مذيع ومصور ونجمة داوود..آخر فضائح الموساد بميدان التحرير
محيط - جهان مصطفى
في تأكيد جديد على أن الموساد الإسرائيلي وأنصار الثورة المضادة يستغلون المظاهرات المتكررة للنيل من مصر الثورة وعرقلتها عن تحقيق أهدافها ، كشفت تقارير صحفية في 5 يوليو أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تكثف جهودها لإلقاء القبض على مذيع ومصور وشخص ثالث حاولوا إثارة الفتنة بميدان التحرير وتحريض المعتصمين هناك ضد قوات الشرطة.
وذكر التليفزيون المصري في هذا الصدد أن ضباط وحدة مباحث قسم شرطة قصر النيل تلقوا بلاغا من ثلاثة من شباب الثورة المعتصمين بميدان التحرير يفيد بأنه أثناء تواجدهم بالميدان شاهدوا شخصين أحدهما يحمل كاميرا تليفزيونية والآخر يحمل ميكروفونا يجريان لقاء مع أحد المتواجدين بالميدان والذي ظهر حاملا فى يده قنبلة غاز سليمة وجديدة مرسوم عليها نجمة داوود "شعار الكيان الصهيوني ".
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد أكد مقدمو البلاغ الثلاثة أنهم سمعوا المذيع قبل إجراء اللقاء يلقن المتحدث بما سيدلى به في اللقاء ، حيث لقنه أن قوات الشرطة هاجمت الميدان في 3 يوليو أثناء المشاجرة التى نشبت بين المعتصمين من جهة والبلطجية والباعة الجائلين من جهة أخرى .
كما قام المذيع بتلقين المتحدث الذي يحمل قنبلة الغاز أن الشرطة قامت بضرب المعتصمين بتلك النوعية من قنابل الغاز الإسرائيلية المحظورة لكونها تؤدى إلى الإصابة بالسرطان وأسفرت عن مصرع العديد من المعتصمين داخل الميدان .
وعندما تدخل مقدمو البلاغ الثلاثة من شباب الثورة لنفي صحة المزاعم السابقة وأكدوا أن الشرطة لم تدخل ميدان التحرير من الأصل في 3 يوليو ، فوجئوا بأن المذيع والمصور والمتحدث فروا هاربين بسيارة "ميكروباص".
وبالنظر إلى أن الحادثة السابقة تأتي بعد أسابيع قليلة من إلقاء القبض على ضابط الموساد إيلان جرابيل الذي ظهر أكثر من مرة في ميدان التحرير ، فإن هناك مخاوف متصاعدة من تكرار محاولات زرع الفتنة على غرار ما حدث في 28 يونيو و3 يوليو .
تقرير لجنة تقصي الحقائق
ولعل التقرير الذي أصدرته لجنة تقصي الحقائق المشكلة من المجلس القومي لحقوق الإنسان في 5 يوليو حول أحداث 28 يونيو يدعم المخاوف السابقة .
فقد توصل تقرير إلى أن أحداث العنف التى وقعت بميدان التحرير في 28 يونيو الماضى كانت بترتيبات مسبقة ، لافتا إلى تضارب الروايات والتحليلات حول المتسبب فيها وتفسيرها وتطوراتها.
وأشار التقرير إلى أن مسار الأحداث يجمع بين مشهدى الترتيب المسبق والتفاعل العفوى وتشير إلى ذلك : الشهادات المتعلقة بنقل الحجارة إلى مواقع الأحداث بسيارات لا تحمل لوحات معدنية وافتعال أزمة غير مبررة فى احتفالية تكريم بعض أسر الشهداء فى مسرح البالون والاقتحام غير المبرر لمرافق المسرح والقيام ببعض الأعمال التخريبية ومحاولة زج المعتصمين من أهالى الشهداء من أمام ماسبيرو فى الأحداث.
وأوضح التقرير أن الشرطة استخدمت القوة بإطلاق عدد كبير من القنابل المسيلة للدموع بما لا يتناسب مع إجمالى أعداد المتظاهرين وكذلك استخدام طلقات الخرطوش على نحو أدى إلى ارتفاع عدد المصابين وبفحص نوعية بعض الفوارغ من القنابل المسيلة للدموع التى تحصل عليها أعضاء اللجنة تبين أنها من طرازات " 518 و501 و 560 و350 " التى تتفاوت فى المدى والقوة.
وفي المقابل ، لاحظ تقرير لجنة تقصي الحقائق ظهور جماعات منظمة بين المتظاهرين تقود أعمال العنف مزودة بأسلحة بيضاء وزجاجات مولوتوف وارتدى بعضهم زيا موحدا وكانوا يحرصون على إظهار ما يحملونه من أوشام على أذرعهم، فضلا عن نشر شائعات بين المتظاهرين عن وفاة أحد المحتجزين بوزارة الداخلية جراء التعذيب ، مما دفع المتظاهرين لاقتحام مقر وزارة الداخلية.
ولفت التقرير كذلك إلى شعور بالترويع للقائمين على المستشفيات من أطباء وهيئة تمريض وإداريين جراء تعرض المستشفيات خاصة فى مثل هذه الظروف الاستثنائية لاعتداءات من جانب أشخاص خارجين على القانون يستهدفون ملاحقة المصابين أو الحصول على المواد المخدرة أو إملاء أسبقية علاج مرافقيهم على حالات حرجة يقومون بعلاجها أو محاولة انتزاع تقارير طبية غير مطابقة للحقيقة ، مما دفع مديرى بعض المستشفيات الى طلب نقل استغاثتهم إلى أجهزة الدولة لتوفير الحماية الأمنية لهذه المستشفيات.
ولتلافي ما سبق ، أوصى التقرير بضرورة الإسراع في إجراء المحاكمات المتعلقة بالمتهمين والمشتبه بهم فى جرائم قتل وإصابة المتظاهرين سلميا خلال الثورة على نحو عاجل وعادل وعلنى ، كما ناشد مجلس القضاء الأعلى إصدار قرار بتفرغ الدوائر التي تتولى المحاكمات الخاصة بقتل المتظاهرين .
ويبدو أن ما انتهى إليه التقرير هو بالفعل الحل المناسب لإنهاء الاعتصام المفتوح الذي نظمه أهالي شهداء الثورة في ميدان التحرير وبالتالي تفويت الفرصة على المتربصين باستقرار أرض الكنانة .
أحداث 3 يوليو
مظاهرات جمعة الوحدة الوطنية
ولعل ما حدث في 3 يوليو يدعم أيضا صحة ما سبق ، ففي هذا اليوم ، شهدت منطقة ميدان التحرير اشتباكات دامية جديدة بين أهالي أسر الشهداء المعتصمين في الميدان وعدد من الباعة الجائلين والبلطجية حيث استخدمت في المعركة قنابل المولوتوف والأعيرة النارية والأسلحة البيضاء ووصل عدد المصابين إلي ما يقرب من 65 شخصاً منهم 4 حالات في حالة حرجة.
وبدأت الأحداث عندما قام أهالي الشهداء بنقل الخيام الخاصة بهم من حديقة الميدان إلي الحديقة المجاورة لمجمع التحرير والجامعة الأمريكية بسبب الاحتكاكات التي يمارسها الباعة والبلطجية ضد المعتصمين ، إضافة إلي قيام البلطجية ببيع المخدرات وممارسة أعمال منافية للآداب العامة داخل الخيام الخاصة بهم .
وعلي إثر هذه الاحتكاكات ، قام الأهالي بالابتعاد عن حديقة الميدان إلي مكان آخر فما كان من البلطجية إلا أن ذهبوا وراء الأسر وحاولوا نصب خيامهم بالقرب منهم ، فرفض الشباب الموجود مع أسر الشهداء وبدأت الشرارة الأولي من خلال شخص يدعي ياسر وشهرته أبو يوسف وهو من البلطجية حيث أخرج سلاحا أبيض وحاول ضرب أحد الشباب إلا أنه فشل وقام الأهالي بضربه بالأحذية والشوم .
وبعد ذلك ، تجمع البلطجية في صفوف منظمة وقاموا بشن هجوم علي خيام أسر الشهداء وجرحوا عدداً من الأهالي وبعض السيدات والشباب ، وقد أثار هذا الموقف حفيظة كثير من الشباب والمارة داخل الميدان فقاموا بمساعدة أهالي الشهداء في ضرب البلطجية واستطاعوا علي مدار ساعة كاملة إصابة عدد كبير منهم بجروح خطيرة وأحرقوا جميع الخيام الخاصة بهم وطاردوهم حتي استطاعوا إخراجهم من منطقة التحرير بالكامل حتى ميدان عبد المنعم رياض.
وسرعان ما حاول عدد كبير من البلطجية بعد خروجهم من الميدان قطع بعض الشوارع المؤدية إليه ، كما حاولوا اقتحام مجلسي الشعب والشوري واستفزاز الحرس الموجود علي أبواب المجلسين غير أن مجموعة من الشباب تمكنوا من تشكيل دروع بشرية أمام أبواب كل مجلس لعدم اقتحامه من قبل البلطجية الذين أصروا علي افتعال أزمة جديدة وتوجهوا إلي وزارة الداخلية لإشعال المواجهة مع قوات الجيش والشرطة التي تحمي الوزارة ، غير أن عددا كبيرا من الأهالي منعوهم من الوصول للداخلية بعد مواجهات كلامية عنيفة بينهم.
وبالنظر إلى أن الدعوات لمليونية جمعة "الإصرار" في 8 يوليو والتي تطالب بسرعة القصاص من قتلة الثوار وعلي رأسهم حسني مبارك وحبيب العادلي تأتي في أعقاب الأحداث المؤسفة السابقة ، فإنه لا بديل عن التزام المصريين جميعا الحذر واليقظة وعدم الوقوع في فخ الوقيعة بين الشرطة والشعب ، خاصة وأن مخطط الموساد بدا واضحا للجميع ويهدف بالأساس لإطالة أمد الانفلات الأمني وإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.