قرأته لكم: أمل نصر الدين
هذا الكتاب وضع خصيصًا لك سيدتي ليعينك في مشوار حياتك، ولتتذكري ذاتك، وتستعيدي توازنك مرة أخرى..
فلكل امرأة أيّا كان موقعها، لكل امرأة نسيت نفسها في زحمة الحياة والمسؤوليات نهديها هذا الكتاب لتعيد التوازن لنفسها وتحب ذاتها وتتذكرها من جديد.
يقول الكتّاب الثلاثة في بداية كتابهم: أن الهدف من كتابة هذا الكتاب مساعدة الذات في سبيل تحقيق أكبر قدر من التوازن والحب والصحة والمرح في حياة المرأة.
فسواء كنت ربة منزل، أو امرأة عاملة تحاول أن توازن بين عملها وأسرتها، أو أمًا تعيش بدون زوج، أو امرأة سأمت شعورها بالتعب، فسوف يساعدك هذا الكتاب على معرفة قيمة نفسك، وإيجاد الوقت للعيش بمرح وحيوية وسلام في قلب هذا العالم المشوش، وكيف يمكن تحقيق التوازن والإشباع في حياتك المعقدة المتوترة.
المكون الجوهري رقم
(1)استجمعي شتات نفسك
"اعشقي نفسك أولاً، ثم كل شيء آخر فأنت بحاجة ماسة لعشق ذاتك، حتى تتمكني من القيام بكل شيء في هذا العالم". لوسيل بول
الدرس الحياتي الأول: عليك إدراك مواطن قوتك
تظن الغالبية العظمى أنه من خلال النقد أو إصدار الأحكام، قد يستطيع الفرد إحراج غيره ليغير من نفسه. ولكن نادرًا ما يفيد ذلك فمعظم الناس لا يستجيبون بشكل جيد للنقد الذي يحط من شأنهم، وفي الواقع عادة ما يكون رد فعلهم دفاعيًا ومقاومًا، وأنت لا تختلفين عن هؤلاء فمن أجل القيام بالتغييرات الضرورية لخلق الحياة التي ترغبينها فعليك تغيير أسلوبك من التركيز على النقائص ومواطن الضعف إلى إدراك مواطن القوة والمواهب والسمات الإيجابية التي تتحلين بها. وعليك تكوين قاعدة من الحب والمساندة.
ثم يقول الكتّاب الثلاثة تعقيبا على ذلك:
ولا تسيئي فهمنا فنحن لا نفترض أن تصبحي مثالية ولكن نرغب في أن تنظري لنفسك دائمًا بنظرة متوازنة رحيمة، فكل ما قمت به من أفعال،وكل خطأ اقترفته، وكل عقبة تغلبت عليها، كل تلك الأشياء أجزاء منك، بالصورة التي تبدين عليها اليوم.
ويحدث التغيير بطريقة أيسر لو جاء من منطلق القبول والدعم فمن الضروري تكوين علاقة ملتزمة ومحفزة مع ذاتك، فالسبيل الوحيد لخلق الحياة التي ترغبينها هو تقديم الرعاية والتراحم لذاتك في كل موقف. فعليك أن تحبي وتقدري ذاتك بكل جوانبها ويجب أن تساعدي نفسك دائمًا إن أردت تغيير ما يحرمك من عيش أفضل أنماط الحياة.
أسئلة تستحق الطرح
- ما هي الإنجازات الثلاثة التي حققتها في حياتي وأفخر بها؟
- ما هي السمات الخمس التي تعتبر مواطن قوة ومواهب ومميزات إيجابية في شخصيتي؟ نعم لديك هذه السمات فإن فكرت قليلاً فسوف تجدين أنك تتمتعين بما يزيد كثيرًا عن هذه الخمس.
- كيف أستخدم مواهبي ومواطن قوتي في حياتي اليومية؟
- هل هناك من الوسائل الأخرى ما أستطيع بواسطته استخدام مواردي على نحو أفضل؟
الدرس الحياتي الثاني: كوني صادقة مع نفسك
في نهاية حياته الطويلة، قال لي أحد الحكماء ويدعى "زوسيا" قبل موته: "في العالم الآخر، لن يسألني أحد لماذا لم أكن نبيًا؟ وإنما سوف أسأل لماذا لم أكن "زوسيا"؟
فإذا غصنا في أعماق ذواتنا فسوف نجد أننا نمتلك كل ما نرغب فيه. فلماذا إذن؟ لماذا لا تصبح كل امرأة الشخص الذي تريد؟ ولماذا تناضل النساء كي يصبحن أشخاصًا آخرين غير ذواتهن الحقيقية؟ فقد حان الوقت للكف عن محاولاتك لتكوني على الصورة التي كان يتوقها أبواك أو يريدها زوجك. لقد حان الوقت لأن تولد بداخلك ذاتك الحقيقية الأصلية.
ومن أفضل الوسائل لاستعادة التواصل مع ذاتك الداخلية هي أن تستمعي لذلك الصوت الرصين الهادئ الذي ينبعث من قلبك، هنا يمكنك بالفعل أن تعرفي ذاتك وتكوني صادقة معها.
الدرس الحياتي الثالث: اكتشفي دورك في قصة حياتك
لقد تركت كل واحدة من تجاربك أثرها على تلك القيم التي بنيت عليها حياتك إلى جانب الأشياء التي أحببت والأحلام التي حققت ولحظات الرضا التي عشتها. وسوف توحي إليك هذه التجارب إن تذكرتها بما تحتاجين، لخلق حياة أكثر إشباعًا لرغباتك. فماضيك يذكرك بما واجهت من تحديات، وما جمعت من نقاط القوة، وما استخلصت من تجاربك من حكمة، فبرغم كل شيء هناك علاقة مباشرة بين ما مررت به في الماضي، وما سيأتي في المستقبل. ويعتبر وعيك بهذا الماضي وما تتخذين من قرارات الخطوة الأولى في سبيل خلق حياة أفضل لك.
أداة أساسية: كتابة المذكرات
تعد مذكراتك اليومية أداة لا تقدر بثمن، فهي الموضع الذي يمكنك فيه إجراء حوار مع ذاتك، وهي وسيلة لتتعرفي على نفسك بصراحة أكثر وأن تصبحي كاتمة أسرار نفسك، وسوف تساعدك مذكراتك اليومية على أن تصبحي ذات قدرة على استكشاف ما يدور في داخلك والتفكير بذاتك.
عاهدي نفسك على اعتبار مذكراتك اليومية من الخصوصيات بحيث لا تسمحي لأحد أن يراها فتعتبر بذلك المنطقة الآمنة التي تستكشفين فيها أفكارك، ومشاعرك، وآمالك، ومخاوفك، وأحلامك، وكل ما ترغبين في التعبير عنه، والهدف من استخدام اليوميات هو السماح لنفسك بالتعبير عما يجول بخاطرك دون حذف أو رقابة من أحد وبلا نقد فقط عليك أن تسمحي بتدفق تيار التعبير بحرية.
وبكتابة مذكراتك تكونين بذلك قد درست حياتك، وعبر دراستك هذه لحياتك لن تكسبي فقط التعرف على ذاتك وإنما ستصبحين أكثر رضا عن نفسك وأكثر راحة. فسوف يكبر في نظرك كل ما مررت به، وسوف تقدرين بمزيد من الإعزاز إنجازاتك الكبرى، وقراراتك الرئيسية، وسوف تتعرفين على الطرق التي لم تسلكيها. وبينما تقومين بذلك لا يسعك سوى تجديد تقديرك لنفسك بغض النظر عن التحسينات التي قد ترغبين في القيام بها فحياتك تعد بالفعل نجاحًا.
الدرس الحياتي الرابع: عليك إدراك كل ما هو مهم
يعتبر أحد أحجار الزاوية في الحياة أن تعرفي ما يستحق تقديرك، وما يمثل الأهمية القصوى في حياتك. فحينما تدور حياتك كلها حول إتمام ملايين المهام المدرجة بقائمة أعمالك، يسهل فقد رؤيتك للأشياء، فتفقدين قدرتك على تمييز ما هو مهم مما هو غير مهم، لأن كل الأمور تتساوى في درجة أهميتها وفي درجة خطورتها.
ومهما كانت درجة تسارع إيقاع الحياة، فالأشخاص الناجحون بحق يستطيعون التخلص من التوتر لأنهم يعرفون ما هو مهم فقيمهم هي بوصلتهم التي تحدد وجهتهم.
ويساعدك كتاب هذا الكتاب لمعرفة ما هو مهم في حياتك عن طريق بعض الأسئلة:
أسئلة تستحق الطرح
- ما هي قيمي ومبادئي الأساسية العشرة الأولى؟
- ما هي الصفات الخمس التي أحب أن يتذكرني بها الناس؟
- ما الذي وجدت نفسي أقوله للعالم مرارًا خلال حياتي؟
وبكشف النقاب عن قيمك يمكنك ضبط حياتك فيتسنى لك استثمار وقتك وطاقتك في القيام بما تؤمنين به من أمور.
غذاء الفكر
سلي نفسك كل يوم هل هذا ما رغبت في القيام به؟ وإن كانت الإجابة "لا" يمكنك البدء بتعديل مسارك تدريجيًا، فتصحيح المسار عملية تحدث ببطء، ويتزايد أثرها مع الوقت، ولكن إذا كان لديك الإصرار فسوف ينتهي بك الأمر إلى تحقيق ما كنت ترغبين.
واللمسة النهائية لتستجمعي شتات نفسك هي:
اكتبي رسالة لنفسك
لقد حان الوقت لتجلسي وتكتبي لنفسك رسالة، تذكري أنك تحبين نفسك، تدللينها وتقدرينها وتعجبين بها. وبالتأكيد قد تشعرين بالخوف في أول الأمر، ولكن الحق هو أنك بقدر ما تحبين وتقدرين ذاتك فسوف تتمكنين من حب ودعم الآخرين.
وبمجرد انتهائك من ذلك تأكدي من الاحتفاظ برسالتك لتنفعك في الأوقات التي تحتاجين فيها للتنفيس عن همومك، أو سماع الكلام الذي يعيد إليك حيويتك.
المكون الجوهري رقم (2)
كوني مسؤولة عن حياتك
العمر أيام لذا تحري الأسلوب الذي تقضين به يومك
أداة أساسية: قائمة الأولويات
أعدي قائمة بأكثر خمسة أشياء ترغبين في القيام بها في حياتك ورتبيها وفقًا لأهميتها.
الدرس الحياتي الأول: ضعي حدودًا
وضع الحدود هو إحدى الركائز اللازمة لخلق الحياة التي تحبينها، ومع ذلك، فقبل أن تضعي الحدود بينك وبين الآخرين عليك توضيح الحدود بينك وبين ذاتك أولا، ويتطلب هذا الأمر أن تعرفي احتياجاتك وشعورك وما هو مقبول أو غير مقبول بالنسبة لك. وتلك قائمة طويلة وخاصة بالنسبة للنساء، مع الوضع في الحسبان أن النساء في ثقافتنا قد اعتدن على العطاء وإنكار ذواتهن.
لقد آن الأوان لوضع الحدود ولكن عليك أولًا معرفة ما تحبين وما لا تحبين، كيف ستحددين ذلك؟ الإجابة ببساطة وفقًا لمشاعرك وخصوصًا شعورك بالغضب والإحباط والحنق، وتعد هذه المشاعر بمثابة الرسل الذين يحملون لك هذه المعلومات القيمة.
يشعر الإنسان بالغضب غالبًا إن لم يتم الوفاء باحتياجاته، أو إن زاد عليه الحمل. وتعتبر مشاعر الإحباط والحنق أبناء عم الشعور بالغضب، حيث تجعلك تشعرين بأنك قدمت أو ضحيت أكثر من اللازم. وتساعد هذه المشاعر على تحديد ما تريدين وتحتاجين من أجل ذاتك وحياتك. ويمكن للغضب إن انتبهت له أن يدفعك للتصرف وللتحدث دفاعًا عن نفسك ولوضع حدود واضحة فإن أردت عيش حياة سعيدة فعليك إيقاظ ما تحمين به ذاتك وإيجاد التوازن بين حاجاتك ورغبات الآخرين.
قد يواجهك المقربون منك بالمعارضة في بادئ الأمر ولكن بمجرد أن يتيقنوا من أنك عاهدت نفسك على العناية بنفسك، فسوف يتقبلون قراراتك، وحينئذ قد يدعمونك. لماذا؟ لأنك في حالة وضع الحدود والمحافظة عليها سوف تشعرين بالسعادة والصحة والمرح وهذا سينعكس على من حولك.
نحن لا نقترح عليك أن تكوني فظة وجافة في التعامل مع الآخرين وتتصادمي معهم، ولكن نريد منك أن تدركي ما يناسبك وما لا يناسبك، فليس هناك داع لأن تصرخي أو تحتدي عند وضع الحدود الصارمة، ولكنك تحتاجين ببساطة إلى أن تكوني واضحة بشأن ما يمكنك التسامح فيه وما لا يمكنك، والتزمي بالثبات على موقفك.
الدرس الحياتي الثاني: احترمي التزامك أمام نفسك
إن إدراك أولوياتك الجديدة، وإعادة توجيه حياتك ووضع حدود واضحة، كل هذه الأمور تعد ركائز جوهرية للحياة التي ترغبين. ولأن التزامك بكلمتك يعد أمرًا حيويًا في هذه العملية، فيتحتم عليك أن تحترمي ما التزمت به وأن تحافظي على عهودك، وخاصة أمام نفسك. وللأسف فإن النساء يخن أنفسهن بقدر يفوق خيانتهن لأي شخص آخر. فأنت تقولين الشيء وتفعلين خلافه.
ونحن نريد منك أن تتحملي بقدر طاقتك، ولا تصدري وعودًا كبيرة تعجزين عن الوفاء بها، وخذي الأمور ببساطة، ولا تتعهدي سوى بما توقنين أنك قادرة على القيام به، وأنك سوف تقومين به، وفيما عدا ذلك لا تنطقي بالوعد. فالالتزامات القابلة للتحقق تسمح لك بالنجاح وأن تصبحي ممن يوفون بعهدهم إذا عاهدوا.يستكمل