كتب توحيد مجدى
ما حدث ولايزال من فتن طائفية ودعوات شاذة تهدف لنشر الفوضي وإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب وإحراج الدولة سياسيا وقد نسبت معظمها للإسلاميين في الصعيد والدلتا وعين شمس وإمبابة والتحرير وأمام السفارة الإسرائيلية بالجيزة وغيرها من أحياء ومحافظات مصر، كلها دلت علي وجود عناصر من وحدة إسرائيلية خاصة تدعي "جيدعونيم" تتبع جهاز الموساد الإسرائيلي تخطط للنيل من مصر ننفرد بأول نشر عنها من واقع فيلم أمني تم تسريبه من إسرائيل وحصلنا علي نسخة وحيدة منه كشفت حقيقة تواجدهم في مصر.
المادة الفيلمية الموجودة في ذلك الفيلم خلال 20 دقيقة تثبت حقيقة توغل عملاء الموساد الإسرائيلي في الجماعات الإسلامية بشكل يفوق التصورات فالفيلم يكشف عملية فعلية مازالت تجري في مساجد إسلامية وبيوت عبادة عربية ومصرية تقمص فيها ببراعة عملاء من الموساد (إسرائيليون) في شخصية سلفيين ومسلمين.
الفيلم يحكي أنهم يتحدثون اللغات العربية بلهجاتها المختلفة وبدقة متناهية فمنهم المصري والسعودي والكويتي والأردني والعراقي والعماني والقطري وتحديدا كل اللهجات والجنسيات العربية يدرسونها لأربعة أعوام في معاهد تابعة للموساد الإسرائيلي تخرج كل عام نحو 50 ضابطا جاسوسا.
الخطير أنهم يتحدثون المصرية كالمصريين ومع دراستهم للغات واللهجات العربية يدرسون علوم الفقه والقرآن وتعاليم الدين مما يمكنهم أن يجادلوا في علوم الفقه الإسلامي ويحفظون الأحاديث النبوية الشريفة ويصلون كما لو كانوا قد ولدوا مسلمين.
هؤلاء ينتمون لوحدة نخبة إسرائيلية بالموساد تسمي «جيدعونيم» أي الأبطال، وتلك الوحدة أفرادها يهود إسرائيليون والسبب حفظ الاسرار والولاء التام لدولة إسرائيل ، يتم اختيارهم بدقة ويخضعون لاختبارات وضغوط عصبية شديدة التعقيد وملامحهم عربية بامتياز ولا يمكن لأحد في ميدان التحرير، كما جاء، أن يشك ولو للحظة أن الشيخ الملتحي صاحب علامة الصلاة الواضحة الواقف بجانبه هو أصلا ضابط مخابرات إسرائيلي وعميل متخف للموساد.
في المساجد يجمعون من حولهم المريدين ويحاورون ويحاضرون في الدين الإسلامي ولديهم من التدريب ما يمكنهم من جذب ضعفاء النفوس ويثبت الفيلم أننا يمكن أن نفاجأ بجماعات دينية إسلامية مصرية متشددة يقودها (إسلاميو الموساد) إن صح التعبير.
سبب تصوير الفيلم جاء لإبراز حقيقة أن أعضاء الوحدة يتعرضون واحدا تلو الآخر في الأعوام الأخيرة لأمراض دماغية خبيثة بسبب الأجهزة الإلكترونية الحديثة المزروعة في أجسادهم التي يتعاملون معها وتسبب لهم التعرض للإشعاعات الصادرة من بثها المباشر علي مدار الساعة حيث تربطهم تلك الأجهزة الدقيقة لحظة بلحظة مع مراكز تحكم وسيطرة الموساد في تل أبيب عبر الأقمار الصناعية.
الفيلم شفر وجه بطله الذي مرض بشدة عقب تعرضه للإشعاع لأعوام طويلة خدم فيها عميلا للمخابرات الإسرائيلية في مساجد دول الجوار الإسرائيلي ويصور الفيلم جزءا من العملية الحقيقية علي الطبيعة من أرشيف قسم العمليات التابع للموساد.
يبدأ الفيلم بمشهد شاب هو بطل الفيلم كان ضابطا في الوحدة «جيدعونيم» ويدعي "إشحار" مصاب بشلل يسير علي عكاز في حقل قمح وموسيقي عربية إسلامية مؤثرة في الخلفية وشرع الشاب الذي أخفوا ملامح وجهه طيلة الفيلم بسرد قصته ويقول في البداية: "لقد تدربنا علي كل الخبرات اللازمة لكي تكون مسلما حقيقيا حتي أنني يمكنني حاليا الخروج في أي موقف كعربي مسلم دون أن يشك في شخصي حتي الشيوخ علي المنابر".
ويكمل الضابط السابق في الوحدة ويذكر أنه كان طيلة الوقت في المساجد متقمصا شخصية الإسلاميين المتشددين والسلفيين الذين أصبح واحدا منهم مستغلا نقطة ضعف هؤلاء علي أساس أن معظمهم يعيش وحيدا دون عائلة وهو ما يسهل اختراقهم علي أساس أنه شاب مسلم "مقطوع من شجرة".
ويحكي ضابط الموساد أنهم طيلة الوقت يعيشون تحت توتر نفسي شرس لا يتركهم للحظة في محيط إسلامي يمكن لأفراده الشك علي أتفه الأسباب ومع ذلك يعيش ضباط الموساد المتأسلمون بدون مشاكل بين الإسلاميين، مشيرا إلي أن لديهم أسماء وكنيات إسلامية متشددة مثلهم في ذلك أي ملتح سلفي قديم ، لكنه يفاخر بأنه يخدم إسرائيل وينقذ أرواح اليهود بشكل يومي عن طريق دقة تنفيذه للعمليات الموكلة إليه.
في الخلفية فجأة يصمت الضابط ويبتعد عن الكادر وصوت معلق علي الفيلم ينزل في الخلفية ليحكي بقوله: "الفيلم لم يكشف كل المعلومات لأنها غاية في السرية ويمكن أن تعرض حياة عاملين علي الأرض حاليا للخطر حيث العمليات الإسرائيلية في كل مكان بالعالم العربي".
ثم يتحول الفيلم لحي شعبي عربي مسلم في الضفة الغربية بفلسطين ومشهد عربات إسرائيلية عسكرية تتوقف أمام بعض لمنازل العربية هناك، وفي الخلفية صوت مؤذن في مسجد يقيم الصلاة "الله وأكبر" وهنا يظهر بطل الفيلم قبل أن يصاب بالشلل وهو يرتدي ملابس عربية عادية ويحمل حقيبة علي ظهره كأنه طالب عربي فلسطيني يخرج من شارع ضيق بين المنازل وفي الخلفية المعلق يشرح العملية ويقول: "هنا الضابط الإسرائيلي التابع للوحدة «جيدعونيم» يتحرك بحرية وسط القرية المسلمة وهم يعرفون أنه ابن المكان وهو يتجول كي يرشد أجهزة الأمن الإسرائيلية علي منازل المطلوبين للاغتيال وتتحرك مشاهد الفيلم لنجد ضابطا فلسطينيا يلقي التحية علي الضابط المتخفي علي أساس أنه فلسطيني ويجلس الضابط علي الرصيف يتحدث بينما يدخل كادر الشاشة عدة عربات عسكرية إسرائيلية مسرعة ليهبط منها عدد كبير من الجنود الإسرائيليين مدججين بالأسلحة وهم يعرفون طريقهم لمنازل المطلوبين الفلسطينيين الذين وضع الضابط الإسرائيلي علامات إلكترونية خاصة علي منازلهم مما سهل الوصول إليهم بينما الضابط يختفي من الصورة تماما فقد أتم المهمة.
في الخلفية المعلق يقول: "ربما كان من الصعب عرض هذا الفيلم لكن الحالة المرضية التي أصيب بها الضابط "إشحار" الذي يبلغ حاليا من العمر 36 عاما كانت هي السبب للتحذير من أن الضباط في تلك الوحدة الخاصة يموتون الواحد تلو الآخر بسبب تورمات سرطانية متعددة سببها الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي يعملون بها.
ينتقل الفيلم بعدها ليصور حياة أسرة الضابط "إشحار" بعد إصابته والصورة تحكي حياة الضابط "إشحار" اليومية وتنتقل الصورة إلي حوار أجري مع "تسفي رام" الطبيب المعالج لحالة "إشحار" بمستشفي "إيخيلوف" بتل أبيب وهو يعلن أنه مصاب بدرجة متقدمة من الورم وأمامه إذا لم يتلق العلاج في الخارج ثلاثة أشهر ونصف الشهر كي يموت.
تنتقل الكاميرا إلي زوجة الضابط إشحار وتدعي "هيلا إشحار" وهي تبكي وتحكي متأثرة عن حالة زوجها، وفي الخلفية المعلق يكشف السبب الحقيقي من الفيلم وهو البحث عن تبرعات لعلاج ضباط تلك الوحدة بالخارج حيث لا يوفر لهم الموساد الإسرائيلي الغطاء العلاجي المناسب ويتركهم للموت دون علاج.
أما بيانات الوحدة «جيدعونيم» تحكي تاريخ الوحدة الحقيقي وكيف أنها بدأت في القدس كوحدة خاصة تابعة للشرطة الإسرائيلية وقد كانت تسمي باسم "الوحدة 33" وكذلك باسم "حربة جدعون" وهو بطل ديني تاريخي لليهود.
الوحدة تم ضمها لفرقة مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية وتحول اسمها في فترة ما لاسم الوحدة "لاهاف 433" أي وحدة النيران 433 حتي تم ضمها للموساد الإسرائيلي وتطورها لتكون الذراع الإسرائيلية الطويلة داخل المجتمعات العربية الإسلامية.
في تاريخ الوحدة تظهر معلومة خطيرة وهي أن الرائد "مائير ماكس بينيت" ضابط الموساد الإسرائيلي الوحيد الذي ضبط في عملية فضيحة "لافون" في منتصف الخمسينيات والذي قام بالانتحار في 21 ديسمبر 1954 داخل زنزانته بسجن الاستئناف بالقاهرة أثناء محاكمة أعضاء الفريق الإسرائيلي الذي سقط في مصر قد كان من الوحدة «جيدعونيم».
وفي الخلفية تأكيدات أنها تعمل حاليا من أجل التوغل في داخل تشكيلات الجماعات الإسلامية في مصر بهدف التعرف علي تنظيماتها وأفكارها ومخططاتها ضد إسرائيل والمنشآت الإسرائيلية في مصر، وهم يجمعون المعلومات بكل مكان ويوثقون لحياة كل متشدد في مصر حتي يخرجوا بخريطة واضحة لكل الشخصيات الإسلامية والسلفية ومنها يمكنهم تحديد أهداف الاغتيال أو التعاون مع الجهات المحلية في كشف عمليات محددة ضد إسرائيل من وجهة نظرهم أو عمليات أخري تندرج من وجهة نظرهم تحت بنود مسميات الإرهاب.
معلومات الوحدة ـ كما جاء بالفيلم ـتثبت أنهم مدربون علي القيام بالعمليات الإرهابية المضادة بكل أنواعها وأنهم خبراء في تصنيع مفرقعات من مواد محلية يمكن أن تتواجد في أي مكان كما أنهم مدربون علي القتل والاغتيالات الصامتة ـ كما ذكر الفيلم ـ ويمكنهم قيادة الجماعات الإسلامية الحقيقية دون مشاكل.
معلومات غاية في الخطورة تحقق الكثير منها علي الأرض في مصر وتشهد ملفات قضايا حديثة وقعت بعد الثورة علي ذلك تفصيلا حيث ذكرت الأحداث ظهور وتواجد شيوخ سلفيين قادوا الفوضي وتسببوا في الأحداث الطائفية ولدي البحث والتحري عنهم لم تجد الجهات المعنية أي معلومات تدل علي وجودهم لأنهم ببساطة تبخروا أو تحديدا بعد مشاهدتنا للفيلم عادوا لإسرائيل.
الجدير بالذكر أن الفيلم يكشف أن هؤلاء المتأسلمين التابعين للموساد الإسرائيلي يعيشون لأعوام طويلة وسط المجتمعات الإسلامية حتي أن بطل الفيلم عاش في مساجد الضفة وقطاع غزة منذ أن كان في عمر 22 حتي بلغ 35 عاما ولنا أن نفكر فيمن يعيشون حاليا في مصر من ضباط تلك الوحدة لو صحت معلومات الفيلم وسط الإسلاميين دون أن يكشفهم أحد.
مشاهد الفيلم أشارت بجلاء إلي أن ضباط وحدة «جيدعونيم» تصلهم تعليمات لاغتيال النشطاء الإسلاميين في بعض الأوقات فيقومون بها دون مشاكل لتبقي عمليات قتل الإسلاميين غامضة وربما تلصق بأجهزة محلية لا يكون لها يد في الموضوع.
الخطير أن الفيلم يثبت ربما لأول مرة أن من بين مهام الوحدة إشاعة الفوضي في الدول العربية ومنها مصر وذلك عن طريق استئجار ضعاف النفوس واستغلال الأقل ثقافة وتكليف العملاء النائمين في أحيان أخري لدفعهم علي ارتكاب عمليات فوضوية لتوريط الدول والحكومات المحلية، وربما جاء الفيلم ليحكي حالنا في مصر وما يحدث من أحداث غريبة تماما عن مجتمعنا وهي مفتعلة بشكل لافت مثل ما وقع أمام سفارة إسرائيل بالجيزة وتلك الشخصية الغامضة التي تبحث عنها الأجهزة المصرية وكانت تمول المخربين.
المعلق علي الأحداث يظهر وهو يسأل الضابط "إشحار": هل كنت تعيش مع المسلمين بشكل عادي دون أن يشكوا أنك لست عربيا ولست مسلما؟
فيرد عليه بقوله: "تماما فنحن نعرف بعضنا البعض ونعيش معا منذ سنوات نتبادل الزيارات والقبلات والتهاني في رمضان والأعياد وأحضر أفراحهم وأحزانهم بشكل طبيعي بل يعرضون علي بناتهم للزواج"، وفي الخلفية تنتقل الكاميرا لتعرض الفيلم الحقيقي للعملية ويظهر مسجد إسلامي كبير أثناء الصلاة وقد تجمع فيه مئات المصلين ويقف بينهم الضابط الإسرائيلي يؤدي الصلاة بشكل عادي.
يعود ليسأله المعلق: وكيف ينجو الواحد منكم في تلك الظروف وهو لا يملك أي سلاح للدفاع عن نفسه؟ فيرد عليه الضابط الإسرائيلي بقوله: "أهم وأقوي سلاح لديك هو لسانك ولغتك العربية السليمة ومعرفتك بالصلوات والتاريخ والفقه الإسلامي وسنوات خبرتك في الدول العربية كمسلم" وبعدها يجب عليك أن تؤمن بين نفسك أنك تنفذ مخططا قوميا لإسرائيل ضد الدول العربية والجماعات الإسلامية الإرهابية المتشددة.
وزاليوسف