يشكو المراهقون دوماً مشكلة حب الشباب، التي تؤثر فيهم جسدياً ومعنوياً، نظراً إلى الآثار التي قد تتركها في وجوههم. في المقابل، غالباً ما يقع الأهالي في حيرة من أمرهم بسبب تنوع الأدوية وتعدد العلاجات المتوافرة. الدكتورة إيمان عزت بسيوني، استشارية في مركز أبوظبي للصحة الوقائية تتحدث عن مشكلة حب الشباب وتشرح أسبابها وكيفية علاجها.
«يسهم هرمون الذكورة «الأندروجين» في الحد من عملية تحلل الخلايا الميتة, ما يؤدي إلى تكاثرها، وبالتالي إلى انسداد مسامات الجلد. ومع وجود خلايا الجلد الميتة، تتكون نتوءات خارجية ذات رؤوس سوداء، فإذا حدث وتفتحت المسامات المسدودة، فإنها تسمح للجراثيم بالدخول فتظهر الحبوب». بهذا القول تسلط الدكتورة إيمان بسيوني الضوء على مشكلة حب الشباب، مشيرة إلى أن النشاط الهرموني المرتبط عادة بمرحلة البلوغ يسهم في ظهورها، إذ تبدأ الهرمونات في تحفيز الغدد الدهنية الموجودة بالجلد فتكثر إفرازاتها، كما تطلق الجراثيم التي تدخل المسامات تفاعلات كيميائية تظهر على شكل احمرار والتهابات في الجلد، وتؤدي إلى تكون صديد وورم في مكان الحبوب. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب الميكروبات، التي تعيش على الجلد والتي تدخل إلى بصيلات الشعر، ظهور حب الشباب من خلال إحداث التهابات فيها. أحياناً أخرى، يرتبط ظهور الحبوب بالإفراط في تناول بعض المأكولات، كما تعد الاضطرابات النفسية من أهم العوامل التي تؤدي إلى زيادة حب الشباب.
كيفيه التعامل مع حب الشباب
تشير بسيوني إلى ضرورة التحلي بالهدوء أثناء التعامل مع مشكلة حب الشباب، إذ إن طرق علاجها كثيرة، وأغلبها يأتي بنتائج جيدة. وتلفت إلى ضرورة المداومة على تعقيم البشرة المعرضة لملوثات الجو، معتبرة إياها الخطوة الأولى لعلاج حب الشباب ومنع ظهوره. يليها، الامتناع عن لمس الحبوب أثناء ظهورها، أو اللعب فيها لإخراج ما بها من مادة بيضاء، لأن هذا يؤدي إلى زيادة عدد الحبوب وترك أثر بعد اختفاء الحبة نفسها.
٩٠٪ من المراهقين يعانون مشكلة حب الشباب وتأثيراتها النفسيةوعن كيفية تعقيم البشرة، تقول الدكتورة إيمان: «يجب أولاً المواظبة على غسل الوجه بالماء والصابون الطبي غير المعطر، كما يمكن الاستعانة بالمنتجات الموجودة في الأسواق، والتي تباع من دون وصفة طبية، لأنها قد تفيد في الوقاية في بداية مراحل ظهور الحبوب، مثل المطهرات التي تحتوي على مادة البيروكسيد وغيرها».
وتنبه بسيوني إلى ضرورة استشارة الاختصاصي في الأمراض الجلدية في حال كانت الحبوب غزيرة. فلكل بشرة خصائص معينة تميزها عن غيرها، ولابد للطبيب أن يدرس كل حالة على حدة بهدف وصف العلاج المناسب.
وعن تأثير الشوكولاتة في البشرة وإسهامها في ظهور حب الشباب، أفادت الدكتورة إيمان بأنه لا توجد دراسات تؤيد أو تنفي تأثير أكل الشوكولاتة في حب الشباب، وإنما ثمة دراسات علمية أخرى بينت تأثير الحليب ومشتقاته في البشرة نتيجة احتواء الحليب على بعض الهرمونات والمواد العضوية، التي قد تسهم في زيادة إفراز الدهون وظهور الحبوب. واستناداً إلى ذلك، تنصح بسيوني المراهقين بالاعتدال في شرب الحليب وأكل الجبن والزبد.
منقول
مجلة زهرة