة تعج بمئات الأجهزة قد تثير القلق والملل لأنك تصبح تقريبا بلا سيطرة وتشعر لحظة بأن الآلة تقودك - على حد وصف المبدع حازم خضر- ساعتها ربما تنقلب التكنولوجيا من وسيلة للرفاهية المترفة إلى وسيلة للإزعاج والملل !
جميلة التكنولوجيا ومطلوبة لكن فى حدود تطويعها لتكون فى نطاق سيطرة القائد وتحت لواء قيادته 0
سيارة الغد لن تكون من الصاج فى هيكلها ولن تكون بها إضافات بلاستيكية من النوع المعروف حاليا لأن التطور فى الصناعات الكيميائية سيجعل هناك مواد أكثر مرونة وتحملا للصدمات والظروف الجوية المحيطة لتعيش فترة اطول بشكل أفضل !
الثورية فى التصميم ستكون فى عقل الصانع الذى سيطور فى الشكل مع تطور المضمون ولا تتعجب من أن سيارة الغد ستسير على الطرق وفى الماء وتطير فى الجو بمحركات قوية تعمل بالكهرباء والطاقة البديلة التى ستشهد تطور هائل لا يخطر على بال !