دريسدن ــ محمد صلاح الدين -
أكدت الطبيبة الشرعية كريستين ريفورت، زوجة القنصل النمساوى بدريسدن، والتى تولت الكشف على جثة الشهيدة مروة الشربينى أن القاتل وجه لها 26 طعنة فى سائر أنحاء جسدها وهو فى كامل قواه العقلية.
وقالت الطبيبة، أمام محكمة دريسدن يوم الثلاثاء : إن مروة تلقت 13 طعنة بالسكين فى ظهرها، منها طعنات نفذت إلى داخل القفص الصدرى وتسببت فى كسر بعض الأضلاع، كما تلقت 5 طعنات فى خاصرتها اليمنى و8 طعنات فى خاصرتها اليسرى، ونفذت هذه الطعنات لتحدث نزيفا فى الرئة والبطين الأجوف السفلى للقلب والحجاب الحاجز، وجروحا غائرة فى الترقوة والعمود الفقرى وأسفل الظهر، مما سهل حدوث نزيف داخلى وخارجى.
وأضافت الطبيبة الشرعية أن الفحوص أكدت أن المتهم ليس ممن يتعاطون الكحول والمخدرات، وأن عظام ساقه كان بها آثار عملية جراحية قديمة، ولم يكن لها أى تأثير عليه فى الحادث، مؤكدة أنه كان يفهم ويعى كلامها جيدا طوال مدة الكشف التى استمرت 20 دقيقة.
واعتبر عضو فريق الدفاع عن مروة الشربينى المحامى د. جوزيف هلال أن تقرير الطب الشرعى به أبلغ دلالة على العنف المفرط الذى استخدمه المتهم تجاه الضحية، حيث إنه لم يكتف بقتلها، بل أمعن فى تمزيق أعضائها، وكسر الضلوع، خلال فترة زمنية قصيرة جدا، مما ينفى بشكل قاطع ما يدعيه محاموه من أنه نفذ جريمته وهو غائب عن الوعى.
وبدأت المحكمة فى الجزء الثانى من جلسة الاستماع أمس فى سماع شهادة القاضى توماس ماتسيفسكى، رئيس المحكمة التى قتلت أمامها مروة، حيث فجر عدة مفاجآت، منها أن المتهم كان يتعمد الدخول فى الموضوعات السياسية ويتحدث عن واقع الشباب والأحزاب الألمانية، على غير رغبة المحكمة، كما أبرز تعاطفه مع حزب الوطنيين الألمان (NDP) الذى يمثل اليمين المتطرف فى ألمانيا، بل وتمنى أن يغير الحزب اسمه إلى (NSDAP) وهو الاسم المختصر للحزب النازى قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأوضح القاضى أنه طلب من مروة الشربينى الانصراف حتى يأذن لها بالمثول أمامه، وأخذ يتحدث مع المتهم أليكس، الذى قال له إنه لم يصفها بـ«العاهرة» لكنه شدد على عدم اقتناعه بأن يعيش المسلمون والعرب جنبا إلى جنب مع الأوروبيين والألمان، وأنه ليس من حقهم الوجود أصلا بعد أحداث 11 سبتمبر، مشيرا إلى أن جميع الألفاظ والتصريحات التى كانت تصدر من المتهم تدل على درجة عالية من العنصرية وكراهية الأجناس غير الأوروبيةجريدة الشروق