شيكابالا فيه سمٌ قاتل!
كلنا نتذكر - من عشاق أفلام الأبيض والأسود - ذلك المشهد من فيلم "بين الحياة والموت" حيث تحمل الفتاة الصغيرة زجاجة الدواء التي تحمل الأمل في الشفاء للوالد المسكين الذي هجرته زوجته، وأنفسنا محبوسة لأننا نعلم أن الصيدلي أخطأ في تركيبة الدواء فحوله إلى سم قاتل.
ولمن لا يتذكر أو يشاهد الفيلم - من أبناء الجيل الجديد - فمن المؤكد أنه يعلم عبارة "إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس.. لا تشرب الدواء.. الدواء فيه سم قاتل".. ولا أدري لماذا تذكرت هذه العبارة وذلك الفيلم وأنا أتابع مسلسل "شيكابالا وسعيد" الدائر حاليا في جميع وسائل الإعلام!
فشيكابالا مثل الدواء في الفيلم، الكل يعلم أن قدراته ومهاراته التي أعتبرها الأفضل في مصر في الوقت الحالي هي الشفاء من مرض زهايمر البطولات التي يعاني منه الزمالك في السنوات الأخيرة، لكن الكل يعلم أيضا أن هناك خطأ ما في تركيبة هذا اللاعب قد تقتل من يعشقه.
وبعيدا عن طريقة تناول الخبر بين وسائل الإعلام المختلفة والتشكيك في نوايا أصحاب الروايات المختلفة، فإن المؤكد بالنسبة لي أن هناك احتكاك حدث بين شيكابالا وهاني سعيد، وأن الفهد الأسمر أخطأ في حق زميله الجديد بشكل واضح، فليس من المنطقي أن يخرج سعيد من أرض الملعب منفعلا بهذا الشكل ويركل الباب بشكل يتسبب في إصابته بجرح استوجب 16 غرزة ووضع ساقه في الجبس.
لكن هذا لم يثر انتباهي بقدر ما أثار انتباهي الأنباء التي تواترت بقرار شحاتة استبعاد شيكابالا من قائمة الفريق أمام حرس الحدود في واحدة من أهم مباريات الزمالك خلال الفترة الأخيرة إن لم تكن أهمها.
ولأني أعلم أن شحاتة من المدربين الذين يؤمنون بالأخلاق والروح الرياضية، فإنني سعدت أن يتخذ المدرب الذي أعتبره الأفضل في أفريقيا هذا القرار الذي من شأنه أن يضع قواعد صارمة للسيطرة على النجوم المدللة داخل الفريق وأبرزهم شيكابالا.
وفور قراءتي الخبر السابق قلت لزميلي وصديقي زياد فؤاد إن شحاتة بهذا القرار سيفتح على نفسه أبواب جهنم داخل الزمالك، نظرا للشعبية الهائلة التي يتمتع بها الجوهرة السمراء بين الجماهير، وخاصة أن هناك العديد من المتربصين لشحاتة ينتظرون أي فرصة لانتقاده وفتح النار عليه.
ويبدو أن هناك من أوصل وجهة نظر مشابهة للجهاز الفني الذي نفى إيقاف شيكابالا عبر إسماعيل يوسف، وقرر محاسبته عقب انتهاء بطولة الكأس، لأنه وللأسف في نظر الكثيرين فإن الفوز ببطولة أهم من أي شيء آخر.
ربما خففت زيارة شيكابالا لسعيد في بيته والاعتذار له من حدة الأمور وأنقذت الفريق من أزمة داخلية، إلا أنها شتت أذهان اللاعبين قبل 48 ساعة من المباراة المصيرية.
للأسف فإننا دائما نفضل "قعدة العرب" وتقبيل الرؤوس على حساب القوانين واللوائح في حياتنا العامة، وكثيرا ما عانينا من عبارة "سامحه علشان متضيعش مستقبل الواد".. ولذلك دائما ما نبقى في مكاننا ونلقي اللوم على ذلك "الواد" الذي كبر وتحول إلى مشاغب أو بلطجي أو حتى أبوجلابية.
بقدر ما أتمنى أن ينجح شحاتة في مهمته مع الزمالك، فإنني أتمنى أن يقدر على إرساء قواعد الالتزام وروح الفريق والشعور بالمسؤولية بين اللاعبين جميعا، وأن يصل إلى فك شفرة تركيبة شيكابالا.. خوفا على حياة أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس.
محمد سيف