اشتعال الحرب الكلامية بين الحركات السياسية والإسلاميين
أعلنت الحركات الثورية أنها تدرس مقاطعة وإيقاف الحوار والمفاوضات مع التيارات الدينية، عقب ما اعتبروه نقضاً للاتفاقات المبرمة قبل مظاهرات أمس الأول، كما قال عدد من قيادات الأحزاب إنهم سيطرحون فكرة استبعاد الأحزاب الدينية من التحالف الديمقراطى، فيما دافعت التيارات الإسلامية عن مواقفها، إلى حد وصف قيادى سلفى المنسحبين من التحرير بأنهم «جرابيع».
وقالت حركة «٦ أبريل» إن التيارات الإسلامية تعاملت بمنطق «الحرب خدعة»، وإن ما حدث يغلق باب الحوار معهم. فيما دعا ائتلاف شباب الثورة إلى وضع قائمة موحدة للقوى المدنية. واعتبرت «الجبهة الحرة للتغيير السلمى» أن رفع علم السعودية فى الميدان يثبت أن المملكة تمول عملية إجهاض الثورة. وطالبت الجمعية الوطنية للتغيير الشعببالتنبه إلى من خانوا الاتفاقات وضربوا الثورة فى مقتل، ولحسوا عهودهم إعلاء لمصالحهم الشخصية على حساب مصلحة مصر.
وقال نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، إن حزبه سيطرح اقتراحاً على «التحالف الديمقراطى» لتنقية عضويته من الأحزاب الدينية، واتفق معه فى الرأى سامح عاشور، رئيس الحزب الناصرى، فيما طالب أمين إسكندر، رئيس حزب «الكرامة»، بوقفة جادة مع تيار الإسلام السياسى، وأعلنت منظمات وحركات قبطية منها «اتحاد شباب ماسبيرو» و«أقباط بلا قيود» و«الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان» رفضها تحويل الثورة إلى ثورة دينية، وأكدت استعدادها للدفاع عن مدنية الدولة.
ووصفت صحف عالمية مظاهرات أمس الأول بأنها ضربة من الإسلاميين للقوى العلمانية، كما قالت إنها كانت أكبر مظاهرة إسلامية فى تاريخ مصر، حسب تعبير صحيفة «نيويورك تايمز».
فى المقابل، فسرت جماعة الإخوان المسلمين خروج من سمتهم «البعض» على الاتفاق، بالكبت الشديد الذى عانت منه القوى الإسلامية طوال ٣٠ سنة، وقالت فى بيان أمس إن «غلاة العلمانيين سخروا منهم فى تصريحات منشورة». وقال خالد يسرى، المتحدث باسم الجبهة السلفية: «إن التحرير لو كان يتسع لـ٢٠ مليوناً، لاحتشد ٢٠ مليوناً فى الميدان»، وأضاف أن قوة الإسلاميين ستظهر فى صندوق الانتخابات. وذكر عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة السلفى، أن «هتافات ٤ ملايين إسلامى فى التحرير جعلت (الجرابيع) يهربون من الميدان» - على حد وصفه. ووصف عاصم عبدالماجد، مدير المكتب الإعلامى للجماعة الإسلامية، انسحاب التيارات الليبرالية بأنه «بلطجة سياسية»، وطالبهم بعرض أنفسهم على طبيب نفسى لأنهم يدعون حرية الرأى فيما يمارسون سياسة الإقصاء.
المصرى اليوم